زيادة الوزن: الأسباب، المخاطر، وطرق الوقاية

الوزن الزائد: فهم المشكلة

تُعرف زيادة الوزن أو السمنة بأنها تراكم غير صحي للدهون في الجسم، مما يهدد الصحة العامة. يحتاج الجسم إلى كمية معينة من الدهون للطاقة والحماية، لكن زيادة هذه الكمية تُزيد من خطر الإصابة بأمراض عديدة. يُلاحظ أن المصابين بالسمنة لديهم نسبة دهون أعلى بكثير من الذين يعانون من زيادة وزن بسيطة.

وتُظهر إحصائيات منظمة الصحة العالمية ارتفاعاً كبيراً في معدلات السمنة عالمياً، حيث تضاعفت تقريباً ثلاث مرات منذ عام 1975 حتى عام 2020. في عام 2016، تجاوز عدد البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن 1.6 مليار شخص، بينما تجاوز عدد المصابين بالسمنة 650 مليون شخص. ارتفعت نسبة البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن إلى أكثر من 39%، ونسبة المصابين بالسمنة إلى 13%. وفي معظم البلدان، تتجاوز وفيات زيادة الوزن والسمنة وفيات النحافة.

كما أظهرت الإحصائيات أن أكثر من 38 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من السمنة أو زيادة الوزن في عام 2019، وأكثر من 340 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 و 19 عامًا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في عام 2016. ومن المهم التأكيد على أن السمنة مرض يمكن الوقاية منه.

قياس الوزن: مؤشرات صحية

قد لا تشكل زيادة الوزن البسيطة خطراً في البداية، لكن تراكمها يؤثر على الصحة على المدى الطويل. هناك طرق لتقييم الوزن، أهمها: مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومحيط الخصر.

مؤشر كتلة الجسم (BMI): يُحسب بقسمة الوزن (كجم) على مربع الطول (متر). الفئات: طبيعي (18.5-24.9)، زيادة وزن (25-29.9)، سمنة (أكثر من 30). لكن هذا المؤشر ليس دقيقاً دائماً، فقد يكون مرتفعاً بسبب الكتلة العضلية العالية، كما في حالة الرياضيين، أو غير دقيق للحوامل.

محيط الخصر: قياس مهم، يُقاس بالسنتيمتر. يُعتبر محيط خصر 102 سم أو أكثر لدى الرجال، و 89 سم أو أكثر لدى النساء، مؤشراً لزيادة الوزن أو السمنة في منطقة البطن، وهو مؤشر لزيادة الدهون في مناطق الجسم الأخرى، يزيد من خطر الإصابة بأمراض عديدة.

توجد طرق أخرى لتقييم الوزن عند الأطفال.

أسباب زيادة الوزن وأضرارها

لزيادة الوزن أسباب متعددة: الوراثة، البيئة، السلوك، العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وأهمها: عدم التوازن بين كمية الطاقة المُستهلكة والمُحروقة.

اختلال التوازن الطاقي: استهلاك طاقة أكبر من المُحروقة يؤدي لتراكم الدهون. الأطعمة الغنية بالدهون والسكر، والكربوهيدرات البسيطة، تساهم في ذلك. الكربوهيدرات البسيطة تُمتص بسرعة، مما يرفع الإنسولين، ويُعتقد أن هذا يساهم في زيادة الوزن.

قلة النشاط البدني: أسلوب حياة خامل يقلل من حرق السعرات الحرارية. هناك علاقة قوية بين قلة الحركة وزيادة الوزن.

العوامل الوراثية: تؤثر الجينات على تنظيم الدهون في الجسم، ونقص هرمون اللبتين مثلاً يُسبب زيادة الوزن. لكن العوامل البيئية مهمة أيضاً.

الأمراض: بعض الأمراض تزيد من خطر السمنة، مثل قصور الغدة الدرقية، ومقاومة الإنسولين، ومتلازمة كوشينغ، ومتلازمة تكيس المبايض، وبعض المتلازمات الوراثية والأورام.

الأدوية: بعض الأدوية تسبب زيادة الوزن، مثل مضادات الاكتئاب، وأدوية السكري، ومضادات الاختلاج، و بعض أدوية ضغط الدم، ومضادات الهيستامين، وبعض الهرمونات، كحبوب منع الحمل.

العوامل النفسية: التوتر، الحزن، الملل، تؤدي لتناول الطعام بكميات كبيرة.

العوامل الاجتماعية: عدم القدرة على شراء أطعمة صحية، أو عدم توفر أماكن مخصصة للرياضة، تساهم في زيادة الوزن.

أضرار زيادة الوزن: لا تقتصر أضرار زيادة الوزن على المظهر، بل تشمل: أمراض القلب، السكري من النوع الثاني، أنواع من السرطان، مشاكل هضمية، مشاكل نسائية وجنسية، توقف التنفس أثناء النوم، التهاب المفاصل.

زيادة الوزن عند النساء: مخاطر إضافية

تُشكل زيادة الوزن عند النساء خطرًا خاصًا خلال الحمل، فتزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل، وتسمم الحمل، والحاجة للولادة القيصرية، والولادة المبكرة، عيوب الأنبوب العصبي عند الجنين، وزيادة خطر ولادة جنين ميت. كما قد تُسبب مشاكل على المدى الطويل للأم والطفل.

الوصول للوزن الصحي قبل الحمل يُقلل من هذه المخاطر، وفقدان الوزن بعد الولادة يُقلل من مخاطر صحية لاحقة.

طرق التخلص من الوزن الزائد

فقدان الوزن، حتى لو كان بسيطاً، يُحسّن الصحة. أفضل طريقة هي اتباع نمط حياة صحي: رياضة، طعام صحي. الهدف هو تعلم عادات غذائية صحية، ودعم العائلة والأصدقاء يساعد في ذلك. يُمكن تغيير العادات السيئة تدريجياً، مع استشارة أخصائي تغذية لتحديد السعرات الحرارية المناسبة، والتخلص من الوزن ببطء للحفاظ عليه على المدى الطويل.

جدول المحتويات