جدول المحتويات
الزئبق الفرعوني: نظرة عامة
تنتشر الكثير من الأقاويل حول ما يسمى بالزئبق الفرعوني، وذلك بسبب الاعتقاد السائد بأنه مادة ذات قوة خارقة وقدرات علاجية مذهلة، حتى أن البعض شبهه بإكسير الحياة الأسطوري. وقد استغلت هذه الشائعات لسنوات طويلة في عمليات النصب والاحتيال، بهدف فتح المقابر وسرقة كنوزها الذهبية.
لكن علماء الآثار المصريين يؤكدون بشكل قاطع عدم وجود أي دليل على وجود هذه المادة داخل المقابر الفرعونية. ويوضحون أن الادعاءات بوجودها ما هي إلا فهم خاطئ لمادة سائلة تم العثور عليها في مقبرة فرعونية قديمة في منطقة سقارة. هذه المادة لا علاقة لها بالزئبق الفرعوني المزعوم أو بإكسير الحياة.
هل له وجود حقيقي؟
الزئبق الفرعوني بالمعنى المتداول ليس له وجود حقيقي. ولكن، يوجد ما يعرف بـ “الزئبق الأحمر” (Red Mercury) وهي مادة حقيقية بالفعل. والسبب في ذلك هو وجود خام يحتوي على مادة كبريتيد الزئبق، وهي مادة سامة للغاية تعرف باسم السينابار، ويرمز لها بالرمز الكيميائي (HgS).
يختلف الزئبق الأحمر عن أنواع الزئبق الأخرى المعروفة، مثل الزئبق الأبيض، الذي يستخدم في العديد من الصناعات المختلفة مثل صناعة موازين الحرارة وأجهزة قياس ضغط الدم.
الاستعمالات الصناعية للزئبق الأحمر
يستخدم الزئبق الأحمر في العديد من الصناعات المتخصصة، ومن أهم هذه الاستخدامات:
- تصنيع الرؤوس الحربية المستخدمة في الصواريخ المتطورة.
- إنتاج الصمامات عالية الدقة التي تستخدم في القنابل التقليدية.
- تصنيع الصمامات بالغة الدقة للقنابل النووية الصغيرة.
- يدخل في صناعة القنابل النووية صغيرة الحجم.
كيف يتم تحضير الزئبق الأحمر؟
يتم تحضير الزئبق الأحمر كيميائيًا عن طريق تعريض الذهب لدرجات حرارة عالية لفترة زمنية محددة. ويتم تصنيعه في المصانع بشكل قانوني ورسمي. وذلك بخلاف ما يشاع من كونه مادة غير مصرح بتداولها وتباع بطرق غير قانونية.
تلك الادعاءات ما هي إلا تضليل واستغلال للناس، حيث يزعم المحتالون أن الزئبق الأحمر يطيل العمر. ويمكن شراء الزئبق الأحمر بشكل قانوني من شركات المواد الكيميائية، ويتوفر في صورته الكيميائية المعروفة باسم أكسيد الزئبق.
عملية تصنيع الزئبق الأحمر
تعتبر روسيا من أوائل الدول التي بدأت في تصنيع الزئبق الأحمر في ستينيات القرن الماضي. وتتم عملية الإنتاج عن طريق تشعيع الزئبق النقي الأولي بأكسيد الأنتيمون الزئبقي (Hg2Sb2O7) داخل مفاعل نووي. يوصف الناتج بأنه مركب أحمر كرزي وشبه سائل، يتميز بكثافة عالية جدًا قد تفوق كثافة اليورانيوم.
منافع أخرى محتملة للزئبق الأحمر
يزعم بعض العلماء أن استخدام هذه المادة قد يكون له فوائد في مجال إنتاج الطاقة. وذلك من خلال استخدام الزئبق الأحمر في عمليات الانشطار النووي. يمكن تحقيق ذلك عن طريق ضغط الزئبق الأحمر لدمج ذرات التريتيوم، مما يؤدي إلى حدوث انفجار نووي حراري ينتج عنه كمية كبيرة من الطاقة الكيميائية.
إلا أن الطريقة الوحيدة التي يمكن تصورها للحصول على المستويات العالية من الطاقة الكيميائية المزعومة للزئبق الأحمر، هي إزاحة الإلكترونات الداخلية للزئبق والأنتيمون. هذه العملية تتطلب وجود كميات هائلة من الزئبق الأحمر.
على الرغم من ذلك، لا يمكننا تجاهل المخاوف الكبيرة المتعلقة باستخدام الزئبق الأحمر بطرق غير قانونية، مثل تصنيع أسلحة اندماج نووي حراري صغيرة الحجم قد تكون مدمرة. لهذا السبب، يسعى العالم للسيطرة على انتشار الأسلحة النووية.
يعمل علماء الأسلحة النووية على اتخاذ إجراءات صارمة للحد من المخاطر المحتملة للمواد الكيميائية، ويسعون للسيطرة على انتشارها ومنع الاتجار غير المشروع بها لأهداف إرهابية. أو لمنع بعض الدول من محاولة إنتاج أسلحة نووية بطرق غير تقليدية.
المراجع
- أبراندا عن الحميد (24/10/2021)،”معلومات عن الزئبق الأحمر الفرعوني “،مقال، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2022. بتصرّف.
- أبراندا عبد الحميد (24/10/2021)،”معلومات عن الزئبق الأحمر الفرعوني “،مقال، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2022. بتصرّف.
- “5 استخدامات للزئبق الأحمر”،إدأرابيا، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2022. بتصرّف.
- “5 استخدامات للزئبق الأحمر”،إدأرابيا، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2022. بتصرّف.
- Anne Marie Helmenstine (19/9/2021),”what-is-red-mercury”,Thoughtco, Retrieved 10/1/2022. Edited.
- “Cherry red and very dangerous”,newscientist, Retrieved 10/1/2022. Edited.