رحلة الروح بعد الفناء: ما مصيرها؟

استكشاف ما يحدث للأرواح بعد الموت، مستقر الروح، حالة المؤمن والكافر، وبقاء الروح حتى يوم القيامة.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
مصير الأرواح بعد الوفاةبعد الوفاة
مكان استقرار الروحمكان الراحة
حالة روح المؤمنروح المؤمن
حالة روح الكافرروح الكافر
بقاء الروح حتى يوم الحسابالبقاء حتى يوم الحساب
خروج الروح وبشارة الملائكةخروج الروح

ما يحدث للأرواح بعد الرحيل

يؤمن أهل السنة والجماعة بأن الملائكة ترفع روح الإنسان إلى الله -تعالى- للسؤال. فإذا كانت من أهل السعادة، تسير بها إلى الجنة. تُغسل الجثة وتُكفن، ثم تُردّ الروح إلى الجسد بين الكفن والقبر، فيسمع المتوفي ما حوله، لكنه لا يتكلم ولا يُشير، كما جاء في قوله -تعالى-:

﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ* وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ* وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـكِن لَّا تُبْصِرُونَ﴾ [الواقعة: 83-85]

بعد الدفن، تُردّ الروح إلى الجسد، ويُسأل المتوفي وهو في قبره، كما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-:

«فتُعادُ رُوحُه، فيَأتِيهِ مَلَكانِ، فيُجْلِسانِه، فيَقولانِ له: مَن ربُّكَ؟ فيقولُ: رَبِّيَ اللهُ، فيَقولانِ له: ما دِينُكَ؟ فيَقولُ: دِينِيَ الإِسلامُ، فيَقولانِ له: ما هذا الرجلُ الذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فيَقولُ: هو رسولُ اللهِ، فيَقولانِ له ومَا عِلْمُكَ؟ فيَقولُ: قَرأتُ كِتابَ اللهِ فآمَنتُ به وصَدَّقْتُ، فيُنادِي مُنادٍ من السماءِ أنْ صَدَقَ عَبدِي، فَأفْرِشُوه من الجنةِ، وألْبِسُوهُ من الجنةِ، وافْتَحُوا له بابًا إلى الجنةِ، فيَأتِيهِ من رَوْحِها وطِيبِها، ويُفسحُ له في قَبرِهِ مَدَّ بَصرِهِ».

أين تستقر الروح؟

اختلف العلماء في تحديد مكان استقرار الروح بين الموت ويوم القيامة. يُبين القرآن الكريم قدرة الله -تعالى- في هذا الأمر، بقوله -تعالى-:

﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ [الإسراء: 85]

اختلفت الآراء، لكن الخلاصة أن أرواح المؤمنين في عليين، وأرواح الأشقياء في الأرض. وقد ذكر ابن حجر أن أرواح المؤمنين في عليين، والكافرين في سجين.

حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- يوضح حالة روح المؤمن والكافر بعد الموت.

رحلة روح المؤمن

يصف الحديث خروج روح المؤمن من جسده، وصعود الملائكة بها إلى السماء، ثم عودتها إلى الأرض. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:

«إِنَّ العبدَ المؤْمن إذا كان في انْقِطَاعٍ من الدُّنْيَا، وإِقْبالٍ من الْآخِرَةِ، نزل إليه من السَّمَاءِ ملائكةٌ بِيضُ الوجُوهِ، كأَنَّ وجوهَهُمُ الشمسُ، معهُمْ كفنٌ من أكْفَانِ الجنَّةِ، وحَنُوطٌ من حَنُوطِ الجَنَّةِ، حتى يَجْلِسُوا منه مَدَّ البَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ حتى يَجلِسَ عندَ رأسِه فيَقولُ: أيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إلى مغْفِرةٍ من اللَّهِ ورِضْوَانٍ، فتخْرُجُ تَسِيلُ كما تسِيلُ القَطْرَةُ من فِي السِّقَاءِ».

ثم يصف الحديث صعود الملائكة بروح المؤمن، ومدحهم له، وإعادة روحه إلى الأرض.

مصير روح الكافر

نفس الحديث يصف حال روح الكافر، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:

«إنَّ العبدَ الكافِرَ إذا كان في انقِطَاعٍ من الدنيا، وإقبالٍ من الآخِرةِ، نزل إليه من السماءِ ملائكةٌ سُودُ الوجُوهِ معَهُمُ المُسُوحُ، فيجلِسُونَ منه مَدَّ البَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الموتِ حتى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: يَا أيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إلى سَخَطٍ من اللَّهِ وغَضَبٍ، فَتَفْرُقُ في جَسَدِهِ فيَنتَزِعُهَا كَما يُنتَزَعُ السَّفُّودُ من الصُّوفِ المَبْلُولِ».

ثم يوضح الحديث صعود الملائكة بروح الكافر، وذمهم له، ومكان استقرار روحه.

هناك آراء أخرى حول مكان استقرار الروح، منها ما ذكره مالك، وكعب، وابن حزم، وابن عبد البر، وابن شهاب.

بقاء الروح حتى يوم البعث

أجمع العلماء على بقاء الروح بعد الموت وقبل النفخة الأولى. اختلفوا في بقائها عند النفخة الأولى التي يموت عندها جميع الخلائق إلا من شاء الله. ذهب البعض إلى فناءها عند تلك النفخة، مستشهدين بقوله -تعالى-:

﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾

لكن القول المشهور هو بقاء الروح وعدم فنائها، مستندين إلى الأحاديث التي تُثبت العذاب والنعم للروح بعد مفارقتها الجسد.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:

«ليسَ مِنَ الإنْسانِ شيءٌ إلَّا يَبْلَى، إلَّا عَظْمًا واحِدًا وهو عَجْبُ الذَّنَبِ، ومِنْهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَومَ القِيامَةِ».

فراق الروح وبشارة الملائكة

يخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قبض أرواح الناس من قبل ملك الموت، معه أعوانه. يقول -تعالى-:

﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ [السجدة: 11]

من علامات خروج الروح: شخوص البصر، وسكون القلب. عند موت المتقي، تتنزل الملائكة عليه، وتبشره بالجنة، كما جاء في قوله -تعالى-:

﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ* نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ﴾ [فصلت: 30-32]

يُبشّر المؤمن بلقاء الله، ويُحشر آمناً مطمئناً. عند رؤية المؤمن لهذه البشارة، يفرح ويتمنى لقاء الله، كما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-:

«مَن أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ أحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، ومَن كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ».

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

حفظ نسخة واتسآب الاحتياطية: دليل شامل لأنظمة iOS و Android

المقال التالي

مصير الروح بعد الوفاة: رحلة ما بعد الحياة

مقالات مشابهة