رسل العزم: قصة الصبر والثبات

نبذة عن الرسل أصحاب العزم، أسماؤهم، فضلهم، و آيات قرآنية وأحاديث نبوية توضح ذلك.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
من هم رسل العزم؟#section1
أبرز خصائص رسل العزم#section2
أسماء رسل العزم#section3
تفاضل الأنبياء والرسل#section4
المراجع#references

من هم رسل العزم؟

يُشار إلى رسل العزم بأنهم أصحاب الحزم والثبات والصبر، كما ورد في قوله تعالى: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ [١][٢]. وصفهم الله -تعالى- بهذه الصفة لما أظهروه من قوة إيمان، وتمسكهم الراسخ بأوامر الله، وإبلاغهم الدين بكمال ودقة، متجاوزين الصعاب التي واجهوها. يُعدّون أفضل الرسل لما تمتعوا به من عزيمة قوية في نشر دين الله، وقد فضّل الله بعض الأنبياء على بعض، كما في قوله تعالى: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ [٤][٥]. يُجمع العلماء على أن عددهم خمسة، وقد ذكرهم الله -تعالى- في آيات متعددة [٦].

أبرز خصائص رسل العزم

يمتاز رسل العزم بصفاتٍ ساميةٍ جعلتهم قدوةً للبشرية، أبرزها: الصبر على البلاء، والثبات على الحق، والشجاعة في مواجهة التحديات، والإخلاص في الدعوة إلى الله، والتضحية بالنفس والمال في سبيل نشر كلمة الحق. لقد واجه هؤلاء الرسل مقاومةً شديدةً من قومهم، إلا أنهم صمدوا بإيمانهم الراسخ، وواصلوا رسالتهم حتى النهاية.

أسماء رسل العزم

يُذكر في القرآن الكريم أسماء خمسة من رسل العزم، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾ [٧][٨]. هؤلاء الرسل هم: النبي محمد ﷺ، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم السلام [٩]. وقد اختلف بعض العلماء في تحديدهم، مع وجود آراء مختلفة حول ذلك، إلا أن الرأي الأكثر شيوعاً هو أنهم هؤلاء الخمسة المذكورين. وقد استُبعد بعض الأنبياء الآخرين مثل يونس، كما ورد في قوله تعالى: ﴿فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ﴾ [١٠]، وكذلك آدم عليه السلام، لما ورد في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْل فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾ [١١].

تفاضل الأنبياء والرسل

يُجمع أهل العلم على أن جميع الأنبياء متساوون في مرتبة النبوة، لكن الله -تعالى- فضل بعضهم على بعض بزيادة في بعض الخصائص، كالكمال في الخلق، وكثرة المعجزات، أو قيمة رسالتهم وامتدادها عبر الزمن. فهناك من كان نبياً، وآخر كان رسولاً، ومنهم أولو العزم من الرسل. وقد جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يدل على هذا التفضيل، كما في قوله تعالى: ﴿وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ [١٣]، وقوله تعالى: ﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾ [١٤]. كما روى النبي ﷺ: ﴿فُضِّلْتُ علَى الأنْبِياءِ بسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وأُحِلَّتْ لِيَ الغَنائِمُ، وجُعِلَتْ لِيَ الأرْضُ طَهُورًا ومَسْجِدًا، وأُرْسِلْتُ إلى الخَلْقِ كافَّةً، وخُتِمَ بيَ النَّبِيُّونَ﴾ [١٥][١٦]. فالرسل أفضل من الأنبياء، وأولو العزم أفضل الرسل. وقد تميز كل نبي بخصائص مختلفة، كداود عليه السلام بكتاب الزبور، وموسى عليه السلام بالتوارة، ونوح عليه السلام بلقب “العبد الشكور”، وآدم عليه السلام بأنه أبو البشر، وعيسى عليه السلام بأنه كلم الله أمه وروح منه. وقد يكون التفضيل من ناحية النبوة والعبودية، أو النبوة والملك، أو من حيث عدد أمتهم، أو ظهور معجزاتهم، وما سوى ذلك مما خصهم الله به من الكرامات [١٧][١٨].

المراجع

[١] سورة الأحقاف، آية: 35.
[٢] نخبة من العلماء (1421 هـ )،أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسّنة(الطبعة الأولى)، السّعوديّة: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 167. بتصرّف.
[٣] أحمد حطيبة،تفسير الشيخ أحمد حطيبة، صفحة 5، جزء 254. بتصرّف.
[٤] سورة البقرة، آية: 253.
[٥] عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر (1989)،الرسل والرسالات(الطبعة الرابعة)، الكويت: دار النفائس للنشر والتوزيع، صفحة 217. بتصرّف.
[٦] مناهج جامعة المدينة العالمية،الحديث الموضوعي، ماليزيا: جامعة المدينة العالمية، صفحة 81، جزء 1. بتصرّف.
[٧] سورة الأحزاب، آية: 7.
[٨] مركز قطر للتّعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدّينية – بقطر،التّعريف بالإسلام، صفحة 139. بتصرّف.
[٩] نخبة من أساتذة التّفسير (2009)،التّفسير الميسّر(الطبعة الثانية)، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 506، جزء 1. بتصرّف.
[١٠] سورة القلم، آية: 48.
[١١] سورة طه، آية: 115.
[١٢] وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت،الموسوعة الفقهية الكويتية(الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 42، جزء 40. بتصرّف.
[١٣] سورة الإسراء، آية: 55.
[١٤] سورة النساء، آية: 125.
[١٥] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 523، صحيح.
[١٦] محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)،مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسّنة(الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 82. بتصرّف.
[١٧] عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر (1989)،الرّسل والرّسالات(الطبعة الرابعة)، الكويت: دار النفائس للنشر والتّوزيع، صفحة 217-219. بتصرّف.
[١٨] محمد بن عمر بن مبارك الحميري الحضرمي الشّافعي، الشّهير بـ «بَحْرَق» (1419)،حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النّبي المختار(الطبعة الأولى)، جدة: دار المنهاج، صفحة 134. بتصرّف.

Total
0
Shares
المقال السابق

ذرية نبي الله إسماعيل

المقال التالي

ترتيب العمليات الحسابية في الرياضيات

مقالات مشابهة