رمضان وعيد الفطر: رحلة إيمانية بين الصيام والفرح

استكشاف شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر السعيد، آدابهما، وسننهما، وكيفية وداع الشهر الكريم واستقبال العيد بفرح وامتنان.

فهرس المحتويات

البابالرابط
شهر رمضان الكريم: تعريف ومكانة#ramadan
عيد الفطر: فرحة الإتمام والشكر#eid
آداب وسنن شهر رمضان#adab_ramadan
آداب وسنن عيد الفطر#adab_eid
وداع رمضان واستقبال عيد الفطر#wida

شهر رمضان الكريم: تعريف ومكانة

شهر رمضان، الشهر التاسع في التقويم الهجري، يأتي بعد شهر شعبان ويليه شهر شوال.[1] وهو شهر مبارك يحمل مكانة عظيمة في الإسلام، إذ يُعدّ فيه ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، وهو الصيام. كما جاء في الحديث الشريف الصحيح عن النبي ﷺ: (بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ).[2] فرض الله علينا الصيام في هذا الشهر المبارك لتطهير النفوس من الذنوب، وتعزيز التقوى، وزيادة الأعمال الصالحة. كما أنّه شهر نزول القرآن الكريم، كما قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ).[3,4] ويُتميّز شهر رمضان بخصائص فريدة، كتصفيد الشياطين، ومغفرة الذنوب، وتضاعف الحسنات، وازدياد الطاعات.

عيد الفطر: فرحة الإتمام والشكر

عيد الفطر، هو اليوم الأول من شهر شوال، وهو احتفال بتمام فريضة الصيام في شهر رمضان المبارك.[6] ويبدأ المسلمون هذا اليوم بصلاة العيد، شكراً لله على توفيقه لهم لإتمام هذه الفريضة العظيمة.[7] وسمي عيداً لكونه يوماً للفرح والسرور، كما أوضح ابن الأعرابي وابن عابدين، لأن الله – عز وجل – يُكافئ عباده فيه بإحسانٍ كبير، كالفتح بعد الصيام، وإخراج زكاة الفطر، وحج البيت الحرام، وتقديم الأضاحي، وغيرها من النعم.

سُنن وآداب شهر رمضان

يُنصح المسلم باتباع السنن والأداب الواردة عن النبي ﷺ في شهر رمضان، ومنها: الحرص على أداء الفرائض في أوقاتها، والإكثار من النوافل، وإخلاص النية لله تعالى. والتمسك بهديه وسيرته في كافة أمور الحياة، كما قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ).[10] وكان النبي ﷺ يُكثر من الأعمال الصالحة في رمضان، كما جاء في قول ابن عباس رضي الله عنهما: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ).[11] كذلك، يُشجّع على الإكثار من قراءة القرآن الكريم، وختمه أكثر من مرة، مع تدبر معانيه. ويجب على الصائم تجنب كل ما يُبطل الصيام من محرمات، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ).[12] وكما قال النبي ﷺ : (رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ).[13]

ومن فضائل شهر رمضان: أنه سبيل للإقبال على الله، ونيل الأجر العظيم، ومغفرة الذنوب، كما في حديث النبي ﷺ: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ).[16] كما أن الله – عز وجل – يضاعف أجر الصيام، كما جاء في حديث النبي ﷺ عن ربه: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ).[17]

سُنن وآداب عيد الفطر

للعيد آداب وسنن جميلة، منها: المحافظة على النظافة، ولبس أفضل الثياب، والاغتسال والتطيب، كما كان يفعل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما. كما يُستحبّ تناول عدد فردي من التمرات قبل صلاة العيد، اقتداءً بالنبي ﷺ، كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ).[19] وأداء صلاة العيد في المصلى، والذهاب إليه من طريق والعودة من طريق آخر. والتكبير، كما أمر الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ).[3] وشهود صلاة العيد جماعة، كما ورد في حديث أم عطية رضي الله عنها.[20] وزيارة الأقارب والأرحام، وتقديم التهنئة، ومشاركة المحتاجين فرحة العيد.[21] وتقوية أواصر الأخوة الإسلامية، واستشعار وحدة المسلمين.

وداع رمضان واستقبال عيد الفطر

يحرص المسلمون في شهر رمضان على زيادة الطاعات، واغتنام الأوقات، اقتداءً بالسلف الصالح، كما جاء في قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ نَدَمْتُ عَلَى يَوْمٍ غَرَبَتْ شَمْسُهُ، نَقَصَ فِيهِ أَجَلِي، وَلَمْ يَزِدْ فِيهِ عَمَلِي”. ويكثرون من الذكر والدعاء وقراءة القرآن، ثم يختتمونه بشكر الله على إتمامه، وسؤاله القبول. كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “كُونُوا لِقَبُولِ الْعَمَلِ أَشَدَّ اهْتِمَامًا مِنْكُمْ بِالْعَمَلِ”.[24] وقد كان بعض السلف يحزن لفراق رمضان، رجاءً من الله القبول.[25] و فرض الله زكاة الفطر عند خروج شهر رمضان.[26] ويثبت دخول العيد بثبوت هلال شوال أو بإتمام رمضان ثلاثين يوماً.[27] ويستقبل المسلمون العيد بالتكبير، كما قال تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).[3] وجاءت أحاديث كثيرة تحث على الفرح والسرور في العيد، منها ما روي عن عائشة رضي الله عنها و أنس بن مالك رضي الله عنه.[30,31]

[1] “تعريف و معنى رمضان في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”،www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2020. بتصرّف.

[2] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.

[3,4] سورة البقرة، آية: 185. محمد حسين (2010 م)،موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين(الطبعة الأولى)، سوريا: دار النوادر، صفحة 142، جزء 10. بتصرّف.

[6] “تعريف و معنى عيد الفطر في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”،www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2020. بتصرّف.

[7] مجموعة من المؤلفين،الموسوعة الفقهية، صفحة 178، جزء 1. بتصرّف.

[10] سورة الأحزاب، آية: 21.

[11] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3220، صحيح.

[12] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1903، صحيح.

[13] رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1083، حسن صحيح.

[16] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1079، صحيح.

[17] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1904، صحيح.

[19] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 953، صحيح.

[20] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم: 883، صحيح.

[24] “وداع رمضان”،www.islamweb.net، 3-10-2003، اطّلع عليه بتاريخ 7-4-2020. بتصرّف.

[25] بدر هميسه،”في وداع رمضان”،www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2020. بتصرّف.

[26] عبدالله جبرين،فتاوى الشيخ ابن جبرين، صفحة 1، جزء 32. بتصرّف.

[27] “كيفية ثبوت شهر شوال”،www.islamweb.net، 4-12-2005، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2020. بتصرّف.

[30,31] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 952، صحيح. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 13622، إسناده صحيح على شرط مسلم.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

رمضان صبحي: مسيرة نجم كرة القدم المصري

المقال التالي

دليل شامل لرموز الأبراج وصفاتها

مقالات مشابهة