جدول المحتويات
مكان رسو سفينة نوح: جبل الجودي
بعد رحلة طويلة امتدت ١٥٠ يوماً في بحر هائج، رست سفينة نوح -عليه السلام- بأمر الله -تعالى- على جبل يُعرف باسم “جبل الجودي”. تتعدد الأقاويل حول موقع هذا الجبل، إذ يُذكر أنه يقع في جنوب شرق نهر دجلة في العراق، أو في تركيا، أو حتى في الهند.[1]
يُشير القرآن الكريم إلى هذا الحدث بقوله تعالى: ﴿وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾[2]
يُعتقد حالياً أن المنطقة الكردية في العراق هي موطن جبل الجودي، وإن كان اسمه قد تغير، فهو يُعرف الآن باسم جبال آراط أو آرات. يطل هذا الجبل على جزيرة تُعرف حالياً باسم جزيرة ابن عمر.[1]
نوح عليه السلام: رسول الله
كان سيدنا نوح بن لامك بن متوشلخ -عليه السلام- رسولاً من أولي العزم، يُلقب بالأب الثاني للبشر. فَصَلَتْ قرون عدة بينه وبين آدم -عليه السلام-. في تلك الفترة، اتبع الناس دين الحق، حتى عبدوا الأصنام بدلاً من الله -عز وجل-.[3]
بعث الله -تعالى- نوحاً لدعوة قومه لعبادة الله وحده، إلا أنهم قابلوه بالرفض والسخرية. لم يُؤمن معه إلا قليلون على مدى ألف سنة إلا خمسين عاماً. أمر الله نوحاً بصنع سفينة ضخمة لحماية المؤمنين و زوجين من كل حيوان.[3]
يقول -تعالى-: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ* أَن لَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۖ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ* فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ* قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾[4]
بناء السفينة: تحدّي إيمان
بدأ نوح ببناء السفينة، واستمر قومه في سخرية منهم، مُستهزئين به لبنائه سفينة في منطقة صحراوية. تحمل نوح كل أنواع الأذى، واستمر في دعوتهم، مستخدماً جميع أساليب الدعوة، إلا أنهم لم يستجيبوا. فأرسل الله الطوفان وعاقب الكافرين.[5]
يقول -تعالى-: ﴿وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ* فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ* حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾[6]
خاتمة
تُمثل قصة نوح عليه السلام درساً قيّماً في الإيمان والصبر في وجه الشدائد. وتبقى قصة السفينة ورحلة النجاة رمزاً للتحدّي الإيماني ونصر الله لعباده المؤمنين.
المراجع:
- أبصالح المغامسي،القطوف الدانية، صفحة 23. بتصرّف.
- سورة هود، آية:44
- بمجموعة من المؤلفين،الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 353. بتصرّف.
- سورة هود، آية:25- 28
- وهبة الزحيلي،التفسير الوسيط للزحيلي، صفحة 141- 1043. بتصرّف.
- سورة هود، آية:38- 40