زهد أبي بكر الصديق وورعه

نظرة على حياة أبي بكر الصديق، وبيان زهده وورعه قبل وبعد توليه الخلافة، بالإضافة إلى وقفات أخيرة في حياته.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
زهد أبي بكر قبل توليه الخلافةانقر هنا
سلوك أبي بكر الصديق أثناء فترة خلافتهانقر هنا
التقوى والورع في أيامه الأخيرةانقر هنا
المصادر والمراجعانقر هنا

زهد أبي بكر الصديق قبل توليه الخلافة

تتجلى خصال أبي بكر الصديق في زهده وورعه قبل توليه الخلافة في العديد من المواقف. فعندما أمر النبي ﷺ بالصدقة، جاء عمر بن الخطاب بنصف ماله، بينما تبرع أبو بكر بكل ما يملك. وعندما سأله النبي ﷺ: “وما أبقيت لأهلك؟” أجاب: “أبقيت لهم الله ورسوله”. هذا الموقف يُبرز بوضوح مدى إخلاصه لله ورسوله وتفانيه في سبيل الدعوة الإسلامية.

كما يُظهر ورعه الشديد في قصة غلامه الذي كان يؤدي له خراجاً. فقد أتاه الغلام بطعام، فأكله أبو بكر. وعندما علم أن الطعام ناتج عن أعمال الكهانة في الجاهلية، أخرج أبو بكر الطعام من معدته، مُبيناً حرصه على طهارة نفسه ورفضه لما يخالف تعاليم الإسلام.

وفي موقف آخر، دخل أبو بكر حائطاً فرأى طيراً يأكل من الشجر ويشرب من الماء، فقال: “طوبى لك، تأكل من الشجر، وتشرب من الماء، ثم تصير إلى غير حساب”. يُظهر هذا الموقف بساطة حياته ورضاه بما قسمه الله له، مُقارناً نفسه بطائر لا يهمه سوى قوته اليومي.

سلوك أبي بكر الصديق أثناء فترة خلافته

تُشير الروايات التاريخية إلى أن أبي بكر الصديق، حتى بعد توليه الخلافة، حافظ على زهده وورعه. ففي أحد الأيام، خرج أبو بكر حاملاً لفافة من القماش إلى السوق ليجلب قوت عياله. فوجئ به عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، فسألاه عن سبب ذهابه للسوق بنفسه. وبعد أن أخبرهم برغبته في تأمين قوت عياله، أقنعه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بقبول راتب من بيت مال المسلمين، حتى يتفرغ لواجبات منصبه.

هذا الموقف يُظهر تواضعه واهتمامه بأسرته، لكنّه أيضاً يبرز مدى إصراره على العمل وتوفير احتياجات عائلته بيديه، حتى بعد أن أصبح خليفة المسلمين.

التقوى والورع في أيامه الأخيرة

عندما اقترب أجله، تمثلت السيدة عائشة رضي الله عنها ببيت شعر، فقالت له: “أَعَاذِلُ مَا يُغْنِي الْحَذَارُ عَنِ الْفَتَى إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ”. فصحح لها أبو بكر قائلاً: “ليس هكذا يا بنيتي، ولكن قولي: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)”. (سورة ق، آية 19).

ثم طلب من السيدة عائشة غسل ثوبه حتى يُكفن فيه، قائلاً: “إن الحي أحوج للجديد من الميت”. روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “ما ترك أبو بكر ديناراً ولا درهماً ضربه لله سكته”. وهذا يُبرز مدى زهده وتجرده من الدنيا حتى في آخر لحظات حياته.

المصادر والمراجع

  • الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن الشثري (2011-4-14)،”أبو بكر الصديق خليفة رسول الله “،شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-10. بتصرّف.
  • الدكتور محمد راتب النابلسي (1994-4-11)،”سيدنا أبو بكر الصديق ورعه وحكمته في الخلافة “،موسوعة النابلسي الإسلامية، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-10. بتصرّف.
  • الإمام أحمد بن حنبل (1999)،الزهد(الطبعة 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 90. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

زها حديد: رحلة معمارية استثنائية

المقال التالي

زهد الإمام الفضيل بن عياض: حياةٍ في طلب التقوى

مقالات مشابهة