فهرس المحتويات
الباب | العنوان |
---|---|
1 | شرف الشهادة في سبيل الله |
2 | الدعاء بالاستعاذة من عذاب القبر |
3 | فضل قراءة سورة الملك |
4 | أثر الأعمال الصالحة |
5 | التوبة ومحاسبة النفس |
6 | أهمية طهارة البدن |
7 | ترك الغيبة والنميمة |
شرف الشهادة في سبيل الله
يُعدّ الشهيد من أعظم درجات الكرامة عند الله تعالى. فقد حباه الله تعالى بمزايا عظيمة، منها ما رواه النبي ﷺ: «للشهيد ست خصال: يُغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويُوضع على رأسه تاج الوقار، ياقوتةُ منها خيرٌ من الدنيا وما فيها، ويُزوَّج اثنتين وسبعين زوجةً من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين من أقاربه».[1] كما قال ﷺ: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعملُه، وأُجري عليه رزقه، وأمن الفتان».[2] ويُفهم من “الفتان” هنا فتنة القبر وعذابه. فالشهداء، باختبارهم للصدق والإيمان في ميدان المعركة، ينعمون براحة القبر، كما جاء في قول النبي ﷺ: «يا رسول الله! ما بال المؤمنين يُفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟! قال: كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنةً».[4]
الدعاء بالاستعاذة من عذاب القبر
حتى النبي ﷺ، رغم منزلته العالية، كان حريصاً على طلب الأمان من عذاب القبر. وقد كان يُعلّم أصحابه الاستعاذة منه، كما في قول ابن عباس رضي الله عنهما: أنّ رسول الله ﷺ كان يقول لأصحابه: «قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات».[5] كما كان يرشدهم للاستعاذة بعد التشهد وقبل السلام، قائلاً: «إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال».[6]
فضل قراءة سورة الملك
من وسائل النجاة من عذاب القبر، ما ورد عن النبي ﷺ بشأن سورة الملك: «إن سورةً في القرآن ثلاثون آيةً شفعت لصاحبها حتى غفر له تبارك الذي بيده الملك».[7] وورد أيضاً قوله ﷺ: «سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر».[8] وقد أطلق الصحابة رضي الله عنهم عليها اسم “المانعة” لوقايتها من عذاب القبر. إنّ الحرص على قراءتها يدل على رغبة القارئ في المغفرة والسلامة من هذا العذاب.
أثر الأعمال الصالحة
الأعمال الصالحة من مختلف الأنواع تُعدّ سبباً للنجاة من عذاب القبر. فالعمل الصالح يُظهر لصاحبه في قبره على هيئة رجل صالح يُبشّره بالنّجاة والمغفرة، كما جاء في قول النبي ﷺ: «ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت تُوعَد، فيقول من أنت فوجهك وجه يجيء بالخير، فيقول أنا عملك الصالح، فيقول رب أقم الساعة».[10] وهذا يشمل جميع الأعمال الصالحة التي تُريح صاحبها في قبره وتُدفع عنه عذابه.
التوبة ومحاسبة النفس
الأعمال السيئة تُكدر على صاحبها في قبره، كما ورد في قول النبي ﷺ عن حال صاحب السيئات: «ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب مُنتن الريح فيقول له أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول من أنت فوجهك وجه يجيء بالشر، فيقول أنا عملك الخبيث، فيقول رب لا تُقم الساعة».[11] لكن التوبة النصوح ومحاسبة النفس على تقصيرها في حق الله تعالى، واجتهادها في الطاعات، يُعين العبد على تجنب عذاب القبر. ففي الحديث القدسي: «يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي».[13] وإنّ الاستغفار والتوبة ومحاسبة النفس تُزيل الذنوب، كما قال تعالى: ﴿وإنّي لغفارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى﴾.[14]
أهمية طهارة البدن
من أسباب راحة القبر، المحافظة على طهارة الجسد، لأنّ نجاسته قد تُسبب العذاب، كما جاء في قول النبي ﷺ: «أكثر عذاب القبر من البول».[15] وقد ثبت في السنة حديثٌ يُشير إلى عذاب من لم يتجنب نجاسة البول، فقد مرّ رسول الله ﷺ على قبرين فقال: «إنّهما ليعذّبان، وما يُعذّبان في كبير، أمّا هذا فكان لا يستتر من بوله، وأمّا هذا فكان يمشي بالنميمة».[16] وهنا، “لا يستتر من بوله” يعني عدم مراعاة الطهارة.
ترك الغيبة والنميمة
الغيبة هي ذكر عيوب الغائب،[18] والنميمة نقل الأخبار لإحداث الفرقة. وكلاهما من الأخلاق السيئة المُحدثة للفتن. ومن أراد راحة القبر، فعليه تجنب هذه الآفات. فالنبي ﷺ بيّن خطورة النميمة، فقد مرّ على قبرين وقال: «إنّهما ليعذّبان، وما يُعذّبان في كبير، أمّا هذا فكان لا يستتر من بوله، وأمّا هذا فكان يمشي بالنميمة».[20]