رحلة في عالم التصوير الفوتوغرافي

محتويات

فهم جوهر التصوير الفوتوغرافي

يُعرّف التصوير الفوتوغرافي (Photography) بأنه فن وتقنية تسجيل صورة لأي جسم باستخدام الضوء أو الإشعاع على سطح حساس للضوء. اشتُقت الكلمة من الكلمتين اليونانيتين “Photos” (ضوء) و “graphein” (رسم). بدأ استخدامها في ثلاثينيات القرن التاسع عشر. تُشكّل الصورة عادةً عبر عدسة الكاميرا، حيث يُحدث التعرض للضوء تغييراً في تركيب المواد الحساسة، مُشكّلاً صورة معكوسة (صورة سلبية). تُصبح الصورة مرئية بعد تثبيتها بمادة كيميائية مثل ثيوكبريتات الصوديوم، وقد تتطلب هذه العملية وقتاً يتراوح من لحظات إلى أسابيع أو حتى أشهر، بحسب تطور المواد المستخدمة.

رحلة عبر الزمن: من الظلام إلى الضوء

على الرغم من أن تاريخ التصوير الفوتوغرافي لا يتجاوز 200 عام، إلا أن تطوره شهد نقلة نوعية هائلة. بدأت رحلته باستخدام مواد كيميائية قوية وكاميرات ثقيلة وبطيئة، لتصل إلى بساطة وتطور مذهلين. يمكن تلخيص مراحل هذا التطور كما يلي:

• بدايات علم البصريات: يُنسب الفضل إلى العالم العربي ابن الهيثم (945م- 1040م) في اختراع “حجرة التصوير المظلمة”، التي تُعدّ أساس الكاميرا ذات الثقب، وذلك لشرح كيفية عرض الصور باستخدام الضوء. كما وجدت إشارات إلى حجرة التصوير في نصوص صينية تعود إلى حوالي 400 قبل الميلاد، وفي كتابات أرسطو قبل حوالي 330 قبل الميلاد.
• العدسات الدقيقة: بحلول منتصف القرن السابع عشر، أدى اختراع العدسات عالية الدقة إلى استخدام حجرة التصوير في تشكيل صور واقعية. كما برزت الفوانيس السحرية (Magic lanterns)، التي تُشبه أجهزة العرض الحديثة، لعرض صور مرسومة على شرائح زجاجية.
• المواد الكيميائية الحساسة: في عام 1727م، ساهم العالم الألماني يوهان هاينريش في استخدام مواد كيميائية حساسة لإنتاج الصور.
• أول صورة فوتوغرافية: في عام 1827م، تمكن العالم جوزيف نيسيفور نيبس من طباعة أول صورة فوتوغرافية باستخدام حجرة التصوير المظلمة.
• التطوير والتحسين: شهد عام 1829م شراكة بين نيسيفور ولويس داجير، مما أدى إلى تطوير عملية داجير (Daguerreotype)، التي تقوم على تثبيت الصور على صفائح نحاسية مطلية بالفضة، مُشكّلةً صوراً دائمة.
• الانتشار الواسع: بحلول عام 1850م، اكتسبت عملية داجير شعبية واسعة في أوروبا والولايات المتحدة، مع ظهور العديد من استوديوهات التصوير.

ثورة التصوير الرقمي

شهدت أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين ظهور الكاميرات الحديثة والذكية، وخاصة الكاميرات المدمجة ذاتية التشغيل. ازدادت شعبية الكاميرات الأوتوماتيكية بشكل كبير. بدأ العمل على تصنيع الكاميرات الرقمية في الثمانينيات والتسعينيات، التي تخزن الصور إلكترونياً. استطاعت أولى هذه الكاميرات استخدام الوسائط الرقمية بدلاً من الأفلام. وفي عام 1991م، أنتجت شركة كوداك أول كاميرا رقمية متقدمة، وقد حققت نجاحاً كبيراً بين المتخصصين.

المصادر

• Grundberg, Andy; Gernsheim, Helmut; Rosenblum, Naomi, et al. “History of photography”. www.britannica.com. Retrieved 25-10-2018. Edited.
• Bellis, Mary. “The History of Photography: Pinholes and Polaroids to Digital Images”. www.thoughtco.com. Retrieved 25-10-2018. Edited.
• MASONER, LIZ. “A Brief History of Photography and the Camera”. www.thesprucecrafts.com. Retrieved 25-10-2018. Edited.