سعي هاجر بين الصفا والمروة: قصة الصبر والتوكّل

رحلة هاجر بين الصفا والمروة، حكمة السعي، تعريف الصفا والمروة، ودلائل شرعيّة هذه الشعيرة

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
بداية السعي بين الصفا والمروةالجزء الأول
معنى الصفا والمروةالجزء الثاني
الحكمة من مشروعية السعيالجزء الثالث
المصادر والمراجعالجزء الرابع

رحلة هاجر المباركة: من بدأت السعي بين الصفا والمروة؟

تُعتبر السيدة هاجر، أمّ سيدنا إسماعيل عليه السلام، أول من سعت بين الصفا والمروة. وقد تركها زوجها سيدنا إبراهيم عليه السلام في صحراء قاحلة مع بعض التمر والماء، بأمرٍ من الله تعالى، استسلاماً وتوكلاً على مشيئة الله. يقول الله تعالى على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام:

(رَبَّنا إِنّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم وَارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَ) [سورة إبراهيم، آية 37]

واجهت هاجر صعوبة بالغة في إرضاع ابنها إسماعيل، حتى نفذ الماء والتمر. بحثت عن الماء بين الجبلين، الصفا والمروة، ذهاباً وإياباً سبع مرات، حتى استجاب الله دعاءها، وأخرج ماء زمزم من الأرض.

الصفا والمروة: رمزان من رموز الحج

يُعرّف الصفا لغوياً بأنه صخرة كبيرة ملساء، ويُعرّف اصطلاحاً كمكان بداية السعي في الحج والعمرة، وهو أعلى نقطة في جبل أبي قبيس. أما المروة، فُعرف لغوياً بأنها حجارة صغيرة بيضاء براقة، ويُعرّف اصطلاحاً كنقطة نهاية السعي، ويقع في جبل قعيقعان.

و السعي اصطلاحاً هو المشي بين الصفا والمروة سبع مرات، ابتداءً من الصفا، وانتهاءً بالمروة، في مناسك الحج والعمرة. يُشير السعي إلى الجهد والنشاط في طلب الرزق، كما يُرمز إلى بحث هاجر عن الماء لابنها.

حكمة مشروعية السعي: درس في الصبر والإيمان

لقد ثبتت مشروعية السعي بين الصفا والمروة بنص القرآن الكريم والسنة النبوية. يقول الله تعالى:

(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) [سورة البقرة، آية 158]

كما روى الألباني في مناسك الحج والعمرة عن حبيبة بنت أبي تجراة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(اسعَوْا، فإنَّ اللهَ كتبَ عليكم السَّعيَ).

ومن حِكم مشروعية السعي: تخليد ذكر إبراهيم وهاجر، وتذكيرنا بقصة صبرهم وتوكلّهم على الله، وكيف كافأهم الله على صبرهم. كما يُعد السعي درساً في استشعار عون الله و توفيقه في الشدائد، وتذكيرنا بأن الله لا يضيع أجر من توكل عليه.

المراجع

المعلومات الواردة في هذا المقال مستمدة من مصادر متنوعة في التفسير و الفقه الإسلامي، ويمكن الرجوع إلى كتب التفسير و الفقه للحصول على معلومات أوسع و أعمق.

Total
0
Shares
المقال السابق

سعد بن أبي وقاص: أول من رمى بسهم في سبيل الله

المقال التالي

سكان الأرض الأوائل: روايات تاريخية وتفسيرات

مقالات مشابهة