سفيان الثوري: إمام الحُفّاظ

سفيان الثوري، إمام الحُفّاظ، وعالم من علماء الحديث، وأحد أبرز شخصيات القرن الثاني الهجري. اكتشف المزيد عن حياته، وعلمه، ومناقبه، وقصته مع القضاء.

فهرس المحتوى

سفيان الثوري: حياته المبكرة وحياته العلمية

سفيان بن سعيد بن مسروق، المعروف بسفيان الثوري، هو عالم جليل وأحد أبرز علماء الحديث في القرن الثاني الهجري. ولد في الكوفة عام 79 هجرياً، ونشأ في بيئة علمية متميزة حيث كان والده عالماً محدّثاً، فحظي باهتمام شديد بتحصيل العلم.

اشتهر الثوري بسرعة الحفظ وذكائه الفائق، مما سمح له بتعلم الكثير من العلوم في سن مبكرة. قيل إن الناس كانوا يطلبون منه الفتوى قبل بلوغه سن الرشد.

أطلق عليه العلماء العديد من الألقاب التي تصف علمه الواسع، منها شيخ الإسلام، وإمام الحُفّاظ، وسيد علماء زمانه، وأمير المؤمنين في الحديث.

توفي سفيان الثوري رحمه الله في عام 116 هجرياً بعد حياة حافلة بالعلم والعبادة.

علم أبي سفيان ومناقبه

كان سفيان الثوري – رحمه الله – من أبرز شيوخ الحديث، وحافظاً للأحاديث النبوية. تلمذ على يد العديد من العلماء، ثم سافر إلى مكة والمدينة وبيت المقدس لطلب العلم.

أصبح سفيان الثوري – رحمه الله – من أئمة زمانه، وحظي باحترام كبير في المجتمع. روى عنه أكثر من ألف شخصٍ، وكان حريصًا على عدم إعطاء الفتوى إلا بعد التأكد من صحة ما سيقوله، وذلك رغم علمه الواسع.

من أهم خصائص سفيان الثوري – رحمه الله – أخلاقه الحميدة وتواضعه الشديد. كان يمتلك عزّة نفس، وكرمًا، وكان حريصًا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خاصةً لسلاطين زمانه، وكان شديد الخوف من الله تعالى.

عرف عن سفيان الثوري – رحمه الله – تماثله بين القول والفعل. كان يحرص على تطبيق ما يسمعه من أحاديث النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في حياته اليومية.

الثوري وتولية القضاء: قصّة رفضه للمنصب

عرض الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور على سفيان الثوري منصب القضاء، لكنه رفض ذلك بشدة، حفاظًا على علم واحترام الشرع.

أصرّ أبو جعفر على إقناع سفيان الثوري، وهدّده بالقتل إن رفض المنصب.

طلب سفيان الثوري مهلةً ليوم واحد، وذلك ليحضر لباس القضاء. وخلال تلك الليلة حزم متاعه وهرب خوفًا من ملاحقة أبو جعفر.

أمر أبو جعفر المنصور بملاحقة سفيان الثوري في جميع ولايات الخلافة، وذلك حيّاً أو ميتاً.

وقيل أيضاً إن الخليفة المهدي طلب من سفيان الثوري أن يتولّى منصب القضاء، لكن سفيان رفض ذلك وهرب إلى البصرة مُتخفياً.

المراجع

  1. أحمد حطيبة (30-9-2015)، “سفيان الثوري”، islamstory.com، تم الاطلاع عليه بتاريخ 14-2-2019.
  2. “الإمام سفيان الثوري”، www.alimam.ws، تم الاطلاع عليه بتاريخ 14-2-2019.
  3. صلاح نجيب الدق (5-3-2016)، “إمام أهل الحديث: سفيان الثوري”، www.alukah.net، تم الاطلاع عليه بتاريخ 14-2-2019.
  4. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 840، جزء 1.
Total
0
Shares
المقال السابق

أبو زيد الهلالي: رمز الشجاعة والبطولة

المقال التالي

أبو سفيان بن الحارث: صحابي جليل تحول من العداء إلى الإسلام

مقالات مشابهة