سعد بن أبي وقاص: أول من رمى بسهم في سبيل الله

سيرة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، إسلامه، مناقبه، و دوره البارز في تاريخ الإسلام، وخصوصاً كونه أول من رمى بسهم في سبيل الله.

فهرس المحتويات

سهم الإيمان: بدايات سعد بن أبي وقاص في الجهاد

يُعدّ الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أول من أطلق سهمًا في سبيل الله. حدث هذا خلال مشاركته في أول سريةٍ إسلاميةٍ، أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى للهجرة بقيادة عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب. واجهت هذه السرية قافلةً تجاريةً لقريش قادمة من الشام. انتهى الاشتباك برمي السهام، وليس بالسيوف، وهنا كان لسعد بن أبي وقاص الشرف الكبير بإطلاق أول سهم في سبيل الله في تاريخ الإسلام. [1]

نشأة الصحابي الجليل واعتناقه الإسلام

وُلد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في مكة المكرمة، قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة. نشأ وترعرع في مكة، وعمل في صناعة السهام، مما صقل مهاراته في الرماية، وأعدّه للقتال والجهاد. أسلم وهو في السابعة عشرة من عمره، بعد دعوة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. واجه معارضةً شديدةً من أمه التي امتنعت عن الطعام والشراب ومحادثته لإجباره على الرجوع عن الإسلام. لكن إيمانه الراسخ جعله يصمد، مستنداً إلى قول الله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [2]. توفي رضي الله عنه في السنة الخامسة والخمسين للهجرة، بعد أن تجاوز عمره الثمانين عامًا، ليكون بذلك آخر المهاجرين الذين توفاهم الله تعالى. [3]

مناقب سعد بن أبي وقاص ومساهماته في نصرة الدين

من أعظم مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه من العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذين توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنهم. شارك في جميع غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وساهم في العديد من المعارك الحاسمة في تاريخ الإسلام. فتح الله تعالى على يديه مدنًا كثيرة، وكان قائد جيش المسلمين في معركة القادسية الفاصلة. [4] ومن فضائله أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له قائلاً: (يا سعدُ ارمِ، فِداكَ أبي وأمي) [5]. لم يُدْعَ لغيره من الصحابة بهذا الدعاء في غزوة أحد. كما حظي بشرف حراسة النبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه إلى المدينة المنورة. ومن مناقبه أنّه كان صاحب دعاءٍ مستجابٍ، بعدما دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. وقد أثنى الله تعالى عليه، ووصفه بأنه من الذين يدعونه بالغداة والعشي، سائلين وجهه الكريم ورضاه.

المراجع

  • [1] “الصحابي الذي هو أول من رمى بسهم في سبيل الله”، fatwa.islamweb.net، 2003-11-13، اطّلع عليه بتاريخ 20-1-2019. بتصرّف.
  • [2] سورة العنكبوت، آية: 8.
  • [3] “سعد بن أبي وقاص”، islamstory.com، 2006-5-1، اطّلع عليه بتاريخ 20-1-2019. بتصرّف.
  • [4] أمين بن عبدالله الشقاوي (15-11-2009)،”سيرة سعد بن أبي وقاص”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-1-2019. بتصرّف.
  • [5] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 4059، صحيح.
Total
0
Shares
المقال السابق

سعد بن أبي وقاص: رائد السهام في سبيل الله

المقال التالي

سعي هاجر بين الصفا والمروة: قصة الصبر والتوكّل

مقالات مشابهة