فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
نبذة عن سورة يوسف | #section1 |
السورة في سياقها القرآني | #section2 |
أسباب نزول سورة يوسف | #section3 |
سورة يوسف ومرحلة نزولها | #section4 |
عفة النبي يوسف – عليه السلام – | #section5 |
الحِكم والعِبر من قصة يوسف | #section6 |
محاور رئيسية في سورة يوسف | #section7 |
نظرة عامة على سورة يوسف
تُعرف سورة يوسف بأنها سورة مكية، اتفق عليها أهل العلم، وقد نزلت بعد سورة هود. تُعتبر سورة يوسف من السور التي نزلت في فترة عصيبة من الدعوة الإسلامية في مكة المكرمة، تحديداً بين عام الحزن وبيعة العقبة الأولى، وهي فترة اشتداد أذى قريش للنبي محمد ﷺ وأصحابه. وقد نزلت السورة لتكون بشارةً وتسليةً للنبي ﷺ، مؤكدةً على الفرج القادم بعد الشدة.
سميت السورة بسورة يوسف لأن قصة نبي الله يوسف عليه السلام تشكل محورها الرئيسي. تحتل السورة المرتبة الثانية عشرة في ترتيب سور القرآن الكريم، وتقع في الجزء الثاني عشر، ويبلغ عدد آياتها 111 آية.
مكانة السورة بين سور القرآن
تتصل سورة يوسف ارتباطًا وثيقًا بما قبلها (سورة هود) وما بعدها (سورة الرعد). فهي تُكمل ما جاء في سورة هود من قصص الأنبياء، لتُؤكد على صدق نبوة النبي محمد ﷺ، وأن القرآن وحي من عند الله تعالى. أما ارتباطها بسورة الرعد فيتمثل في الهدف المشترك لكلا السورتين: التأثير في القلوب وهداية الناس عبر ذكر قصص الأنبياء وآيات الله في الكون، والحث على التدبر في خلق الله. يُلاحظ في سورة الرعد آية (اللَّـهُ الَّذي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجري لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمرَ يُفَصِّلُ الآياتِ لَعَلَّكُم بِلِقاءِ رَبِّكُم توقِنونَ) [الرعد:2] التي تُبرز قدرة الله وعظمته، وهو ما يُنسجم مع أهداف سورة يوسف.
أسباب نزول السورة
يُذكر حول سبب نزول سورة يوسف عدة أقوال: منها قول يرى أن نزولها كان ابتدائيًا دون سبب مُحدد، وأن بعض الروايات التي ذكرت أسبابًا معينة للنزول ليست صحيحة. وقد استدلّ البعض بقوله تعالى: (لَقَد كانَ في يوسُفَ وَإِخوَتِهِ آياتٌ لِلسّائِلينَ) [يوسف:7] كإشارة على أن السورة تُجيب على تساؤلات.
وقول آخر يُشير إلى أن يهودًا طلبوا من مشركي قريش اختبار النبي ﷺ بسؤاله عن نبي من الشام هاجر إلى مصر، فأوحى الله تعالى بسورة يوسف لتُجيب على هذا السؤال تفصيلًا. وهذا يُعتبر دليلاً على قدرة الله تعالى على الإجابة على كل التحديات.
كما وردت أقوال أخرى تُشير إلى أن اليهود سألوا النبي ﷺ عن رجلٍ من الشام فقد ابنه، أو عن أسماء كواكب ذُكرت في السورة، أو أنّ الصحابة سألوا النبي ﷺ عن القصص، فأوحى الله تعالى بسورة يوسف كإجابة على هذه الاستفسارات. (نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ بِما أَوحَينا إِلَيكَ هـذَا القُرآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغافِلينَ) [يوسف:3]
سورة يوسف والسياق التاريخي
نزلت سورة يوسف في فترة عصيبة من حياة النبي ﷺ وأصحابه، فترة وفاة عمه أبي طالب وزوجته خديجة رضي الله عنها، وهي فترةٌ من الشدة والوحشة. وقد جاءت السورة لتُعزّي النبي ﷺ وتُبشّره بالفرج، وتُظهر أن الصبر طريق التمكين، وأن الله ينصر عباده الصالحين. قصة يوسف عليه السلام تُشبه ما مرّ به النبي ﷺ من صبرٍ على البلاء والفتن، وصبر النبي عليه الصلاة والسلام ومواصاته لأصحابه من خلال هذه القصة الكريمة.
تُظهر السورة كيف أن الله -تعالى- يُمكن عباده الصالحين، كما مكّن ليوسف عليه السلام في الأرض (وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيوسُفَ فِي الأَرضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأويلِ الأَحاديثِ وَاللَّـهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ) [يوسف:21].
منارة العفة: قصة يوسف عليه السلام
تُعتبر قصة يوسف عليه السلام منارةً للعفة والتمسك بالحق. رغم وسامة يوسف عليه السلام وجماله، ورغم إغراء زوجة العزيز له، إلا أنه ثبت على الحقّ، واختار السجن على المعصية. قصته تُعتبر درسًا لكل أفراد المجتمع، كبارًا وصغارًا، رجالًا ونساءً، غنيًا وفقيرًا، في التمسك بالاخلاق الحميدة، وتجنب الوقوع في الشبهات. (وَقالَ نِسوَةٌ فِي المَدينَةِ امرَأَتُ العَزيزِ تُراوِدُ فَتاها عَن نَفسِهِ قَد شَغَفَها حُبًّا إِنّا لَنَراها في ضَلالٍ مُبينٍ) [يوسف:30] (فَلَمّا رَأَينَهُ أَكبَرنَهُ وَقَطَّعنَ أَيدِيَهُنَّ وَقُلنَ حاشَ لِلَّـهِ ما هـذا بَشَرًا إِن هـذا إِلّا مَلَكٌ كَريمٌ) [يوسف:31]
عِبرٌ ودلالات من سورة يوسف
تُخبِرنا سورة يوسف عن عِبرٍ ودلالاتٍ كثيرة، منها ضرورة العدل بين الإخوة، والصبر على المصائب، ورحمة الله بعباده الصالحين، ونصرته لأوليائه، والثبات على الحق، والإحسان للآخرين، وظهور الحق ولو بعد حين، والشكوى لله وحده. قصة يوسف عليه السلام تُظهر لنا كيف أن الله -تعالى- يُختبر عباده، وكيف يُكافئهم على صبرهم وإيمانهم.
المحاور الرئيسية في سورة يوسف
تتناول سورة يوسف محاورًا رئيسيةً، منها رؤيا يوسف عليه السلام، وحسد إخوته ومكرهم، مؤامرتهم للتخلص منه، خروجه من البئر، فتنة الشهوة، دخوله السجن، جعله عزيزًا في مصر، لقاءه بأبيه، وحيلته ليبقي أخاه في مصر. كل هذه الأحداث تُبرز صبر يوسف عليه السلام، وقدرة الله على تغيير الأحوال، وتحقيق العدل في النهاية. (إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ) [يوسف:4] (قالَ يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ) [يوسف:5] (وَجاءوا عَلى قَميصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ) [يوسف:18] (وَراوَدَتهُ الَّتي هُوَ في بَيتِها عَن نَفسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبوابَ وَقالَت هَيتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَبّي أَحسَنَ مَثوايَ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمونَ) [يوسف:23]