فهرس المحتويات
البند | العنوان |
---|---|
1 | مقامات بديع الزمان الهمذاني: سحر الكدية وبلاغة الكلام |
2 | مقامات الحريري: فن البلاغة والتعليم |
3 | مقامات اليازجي: صدى المقامات في العصر الحديث |
4 | المراجع |
مقامات بديع الزمان الهمذاني: سحر الكدية وبلاغة الكلام
يُعدّ أحمد بن الحسين الهمذاني، المعروف ببديع الزمان، رائد فن المقامات. تدور مقاماته حول شخصية أبو الفتح الإسكندري، يرويها الراوي عيسى بن هشام. تتميز مقاماته باستخدام الكدية (الشحاذة) كمحورٍ للأحداث، وتُقدّر أعدادها بنحو أربعمائة مقامة، ولكن لم يصل إلينا سوى جزءٍ منها. تتنوع تسمية المقامات، فبعضها يُسمّى باسم طائفةٍ كالساسانية، أو باسم شخصٍ كالمقامة الجاحظية، أو باسم مدينةٍ كالمقامة النيسابورية والبغدادية. يُبرع الهمذاني في استخدام الحيل للاستيلاء على أموال الناس، مُظهراً براعةً في فن الخِداع.
تُجسّد مقامات الهمذاني واقع مجتمعه، فنجد فيها الوصف الدقيق للمساجد، والحوانيت، والمطاعم، وغيرها من مرافق الحياة. تتنوع أهداف مقاماته بين النقد الاجتماعي، والشعر، وعرض مشاكل المجتمع. يعتمد الهمذاني أسلوباً دعابياً يُضحك القارئ، مستخدماً السجع، والاستعارات، والجناس، وغيرها من أساليب البلاغة.
مقامات الحريري: فن البلاغة والتعليم
القاسم بن علي الحريري، أبدع في كتابة مقاماته التي تدور حول شخصية أبو زيد السروجي، ويرويها الحارث بن همام (وهو الحريري نفسه). كما في مقامات الهمذاني، تعتمد مقامات الحريري على الكدية، ولكن الهدف مختلف. فقد استخدم الحريري مقاماته لتعليم الناشئة فنون البلاغة الأدبية.
تتميز مقامات الحريري بفخامة الألفاظ، وتعقيد الأسلوب، مُقارنةً بمقامات الهمذاني. استخدم الحريري خط يده في كتابتها، مما حفظها من التشتت والضياع. يُلاحظ اعتماد الحريري على السجع، والمجازات، والكنايات، التي تُشبه في بعض الأحيان الألغاز. كما يُلاحظ التوشيح بآيات قرآنية، والأمثال، والحكم.
على عكس الهمذاني، لم تكن مقامات الحريري تعتمد بشكلٍ رئيسي على النقد الاجتماعي، بل ركزت على التعليم في مختلف المجالات كالفقه والنحو.
مقامات اليازجي: صدى المقامات في العصر الحديث
ناصيف اليازجي، كتب مقاماته المعروفة باسم “مجمع البحرين”، مستوحياً الاسم من القرآن الكريم. ربما أراد بـ “البحرين” النظم والنثر، أو مقامات الهمذاني والحريري معاً، لأنّ مقاماته تجمع بين أسلوبيهما. بلغ عدد مقاماته ستين مقامة، بطلها الشيخ ميمون بن خزام، والراوي سهل بن عباد. وتدور أحداثها حول الخداع والكدية.
تأثر اليازجي بالحريري أكثر من تأثره بالهمذاني، فظهرت في مقاماته مسحة سوداوية وتشاؤمية، مع اعتقاده بفقدان مكارم الأخلاق، واعتمد الاحتيال كوسيلة للعيش. تتنوع مواضيع مقاماته، ولكنها تدور في فلك التعليم في مجالاتٍ كالتّب، والفلك، والنحو، واللغة.
أسلوب اليازجي أقرب للحريري، ولغته أقرب للغة القدماء، وهدفه مشابه لهدف الحريري، وهو تعليم الناشئة، وإثبات حيوية اللغة العربية وقدرتها على استيعاب العلم.
المراجع
تم الاستعانة بمجموعة من المصادر المتخصصة في الأدب العربي، بما فيها دراسات أكاديمية وكتب تاريخ الأدب.