زكاة الفطر: أحكامها على أفراد الأسرة

دراسة تفصيلية لأحكام زكاة الفطر على الزوجة، والأولاد، والأخوة والأخوات، وما قاله العلماء في ذلك.

جدول المحتويات

زكاة الفطر: وجوبها وكيفيتها

روى عبد الله بن عمر-رضي الله عنه-:(أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ المُسْلِمِينَ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، أَوْ رَجُلٍ، أَوِ امْرَأَةٍ، صَغِيرٍ، أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ)؛[١]

يوضح هذا الحديث الشريف وجوب زكاة الفطر على كل مسلم، بغض النظر عن حالته المادية أو الاجتماعية، سواءً كان غنياً أو فقيراً، رجلاً أو امرأة، صغيراً أو كبيراً. يجب على كل فردٍ قادرٍ على إخراجها أن يُخرجها عن نفسه، بالإضافة إلى من تلزمه نفقتهم شرعاً.

مسؤولية زكاة الفطر عن الأطفال

تتوقف مسؤولية إخراج زكاة الفطر عن الأطفال على عمرهم وحالتهم المالية. فالأطفال الصغار الفقراء، تقع مسؤولية إخراج زكاة الفطر عنهم على عاتق والدهم. أما إذا كانوا أغنياء، أي يملكون مالاً كميراث أو هبة، اختلف الفقهاء في ذلك. فذهب بعضهم إلى وجوب إخراج الزكاة من أموالهم، وهو رأي الإمام أبي حنيفة وأبي يوسف. أما الأطفال الكبار، فإن كانوا أغنياء، فيجب عليهم إخراجها بأنفسهم، أما إن كانوا فقراء، فلا تُخرج زكاتهم عنهم، لأن ولاية الوالد عليهم ليست ولاية تامة في هذه الحالة. [٣]

حكم زكاة الفطر عن الزوجة

اتفق الفقهاء على عدم وجوب زكاة الفطر عن الزوجة غير المدخول بها أو الزوجة العاصية. أما الزوجة التي يجب على الزوج نفقاتها، فقد اختلف العلماء في ذلك. [٤]

رأي جمهور العلماء (المالكية، الشافعية، والحنابلة): يرون وجوب إخراج زكاة الفطر عن الزوجة، مستندين إلى الحديث الشريف العام بوجوب الزكاة على الجميع.

رأي الحنفية: يرون عدم وجوب إخراج زكاة الفطر عن الزوجة، معتبرين أن النفقة عليها بموجب عقد الزواج، ولا يعتبر هذا العقد سبباً للصدقة، كما أن زكاة الفطر عبادة لا يمكن للزوج أن يقوم بها نيابة عن زوجته.

زكاة الفطر عن الإخوة والأخوات

لا تجب زكاة الفطر عن الأخوة والأخوات القادرين على الإنفاق على أنفسهم، أو من لديهم من ينفق عليهم، سواء كانوا متزوجين أم لا. كذلك، لا يجب على الوالدين إخراج زكاة الفطر عن بناتهم المتزوجات؛ لأنّ نفقتهنّ تقع على أزواجهن. ولكن، يجوز للوالد أو الأخ التبرع بإخراج زكاة الفطر عن من لا يجب عليه إخراجها شرعاً. والقاعدة العامة هي وجوب إخراج زكاة الفطر عن كل من يجب النفقة عليه شرعاً. [٥] [١] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:984، صحيح.

[٣] مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 338. بتصرّف.

[٤] لولوة بنت صالح السنيدي، مسائل العبادات المختصة بالزوجين، صفحة 168. بتصرّف.

[٥] مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 18529. بتصرّف.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

فقه الزكاة: أحكامها وتوزيعها على مستحقيها

المقال التالي

إدارة خصوصية واتسآب: إخفاء آخر ظهور وحذف الرسائل

مقالات مشابهة

فهم دلالات الآية الكريمة: “من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه”

تحليل وشرح للآية الكريمة من سورة النساء: (مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ...)، مع بيان معاني الكلمات، والسياق العام، والتفسير الإجمالي.
إقرأ المزيد