فهرس المحتويات
العنوان | الرابط |
---|---|
بُعدُ عمر بن الخطاب عن زخارف الدنيا | section1 |
مواقف تُجسّد زهد عمر بن الخطاب | section2 |
لمحة عن حياة الخليفة عمر | section3 |
المراجع | section4 |
بُعدُ عمر بن الخطاب عن زخارف الدنيا
كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يدرك تماماً حقيقة هذه الحياة الدنيا، أنها دار ابتلاء وممرٌّ إلى دار البقاء، وأن قيمتها الحقيقية تكمن في العمل الصالح. فقد كان يجلس على التراب، مُرتدياً ثياباً بسيطة لا تُشبه ثياب الملوك، مع أنَّه حكم دولةً واسعة شهدت فتوحاتٍ كثيرة خلال خلافته، ولم يتناول طعاماً مُخصصاً له بل كان يأكل مع عامة الناس. (١)
مواقف تُجسّد زهد عمر بن الخطاب
يُعدّ زهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من أبرز سماته الشخصية. عاش حياته متواضعاً في طعامه وشرابه وملابسه. روي عنه أنه تأخر ذات يوم عن صلاة الجمعة لأنه كان يغسل ثوبه الوحيد. ولكن زهد عمر لم يكن بمعنى التخلّي عن الأهل والأولاد أو رفض جميع المال، بل كان زهداً في ملذات الدنيا ومباهجها ورَغْدِ العيش. لقد أولى جهوده للفتوحات والجهاد في سبيل الله -تعالى-، وقدوةً له النبي -صلّى الله عليه وسلّم-. (٢)
من أبرز مواقفه زُهده، أنه كان يأكل الخبز والزيت أياماً طويلة، وكان يتصدق بجزء كبير من ماله، بل تصدّق بِشطرِ ماله. كما أوقف غنائم معركة خيبر على الأقارب واليتامى والفقراء، حتّى أنه توفي ودينٌ عليه أوكلَ إلى ابنه سداده. (٣) وفي غزوة تبوك، جاء بنصف ماله إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- راغباً في مُسابقة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- الذي جاء بكل ماله. (٤)
حَثّهُ أبناؤه عبد الله وحفصة على تناول الطعام الجيد لكي يقوى، إلا أنه كان يرفض ذلك رغبته في السير على نهج النبي وأبي بكر، ليكون معهما في الجنة. وعندما زار الشام، أُعِدّ له وليمةٌ عظيمة، إلا أنّه تذكر الفقراء الذين ماتوا من الجوع، فبكى حزناً عليهم. (٥)
لمحة عن حياة الخليفة عمر
وُلد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وكان من وجهاء قريش. كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو الله أن يُعزّ الإسلام بواحد من الرجلين: عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام. أسلم في السنة السادسة للبعثة، وشهد غزواتٍ كثيرة منها بدر وأحد والخندق وبيعة الرضوان وخيبر والفتح وحنين. كان من أعلم الناس، وقد قيل إنه عندما توفي، ذهب تسعة أعشار العلم معه. كان من أشدّ الرجال وأفصحهم. (٦)
كان عمر -رضي الله عنه- شديداً في تطبيق أحكام الدين، متواضعاً في نفسه، عادلاً في حكمه، كثير العطاء. قال عنه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- : (لَقَدْ كانَ فِيما قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فإنْ يَكُ في أُمَّتي أحَدٌ، فإنَّه عُمَرُ). (٨) وكان من أحبّ الرجال إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بعد أبي بكر. (٩) كان ثاني الخلفاء الراشدين، وصاحب فضائل كثيرة، وكان سفير قريش في أوقات الحروب. (١٠، ١١)
المراجع
(١) علي الصلابي (1426ه)، سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب شخصيته وعصره (الطبعة الأولى)، القاهرة – مصر: مؤسسة إقرأ، صفحة 114-116.
(٢) “عمر بن الخطاب – زهد عمر بن الخطاب”، www.islamway.net، 2015-03-31، اطّلع عليه بتاريخ 20-2-2021. بتصرّف.
(٣) محمد عبد الغفار، كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي – محمد حسن عبد الغفار، صفحة 5، جزء 66. بتصرّف.
(٤) محمد نصر الدين عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 449، جزء 1. بتصرّف.
(٥) علي القرني، دروس للشيخ علي القرني، صفحة 12، جزء 6. بتصرّف.
(٦) ابن الأثير، أبو الحسن (1415ه)، كتاب أسد الغابة ط العلمية (الطبعة الأولى)، القاهره- مصر: دار الكتب العلمية، صفحة 137، جزء 4. بتصرّف.
(٧) عبد الله الرسي، دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي، صفحة 1، جزء 158. بتصرّف.
(٨) رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريره، صحيح.
(٩) ابن عثيمين (1408ه)، كتاب الضياء اللامع من الخطب الجوامع (الطبعة الأولى)، السعودية: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 697، جزء 9. بتصرّف.
(١٠) عبد المحسن العباد، كتاب شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 33، جزء 177. بتصرّف.
(١١) عز الدين ابن الأثير (1415)، كتاب أسد الغابة ط العلمية (الطبعة الأولى)، القاهره- مصر: دار الكتب العلمية، صفحة 137، جزء 4. بتصرّف.