جدول المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
معنى إصلاح ذات البين | إقرأ المزيد |
أمثلة على إصلاح ذات البين | إقرأ المزيد |
فضل إصلاح ذات البين في الإسلام | إقرأ المزيد |
المراجع | إقرأ المزيد |
معنى إصلاح ذات البين وفضله العظيم
يُعرّف إصلاح ذات البين بأنه حلّ الخلافات بين المتخاصمين، سواء كانت تلك الخلافات كلامية كالشتم والسباب، أو أفعالًا كالضرب. يُعدّ هذا العمل من أعظم القربات في الإسلام، كما جاء في القرآن الكريم:
(لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [١][٢]
يُبرز هذا النص القرآني مكانة إصلاح ذات البين العظيمة، ويُشجع على السعي لإطفاء نار الخلافات بين الناس، سعياً لمرضاة الله عز وجل.
نماذج عملية لإصلاح الخلافات
تتنوع أمثلة إصلاح ذات البين، وتشمل:
- إصلاح ذات البين بين الزوجين: يُبيّن القرآن الكريم أهمية الصلح بين الزوجين، وذلك بقوله تعالى:(وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)[٣]. وقد يجوز للمُصلِح أن يُبالغ في وصف محاسن أحد الزوجين للآخر بغية إتمام الصلح، كما جاء في حديث أم كلثوم بنت عقبة عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فيقول خيرًا أو ينمي خيرًا”[٥].
- إصلاح ذات البين بين أفراد المجتمع: يُؤكد الإسلام على أهمية إصلاح الخلافات بين المسلمين، سواءً بين أفراد أو قبائل أو دول، كقوله تعالى:(وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)[٨]. فقد يتطلب ذلك التدخل الشخصي، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما تدخل شخصيًا لإصلاح خلاف بين بعض الصحابة، حتى لو تطلب ذلك تأخيره عن صلاة الجماعة.[٦]
- إصلاح ذات البين بين الأقارب: قد تنشأ الخلافات بين الإخوة والأقارب لأسباب مختلفة، كالميراث أو المناسبات الاجتماعية. يجب السعي لإصلاح هذه الخلافات بالمعروف، تجنباً لقطع الرحم، فقد يموت أحد المتخاصمين قبل الصلح، تاركًا ندمًا عميقًا للآخر.[٩]
أهمية إصلاح ذات البين في بناء مجتمع إسلامي متماسك
يُعدّ إصلاح ذات البين ركيزة أساسية في بناء مجتمع إسلامي متماسك ومترابط، ويحمل أهمية بالغة لما له من آثار إيجابية عديدة، منها:
- منع سفك الدماء وحفظ الأمن الاجتماعي.
- منع تفكك المجتمع وانتشار الفساد والفتن.
- تعزيز المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع، والبعد عن الغيبة والنميمة وقطع الرحم.
- حفظ حسنات المسلم، كما جاء في حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى. قال: إصلاح ذات البين. فإن فساد ذات البين هي الحالقة”[١٣].
يجب عند الصلح مراعاة ألا يُحلل ما حرّمه الله أو يُحرم ما أحله، بل يجب أن يكون الصلح موافقًا لشرع الله ورضاه.[١٠]
المصادر والمراجع
- سورة النساء، آية:114
- مجموعة من المؤلفين، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 647. بتصرّف.
- سورة النساء، آية:128
- مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 254. بتصرّف.
- رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن أم كلثوم بنت عقبة، الصفحة أو الرقم:2916، صحيح.
- منقذ السقار، الدين المعاملة، صفحة 225. بتصرّف.
- مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 255. بتصرّف.
- سورة الحجرات، آية:9
- محمد بن إبراهيم الحمد، قطيعة الرحم: المظاهر الأسباب سبل العلاج، صفحة 43. بتصرّف.
- عبد الرحمن بن قاسم، الإحكام شرح أصول الأحكام لابن قاسم، صفحة 213. بتصرّف.
- ماهر الفحل، حرمة المسلم على المسلم، صفحة 83. بتصرّف.
- سعيد بن وهف القحطاني، فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري، صفحة 1072. بتصرّف.
- رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:2827، صحيح.