سر تسمية حائط البراق: تاريخ، أهمية، ودلالات

استكشاف أصل تسمية حائط البراق، وارتباطه بالإسراء والمعراج، بالإضافة إلى أهميته التاريخية والدينية لدى المسلمين واليهود.
محتويات
البراق والإسراء والمعراج
حائط البكاء وتاريخه
الحائط والهيكل السليماني
ثورة البراق ووقعها

رحلة الإسراء والمعراج واسم البراق

يرتبط اسم “حائط البراق” ارتباطاً وثيقاً بحدث الإسراء والمعراج، تلك الرحلة المباركة التي قام بها النبي محمد ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم إلى السماء. يُعتبر الحائط الغربي للمسجد الأقصى هو نفس الحائط الذي ربط النبي ﷺ به البراق، دابته في هذه الرحلة العظيمة.

يُوصف البراق في حديث الحذيفة بن اليمان رضي الله عنه، بأنه: (أيُّ دابَّةٍ البُراقُ؟ قال: دابَّةٌ أبيضُ طويلٌ، هكذا خَطْوُهُ مَدُّ البصرِ).[٢][٣]

كما ورد في صحيح مسلم عن رسول الله ﷺ قوله:(أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ).[٤]

وهذا الوصف يُبرز أهمية البراق ودوره في هذه الرحلة الروحية العظيمة، ومن هنا اشتُق اسم “حائط البراق” نسبة إلى هذه الحادثة التاريخية.

حائط البكاء: المسمى والبكاء اليهودي

يُطلق اليهود على حائط البراق اسم “حائط البكاء”، وذلك نسبة إلى ممارساتهم الدينية عند هذا الحائط، حيث يمارسون البكاء والنوح تعبيراً عن حزنهم على دمار الهيكل. يعتقدون أن هذا الحائط هو جزء من بقايا جدار الهيكل الثاني في القدس.

تُشير المصادر اليهودية إلى ممارسات دينية خاصة عند هذا الحائط، وذلك استناداً إلى معتقداتهم وتفسيراتهم الدينية. ويُذكر أن بعض الروايات اليهودية تتحدث عن “بكاء الحائط” نفسه، كجزء من الأسطورة المرتبطة به.

يُعتبر هذا الحائط من أقدس الأماكن الدينية عند اليهود، ويبلغ طوله حسب بعض المصادر مائة وستين قدماً، وارتفاعه ستون قدماً، وهو جزء من السور الخارجي الذي بناه هيرودوس.

الادعاءات اليهودية وبحوثها

يدّعي البعض من اليهود أن حائط البراق هو جزء من بقايا هيكل سليمان عليه السلام. لكن، أظهرت دراسات علمية وتاريخية عدم صحة هذا الادعاء. وقد قامت لجنة دولية للتحقيق في هذا الأمر عام 1930م، وأكدت ملكية العرب والمسلمين لهذا الحائط.

رغم ذلك، يصر بعض اليهود على انتحال هذا الحائط، مما يُثير جدلاً تاريخياً ودينياً.

أحداث ثورة البراق وأبعادها

شهد حائط البراق أحداثاً تاريخية مهمة، منها ثورة البراق التي اندلعت نتيجة احتكاكات بين العرب واليهود. بدأت هذه الأحداث بسبب تحرش اليهود بالعرب أثناء احتفالاتهم الدينية، مما أدى إلى مواجهات عنيفة أسفرت عن تدخل القوات البريطانية آنذاك.

تُعتبر ثورة البراق جزءاً من الصراع التاريخي على الأراضي المقدسة، وتُبرز أهمية هذا الحائط في التراث الإسلامي، وكيفية دفاع المسلمين عن حقوقهم في الأماكن المقدسة.

Total
0
Shares
المقال السابق

أسرار تسمية جبل عرفات

المقال التالي

حجر إسماعيل: التسمية والأحكام الشرعية

مقالات مشابهة