رحلة في عالم الشعر الحر

استكشاف خصائص الشعر الحر، نشأته، رواده، و أمثلته البارزة.

جدول المحتويات

الموضوعالرابط
ماهية الشعر الحر وخصائصهالفقرة الأولى
بدايات الشعر الحر وتطورهالفقرة الثانية
أبرز شعراء الشعر الحرالفقرة الثالثة
سمات الشعر الحر المميزةالفقرة الرابعة
أمثلة من الشعر الحرالفقرة الخامسة
المراجعالفقرة السادسة

ماهية الشعر الحر وخصائصه

يُعرف الشعر الحر بأنه أسلوب شعري عربيّ يتّبع قواعد العروض، مع تحرّرٍ من قيود القافية الواحدة وهيكل القصيدة العمودية. فقد وصفته الشاعرة نازك الملائكة بأنه “شعر ذو شطر واحد ليس له طول ثابت، إنّما يصح أن يتغير عدد التفعيلات من شطر إلى شطر، ويكون هذا التغيير وفق قانون عروضي يتحكم فيه”.[1] وأضافت قائلةً: “فأساس الوزن في الشعر الحر أنّه يقوم على وحدة التفعيلة والمعنى البسيط الواضح لهذا الحكم أنّ الحرية في تنويع عدد التفعيلات أو أطوال الأشطر تشترط بدءًا أن تكون التفعيلات في الأسطر متشابهة تمام التشابه”.[1] أما الدكتور عز الدين إسماعيل، فقد تناول القافية في الشعر الحرّ بقوله: “فالقافية في الشعر الجديد ببساطة نهاية موسيقية للسطر الشعري هي أنسب نهاية لهذا السطر من الناحية الإيقاعية، ومن هنا كانت صعوبة القافية في الشعر الجديد وكانت قيمتها الفنية كذلك… فهي في الشعر الجديد لا يُبحث عنها في قائمة الكلمات التي تنتهي نهاية واحدة، وإنّما كلمة “ما” من بين كل كلمات اللغة، يستدعيها السياقان المعنوي والموسيقي للسطر الشعري”.[1] و من الأفضل استخدام البحور الخليلية المفردة والمزدوجة، مع تفضيل البحور الصافية لتجنب الأخطاء العروضية واختلال الوزن، أو مزج بحور متعددة في قصيدة واحدة.[1]

بدايات الشعر الحر وتطوره

انطلقت حركة الشعر الحرّ في العراق عام 1947م، لتنتشر لاحقاً في العالم العربي. كانت قصيدة “الكوليرا” لنازك الملائكة أولى القصائد الحرة، عام 1947م، وقد كتبت على وزن البحر المتدارك. تلتها قصيدة بدر شاكر السياب “هل كان حبًا” من ديوان “أزهار ذابلة” بنفس العام، على وزن بحر الرمل. لم تُلقَ هاتان القصيدتان اهتمامًا كبيرًا في المجلات آنذاك، إلاّ أن مجلة “العروبة” اعتبرتها نقلة نوعية في أسلوب الوزن. وفي عام 1949م، صدر ديوان “شظايا ورمل” لنازك الملائكة، متضمناً قصائد حرة، مُوضحةً فيه أوجه التجديد واختلافها عن القصيدة العمودية.[2] أثار هذا الأسلوب الجديد جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض، ليصدر بعدها ديوان “ملائكة وشياطين” لعبد الوهاب البياتي في آذار عام 1950م، ثم ديوان “المساء الأخير” لشاذل طاقة، ثم ديوان “أساطير” لبدر شاكر السياب، متبوعاً بدواوين أخرى كثيرة دعمت حركة الشعر الحرّ.[2]

أبرز شعراء الشعر الحر

يُعتبر كل من نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي من رواد الشعر الحرّ. [3] برزت نازك الملائكة بجرأتها وثقتها بموهبتها، ووضعها قواعد للتجديد في الشعر، وسعيها لإثراء جوانبه الفنية. ساهم بدر شاكر السياب، ابتداءً من ديوانه “أساطير”، في التنوع والتغيير، بينما أسهم عبد الوهاب البياتي، من خلال ديوانه “ملائكة وشياطين”، في دعم حركة الشعر الحرّ وتطورها. [2]

سمات الشعر الحر المميزة

يتميز الشعر الحرّ بالعديد من السمات، منها: تجديد موسيقى الشعر، حيث اعتمدت نازك الملائكة تقسيم البحور إلى بحور صافية (مثل الكامل، الرمل، الهزج، الرجز، المتقارب والمتدارك، حيث يتألف شطرها من تكرار تفعيلة واحدة ست مرات) وممزوجة (مثل البحر السريع والوافر، حيث تتضمن تفعيلتين متماثلتين، تليهما تفعيلة مختلفة في الشطر الواحد). كما اعتمد على نظام التفعيلة، ليحلّ محل نظام البيت وعجزه بكميات متساوية. أخيرًا، لم يرفض شعراء الشعر الحرّ القافية، بل سعوا إلى تنويعها لإضفاء جمالية خاصة على هذا النوع الشعري. [4]

أمثلة من الشعر الحر

من أشهر أمثلة الشعر الحرّ:

قصيدة “الكوليرا” لنازك الملائكة:[5]

سكن الليلُ أصغِ إلى وقع صدى الأنّاتْ
في عمق الظلمةِ، تحت الصمتِ، على الأمواتْ
صرخاتٌ تعلو، تضطربُ حزنٌ يتدفقُ، يلتهبُ
يتعثّر فيه صدى الآهاتْ
في كل فؤادٍ غليانُ في الكوخ الساكن أحزانُ
في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظلماتْ
في كل مكانٍ يبكي صوتْ هذا ما قد مزّقه الموتْ
الموتُ الموتُ الموتْ يا حزن النيل الصارخِ مما فعل الموتْ
… (يتبع باقي القصيدة)

قصيدة “إلى أمي” لمحمود درويش:[6]

أحنّ إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي
وتكبر فيّ الطفولةُ يومًا على صدر يومِ
وأعشقُ عمري لأني إذا متّ، أخجل من دمع أمي!
… (يتبع باقي القصيدة)

المراجع

[1] الجامعة المستنصرية، الشعر الحر، صفحة 1-5. بتصرّف.
[2] نازك الملائكة، كتاب قضايا الشعر المعاصر، صفحة 35-40. بتصرّف.
[3] الدكتور عبدالله خضر حمد، قضايا الشعر العربي الحديث، صفحة 111-113. بتصرّف.
[4] عبد السلام صحراوي، الشعر الحر و بناء القصيدة عند نازك الملائكة و بدر شاكر السياب، صفحة 35-38. بتصرّف.
[5] “الكوليرا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 27/6/2022.
[6] “إلى أمي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 27/6/2022.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نظرة متعمقة في شعر العصر الجاهلي

المقال التالي

نظرة متعمقة في الشعر السياسي

مقالات مشابهة