فهارس المحتويات
الباب | العنوان |
---|---|
1 | رواة الحديث الشريف |
2 | شرح وتفسير الحديث النبوي |
3 | أهمية ومكانة الحديث في الفقه الإسلامي |
4 | المراجع والمصادر |
من روى حديث “إنما الأعمال بالنيات”؟
يُنقل هذا الحديث الشريف عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، الذي سمعه من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث قال النبي الكريم ﷺ: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه).[١][٢] ولم يُروَ هذا الحديث إلا عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ثم عن علقمة بن وقاص -رضي الله عنه-، مما يُصنّفهُ بعض أهل العلم على أنه حديث غريب غرابة مطلقة.[٣]
بيان معنى الحديث النبوي الشريف
يُشير بدايات الحديث إلى أن النية هي جوهر العمل، وأن جزاء العبد يتوقف على نيته. فكل عملٍ يقوم به المسلم يُقاسُ بنية قلبه. بعض المفسرين يرون أن هذا ينطبق على الأعمال الخالصة لله، بينما يرى آخرون أنّه يشمل جميع الأعمال، فإن كانت عبادةً، نال العبد الأجر والثواب، وإن كانت من عادات الحياة اليومية كالأكل والشرب، لكنّه نوى من ورائها تقوية نفسه للطاعات، فله أيضاً الأجر والثواب.[٤]
يؤكد قوله صلى الله عليه وسلم: “وإنما لكل امرئ ما نوى” على أن الثواب مرتبط بالنية الصالحة، والعقاب مرتبط بالنية السيئة. قد يكون العمل مباحًا في الأصل، لا ثواب ولا عقاب عليه، لكن النية هي التي تحدد إن كان سيُؤجر عليه أو يُعاقب. [٥]
يضرب الحديث مثال الهجرة، فمن هاجر لله ورسوله، ابتغاء مرضاة الله تعالى، أو طلبًا للعلم الشرعي، فله أجر وثواب عظيم، أما من هاجر لأجل دنيوي، كزواج أو مال، فهجرته مقصورة على ما قصد. وقول النبي ﷺ: “إلى ما هاجر إليه” يدل على التقليل من شأن هذه الهجرة.[٥]
مكانة الحديث ومكانته في الفقه الإسلامي
يُعدّ هذا الحديث من أهم الأحاديث في الإسلام، وقد اتفق أهل العلم على صحته. أولاه العلماء مكانة سامية لما يحمله من فوائد عظيمة. ورد ذكره في صحيح البخاري في أكثر من موضع، ورواه الإمام مسلم في كتاب الجهاد. وقد قال الإمام أحمد، والشافعي، والبيهقي: “يدخل فيه ثلث العلم”. ويعود هذا القول إلى أن العمل إما بالقلب، أو باللسان، أو بالأعضاء، والنية هي عمل القلب، وهي جوهر العمل. [٦]
ذهب بعض أهل العلم إلى أن هذا الحديث يمثل ربع العلم، وذهب آخرون إلى أنه نصف العلم. قال ابن مهدي -رحمه الله-: “لو صنفت كتاباً لابتدأت بحديث إنما الأعمال بالنيات في بداية كل باب منه”، ونصح المؤلفين بالبدء به في مصنفاتهم، وقد استجاب لذلك الإمام البخاري -رحمه الله- فجعله في مقدمة كتابه، الذي يُعتبر من أعظم الكتب بعد القرآن الكريم. [٧]
اتبع العديد من العلماء والمؤلفين نفس النهج، منهم عبد الغني المقدسي في كتابه “عمدة الأحكام”، والنووي في كتابه “المجموع”، والسيوطي، وغيرهم الكثير من العلماء الذين شرحوا هذا الحديث، وخصصوا مصنفات في بيانه وتفسيره. [٧]