سلالات الحمام الزاجل: رحلة عبر التاريخ

نبذة عن الحمام الزاجل

يُعرف الحمام الزاجل بذكائه الاستثنائي وجماله الآخاذ، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بوطنه الأم. مهما بلغت مسافاته، يعود دومًا إلى المكان الذي فقس فيه وترعرع. يُعتبر من أفضل سلالات الحمام على الإطلاق، وقد استُخدم عبر التاريخ كوسيلة اتصال فعّالة، خاصة في المجالات العسكرية والتجارية.

كانت تُربط رسائل صغيرة – مشفرة غالبًا – حول عنق كل طائر. كُتبت هذه الرسائل بأقلام خاصة على أوراق رقيقة جدًا، ثم تُلفّ بعناية وتُوضع في قوارير صغيرة من رقائق الذهب الخفيف، حرصًا على عدم التأثير على توازن الطائر أثناء الطيران.

سلالات الحمام الزاجل المميزة

يُعدّ معظم الحمام الزاجل من الطيور الهجينة، نتاج تزاوج بين الحمام البري والجبلي. وتتنوع سلالاته بشكل واسع، ومن أشهرها:

• الطيور القلاب (التركية): تتميز بقوتها البدنية ومرونتها العالية، وقدرتها على قطع مسافات شاسعة تصل إلى خمس ساعات متواصلة.
• الطيور الباكستانية: تُعرف بقدرتها المذهلة على قطع مسافات طويلة، قد تصل إلى عشر ساعات في رحلة واحدة.
• الطيور الهندية (المروحية): سميت بهذا الاسم نظرًا لذيلها الشبيه بالمروحة. وقد تم إنقاذ آخر أفراد هذه السلالة النادرة ووضعها في حديقة للطيور للحفاظ عليها.
• الطيور الكينج: طيور هجينة من سلالات الرنت وحمام الملطي، تجمع بين صفات الطيور البرية والجبليّة، وقد تم تهجينها عبر عقود لتحسين أدائها.
• الطيور البلجيكية: طيور قوية، خفيفة، رشيقة، تتأقلم مع الظروف القاسية. استخدمت في الأنشطة التجارية، مثل نقل أسعار الأسهم.
• طيور الدرجوان (الإنجليزية): من أقدم سلالات الحمام الزاجل. تعني كلمة “الدرجوان” التنين، وتُستخدم هذه الطيور أيضًا لأغراض الزينة نظرًا لجمالها.

يُذكر أن العديد من سلالات الحمام الزاجل الأجنبية تم تهجينها مع سلالات عربية، مثل الطيور الفرنسية ذات الأصول العراقية، والطيور الإنجليزية ذات الأصول الشامية.

تاريخ الحمام الزاجل عبر العصور

حظي الحمام الزاجل باهتمام كبير من العرب، الذين أولوا عناية خاصة بأنواعه وسلالاته وأمراضه وطرق تربيته. كتب العرب كتبًا متخصصة في هذا المجال، وخصصوا له مربين مختصين، وحسّنوا من سلالاته، ووصلت أسعار بعضها إلى مبالغ باهظة. كما تغنى الشعراء بجمالها ورمزوا بها للسلام والحب والوفاء.

خصائص الحمام الزاجل المذهلة

تتميز هذه الطيور بقدرتها الفائقة على العودة إلى موطنها الأصلي، مستخدمةً حاسةً مغناطيسية داخلية. تُعرف أيضًا بأسماء متعددة، منها: حامل الرسائل، والقمري، والدّباس، والورقاء، والوراش، والكارير.