رواية زمن الخيول البيضاء: رحلة في التاريخ الفلسطيني

فهرس المحتويات

رحلة في التاريخ الفلسطيني: نظرة على رواية “زمن الخيول البيضاء”

تُعد رواية “زمن الخيول البيضاء” لإبراهيم نصر الله عملًا أدبيًا بارزًا يُوثّق جزءًا مهمًا من التاريخ الفلسطيني الحديث، بدءًا من القرن التاسع عشر وحتى النكبة. تُعتبر هذه الرواية جزءًا من سلسلة “الملهاة الفلسطينية”، وهي تُجسّد الصراعات المتعددة التي عصفت بفلسطين على مرّ العقود، من الصراع بين الفلاحين والزعماء إلى الصراع مع القوى الاستعمارية كالأتراك والإنجليز، ومع الصهيونية. نشرت الرواية لأول مرة في عام 2007، وسرعان ما نالت شهرة واسعة، حتى وصلت إلى الترشح لجائزة البوكر عام 2009.

شخصيات الرواية وأبعادها الإنسانية

تُبرز الرواية شخصية الرجل الفلسطيني في صورته المتعددة: الأب، الزوج، الابن، العاشق، الزعيم، والقائد. كما تُلقي الضوء على المرأة الفلسطينية في تجلياتها المختلفة: الأم، الفلاحة، المناضلة، الصامدة في وجه الظلم والقهر. وتُغطّي الرواية تفاصيل الهوية الفلسطينية، مُجيبةً على أسئلة جوهرية حول فلسطين وقضيتها، من خلال تصويرها للثورة والثوار، وآلام النكبة وتأثيرها المدمر على العائلات الفلسطينية. ولكن، الرواية لا تقتصر على الجانب السياسي، بل تتطرق إلى العادات والتقاليد الفلسطينية، ونمط الحياة وطقوسها.

رمزية عنوان الرواية ودلالاته

يُرجّح بعض النقاد أن اختيار “زمن الخيول البيضاء” كعنوان للرواية يدلّ على التناقض بين ظاهر الحياة السعيدة والهادئة التي كانت سائدة في فلسطين قبل 1948، والواقع المُرّ الذي عاشه الشعب الفلسطيني. يستخدم الكاتب رموزًا أساسية لتجسيد هذا التناقض، كالخيل الأبيض الأصيل، والتراب، والبشر وما حلّ بهم بعد النكبة. كل رمز من هذه الرموز يحمل دلالات متعددة في سياق الرواية.

أقوال مُلهمة من الرواية

“إذا خسر اليهود فإنهم سيعودون إلى البلاد التي أتوا منها، أما إذا خسرنا نحن، فسنخسر كل شيء.”

“لم نكن نعرِف الخوف أبداً. تسألني لماذا؟ لأننا كنا على يقين من أن الروح التي وهبنا إياها الله، هو وحده الذي يستطيع أن يأخذها، وفي الوقت الذي حدده الله، لا الوقت الذي حدده الإنجليز أو أي مخلوق على وجه الأرض.”

“قد خلق الله الحصان من الريح، والإنسان من تراب، والبيوت من بشر.”

“في بيت الحاج محمود، وقبله في بيت الحاج عمر، كان الشيء الوحيد الذي لا يسمح أن يقع: إهانة المرأة أو إهانة الفرس.”

تأثير الرواية وتأريخها

حققت رواية “زمن الخيول البيضاء” نجاحًا باهرًا، مما أدى إلى ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية. كما تم اقتباسها وتحويلها إلى مسلسل تلفزيوني، على الرغم من أن هذا المسلسل لم يُعرض لأسباب إنتاجية مختلفة.