فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
روايات حول أول سكان الأرض | الفقرة الأولى |
رواية الحِن والبن | الفقرة الثانية |
رواية الجنّ | الفقرة الثالثة |
رواية آدم عليه السلام | الفقرة الرابعة |
الرأي الأرجح | الفقرة الخامسة |
المراجع | المراجع |
أول من سكن الكوكب: نظرة على الروايات المتعددة
تتناول كتب التفسير والتاريخ الإسلامي عدة روايات حول أول من سكن الأرض، مما يدل على اختلاف وجهات نظر المفسرين والعلماء في هذا الشأن. سنتناول هنا أهم هذه الروايات ونستعرض آراء العلماء حول صحتها.
رواية الحِن والبنّ: سكان سابقون
يذكر ابن كثير في كتابه “البداية والنهاية” أن بعض المفسرين يرجحون أن أول من سكن الأرض كان قومًا يُدعى “الحِن والبن”. ويُقال إنّ هؤلاء القوم أفسدوا في الأرض، فأرسل الله -سبحانه وتعالى- الجنّ لمعاقبتهم وإبادتهم. بعد ذلك، استوطن الجنّ الأرض، وكانوا في ذلك الوقت صالحين مطيعين لأوامر الله قبل عصيان إبليس. [1]
رواية الجنّ: حكاية استيطان مبكر
يورد ابن جرير الطبري في تفسيره لقوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [2] رواية أخرى تقول بأن الجنّ هم أول من سكن الأرض. ولما أفسدوا وقتلوا بعضهم بعضًا، أرسل الله -سبحانه وتعالى- إليهم إبليس -وهو آنذاك مؤمن مطيع- فقضى عليهم قبل خلق آدم -عليه السلام- ونزوله إلى الأرض. [3]
نبي الله آدم عليه السلام: الخليفة الأول
أكثر الروايات ترجيحًا، وهي التي يعتمدها أغلب العلماء، تشير إلى أنّ آدم -عليه السلام- وحواء هما أول من سكنا الأرض بعد أن أنزلهما الله -تعالى- إليها. جاء ذلك بعد أن أغواهما إبليس بأكل من الشجرة المحرمة. فلما طلبا منه المغفرة قال تعالى: (قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ ﴿٢٣﴾ قالَ اهبِطوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَلَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حينٍ) [4]
التحليل و الترجيح
يُبرّر الطاهر بن عاشور هذا القول ويرجحه، بأن الله -تعالى- ذكر أنه سيجعل في الأرض خليفة، والخليفة من البشر، وأول البشر آدم. ولو كان هناك من سكن الأرض قبل آدم -عليه السلام- لما قال الله -تعالى- (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) [2]. فَالخليفة هو من يخلف صاحب الشيء في التصرف فيه، وآدم وبنوه هم خلفاء الله في أرضه. يقول ابن عاشور: “تعقيب ذكر خلق الأرض ثم السماوات، بذكر إرادته تعالى جعل الخليفة، دليل على أن جعل الخليفة كان أول الأحوال على الأرض بعد خلقها، فالخليفة هنا الذي يخلف صاحب الشيء في التصرف في مملوكاته، ولا يلزم أن يكون المخلوف مستقرًا في المكان من قبل، فالخليفة آدم، وخَلَفِيَّتُه قيامه بتنفيذ مراد الله تعالى من تعمير الأرض بالإلهام أو بالوحي، وتلقين ذريته مراد الله تعالى من هذا العالم الأرضي”. [5]
المراجع
- ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 55. بتصرف.
- سورة البقرة، آية:30
- الطبري، جامع البيان، صفحة 450. بتصرف.
- سورة الأعراف، آية:23-24
- الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 399. بتصرف.