فهرس المحتويات
من هو سعد بن أبي وقاص؟
سعد بن أبي وقاص، يُعرف أيضًا باسم أبو إسحاق، هو أحد أهم الشخصيات التي ساهمت في بناء تاريخ الإسلام، ويُعد من العشرة المبشرين بالجنة. ولد في مكة المكرمة ونشأ في أسرة قرشية. أسلم وهو في سنّ السابعة عشر، و كان ثالث الرجال الذين أسلموا بعد أبي بكر وعمر بن الخطاب. شارك سعد بن أبي وقاص في غزوات كثيرة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثل غزوة بدر وغزوة الحديبية، وأظهر شجاعةً وإخلاصًا في القتال.
خصائص سعد بن أبي وقاص
اشتهر سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بصفات متعددة جعلته شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي، منها:
- بر الوالدين:
كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- معروفًا بِبِرّهِ بوالديه، حتى أن الله -تعالى- أنزل فيه قولًا كريمًا:
” وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” [ سورة العنكبوت: 8].فقد حاولت أمه إثنائه عن دينه، و عندما فشلت في ذلك، امتنعت عن الطعام والشراب لتُجبره على ترك الإسلام. لكن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أصرّ على دينه، و ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن الله -تعالى- أنزل فيه هذه الآيات.
- سلامة القلب:
كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- معروفًا بِسَلامَةِ قلبه من الحقد والبغضاء. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: “سيَطْلَعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ”. فجاء سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- ، فسأل عمرو بن العاص -رضي الله عنه- النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب وصفه لسعد بن أبي وقاص بذلك، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم : “لأَنَّهُ لَا يَبِيتُ وَلَا فِي قَلْبِهِ بُغْضٌ لِأَحَدٍ”.
- استجابة الدعوة:
يُروى أن رجلاً سبّ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، فسمع ذلك سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- فدعا عليه، فوقع الرجل من دابته ومات.
- أول من رمى سهمًا في الإسلام:
يُعرف سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بأنه أول من رمى سهمًا في الإسلام. و ذلك في سرية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، أول سرية بعثها النبي صلى الله عليه وسلم. فخرج عدد من المهاجرين ومنهم سعد لِحَضْرِ عِيرٍ لِقُرَيْشٍ، و عندما التقوا بهم، تراموا بالسهام ولم يقتتلوا بالسيوف. وكان سعد أول من رمى سهمًا في هذه السرية.
مواقف سعد بن أبي وقاص
تُظهر مواقف سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- شجاعته وإخلاصه في خدمة الإسلام والمسلمين، ومن أبرز هذه المواقف:
- حراسة النبي صلى الله عليه وسلم:
روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أُرِقَ ذات ليلة، وقال: “ليتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي الَّلَيْلَةَ”. فسمع صوت السلاح، فقال: “من هذا؟” فأجاب سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- : “يا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ أَحْرُسُكَ”. ثم نام النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمع غطيطه.
- شجاعة سعد بن أبي وقاص في المعارك:
كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- معروفًا بشجاعته في المعارك. فروى مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أبوي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- ، وقال له يوم أُحُدٍ: “ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي”.
المراجع
- محمد جمعة الحلبوسي (24/1/2010)،”سعد بن أبي وقاص – رضى الله عنه – “،الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2022. بتصرّف.
- “الصحابي الذي هو أول من رمى بسهم في سبيل الله”،اسلام ويب، 13-11-2003، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2022. بتصرّف.
- شمس الدين الذهبي ،سير أعلام النبلاء، صفحة 97. بتصرّف.
- الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الشثري (21/8/2011)،”سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه”،الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2022. بتصرّف.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:7231، صحيح.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن ابي طالب، الصفحة أو الرقم:2411، صحيح.