نبذة عن سورة الطور
تُعرف سورة الطور بأنها من السور المكية، وتتألف من تسعة وأربعين آيةً. تُعدّ هذه السورة، من حيث النزول، تاليةً لسورة السجدة، بينما يأتي ترتيبها في المصحف الشريف رقم (52)، بين سورتي الذاريات والنجم. تتناول السورة جزاء المؤمنين والكافرين يوم القيامة، مع التركيز، كغيرها من السور المكية، على المبادئ العقدية الراسخة كالتوحيد، والوحي، والرسالة، والبعث، والحساب، والجزاء. [١]
سميت سورة الطور بهذا الاسم نسبةً إلى ذكر الطور فيها، حيث أقسم الله تعالى بالطور في بدايتها. [٢]
وقد ذكر ابن عباس -رضي الله عنه- سبب نزول هذه الآية الكريمة: (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) [٣][٤] بأن قريشاً اجتمعوا للتآمر على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: “لنُقيّده ونتربّص به حتى يُهلك كما هلك الشعراء من قبله”، فأرسل الله تعالى هذه الآية رداً على ذلك.
أهداف سورة الطور
تتضمن سورة الطور مجموعة من الأهداف، منها: [٥]
- التحذير والوعيد بعذاب الله، وتأكيد حتمية يوم القيامة وعذابه لمن كذب النبي صلى الله عليه وسلم وأنكر البعث، وكذب القرآن الكريم ووصفه بالسحر.
- بشارة للمؤمنين المتقين، ووصف نعيمهم الخالد.
- مدح إيمان المؤمنين وخشيتهم لله، وذكر ثناءهم على الله لما منّ به عليهم.
- تسلية النبي صلى الله عليه وسلم، ودحض أقوال المشركين وانتظارهم لموته.
- تحدي فصحاء العرب بإتيان بمثل القرآن الكريم، إثباتاً لإعجازه الخالد.
- دحض ادعاء المشركين بإمكانية إعادة الخلق، ونفي أن تكون الملائكة بنات لله تعالى.
- تأصيل التوحيد، ونفي الشرك بالله تعالى.
- دعم النبي صلى الله عليه وسلم، ووعوده بالتأييد، ووصفه بضرورة شكر ربه دائماً، وعدم الاكتراث بتكذيب المكذبين ورفضهم للإيمان.
الحكمة من سورة الطور
من الفوائد التي يستخلصها المتدبر لسورة الطور: [٦]
- قسم الله تعالى في بداية السورة بخمسة أمور، دلالة على عظمة هذه الأمور.
- بيان ما أعدّه الله للمتقين من نعيم وجنات، واللذات التي سيتمتعون بها.
- حث النبي صلى الله عليه وسلم على مواصلة تبليغ رسالته.
- تأنيب الكافرين والمشركين، وتفنيد معتقداتهم الخاطئة، وبيان ضلالهم.
- دحض أكاذيب الكافرين، فيما يتعلق بإعادة الخلق وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
- التأكيد على حقيقة البعث والقيامة ويوم الدين، مع عرض مشاهد من يوم الدين للكافرين والمؤمنين.