رحلة الدهون عبر الجهاز الهضمي: من الفم إلى الامتصاص

استكشاف عملية هضم الدهون، أنواعها، ومشاكلها الصحية. رحلة تفصيلية من الفم إلى الأمعاء الدقيقة، مع شرح لأنواع الدهون وآثارها على الصحة.

جدول المحتويات

الدهون ومكوناتها ومصادرها
مسار الدهون في الجهاز الهضمي
أنواع الدهون وتأثيراتها على الصحة
اضطرابات هضم الدهون وأسبابها
المراجع

الدهون: مكوناتها، مصادرها، وأهميتها

تُعد الدهون أحد المكونات الغذائية الأساسية، حيث تُستخدم كمصدر رئيسي للطاقة للجسم. يُنتج كل غرام من الدهون تسع سعرات حرارية، مقارنةً بأربع سعرات حرارية تقريبًا لكل غرام من البروتينات أو الكربوهيدرات. تتكون الدهون من الأحماض الدهنية، وتتنوع مصادرها بين مصادر حيوانية ونباتية. [1]

رحلة الدهون عبر الجهاز الهضمي: من البداية إلى النهاية

تخضع الدهون لعملية هضم معقدة تتضمن عدة مراحل تبدأ من الفم. تُساهم عدة أعضاء في هذه العملية، بدءاً من الفم وصولاً إلى الأمعاء الدقيقة، حيث يتم امتصاصها. بعد الهضم، تُنقل الأحماض الدهنية إلى الجهاز اللمفاوي، الذي يمتص جزءًا منها لدعم جهاز المناعة، بينما ينتقل الباقي عبر الدم إلى أنحاء الجسم لاستخدامه في عمليات النمو، البناء، أو تخزين الطاقة مستقبلاً. [2, 3]

الفم: يبدأ الهضم الأولي بالأسنان التي تطحن الطعام، ثم يُساعد اللعاب على تسهيل مرور الطعام عبر المريء. ويحتوي اللعاب على إنزيم الليباز اللساني (Lingual Lipase) الذي يبدأ بتحليل الدهون.

المريء: تنقل العضلات الموجودة في المريء الطعام إلى المعدة بحركات انقباضية.

المعدة: تفرز المعدة الأحماض والإنزيمات التي تساعد في تحليل الطعام وخلطه. تجدر الإشارة إلى أن الدهون تبقى في المعدة لفترة أطول من المكونات الأخرى.

الأمعاء الدقيقة: تحدث معظم عملية هضم الدهون وامتصاصها في الأمعاء الدقيقة. يفرز البنكرياس إنزيم الليباز البنكرياسي (Pancreatic lipase) الذي يكمل تحليل الدهون، كما يفرز الكبد العصارة الصفراوية (التي يخزنها البنكرياس) المساعدة في هضم الدهون والفيتامينات. تُنقل هذه الإفرازات إلى الأمعاء الدقيقة عبر قنوات خاصة، حيث تُحوّل الدهون والكوليسترول إلى كيلومكرونات (Chylomicrons).

أنواع الدهون وأثرها على صحة الإنسان

تُصنّف الدهون إلى أنواع مختلفة، بعضها مفيد وبعضها ضار بالصحة. تُعدّ الدهون مصدرًا للطاقة وتُساعد على امتصاص الفيتامينات، لكن الإفراط في تناول بعض الأنواع قد يُسبب مشاكل صحية. إليك بعض الأنواع:

الدهون المشبعة (Saturated fats): تُعدّ ضارة لزيادة مستوى الكوليسترول الكلي، بما في ذلك الكوليسترول الضار (LDL) المرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية. توجد في اللحوم الحمراء، الدواجن، منتجات الألبان كاملة الدسم، والزبدة. [4, 5]

الدهون المتحولة (Trans fats): تزيد من مستوى الكوليسترول الضار وتُقلل من الكوليسترول النافع (HDL)، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. توجد في بعض الأطعمة المصنعة والزيوت المهدرجة. [4, 5]

الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (Monounsaturated fatty acids): تُعدّ مفيدة لتحسين مستوى الكوليسترول وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. توجد في زيت الزيتون، زيت الأفوكادو، اللوز، والبندق. [5, 6]

الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (Polyunsaturated fatty acids): مفيدة أيضًا لتحسين مستوى الكوليسترول وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. توجد في زيوت الذرة، دوار الشمس، وبعض أنواع الأسماك مثل السلمون. [5, 6]

الأحماض الدهنية أوميغا 3 (Omega-3 fatty acids): نوع من الدهون المتعددة غير المشبعة، تُحسّن صحة القلب وتُقلل من خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي. توجد في الأسماك، بذور الكتان، وبعض زيوت الخضراوات. [5, 6]

اضطرابات هضم الدهون: الأعراض، الأسباب، والعلاج

قد يُعاني بعض الأشخاص من اضطرابات تُعيق هضم الدهون، ومنها:

متلازمة الأمعاء القصيرة (Short Bowel Syndrome): تنتج عن فقدان جزء من الأمعاء الدقيقة أو توقف جزء منها عن العمل، مما يُعيق هضم الدهون وغيرها من المواد الغذائية. قد تكون الأسباب وراثية أو نتيجة لعملية جراحية أو مرض. [7, 8]

اضطرابات الكبد: تضرر الكبد نتيجة لعوامل وراثية، فيروسية، السمنة، أو شرب الكحول، قد يؤثر على قدرة الكبد على هضم الطعام وإزالة السموم. [7, 9]

التليف الكيسي (Cystic Fibrosis): مرض وراثي يُسبب إنتاج كمية كبيرة من المخاط الذي يُعيق إفراز الإنزيمات الهاضمة، بما فيها إنزيمات هضم الدهون. [7, 10]

مرض غوشيه ومرض تاي ساكس: تُسبب نقصًا في الإنزيمات الهاضمة للدهون أو تمنع الجسم من تحويل الدهون إلى طاقة، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم وإحداث أضرار في خلايا الدماغ والجهاز العصبي. [11]

المصادر

[1] William C. Shiel, “Medical Definition of Fat”, www.medicinenet.com, Retrieved 9-4-2019. Edited.

[2] Adrienne Santos, “How Are Fats Digested and Can You Speed Up the Process?”, www.healthline.com, Retrieved 9-4-2019. Edited.

[3] “How Does the Body Digest & Metabolize Fat?”, www.livestrong.com, Retrieved 9-4-2019. Edited.

[4] “Dietary Fats”, www.medlineplus.gov, Retrieved 9-4-2019. Edited.

[5] “Nutrition and healthy eating”, www.mayoclinic.org, Retrieved 9-4-2019. Edited.

[6] “What Types of Fat Are in Food?”, www.webmd.com, Retrieved 9-4-2019. Edited.

[7] “Disorders of Fat Digestion”, www.chop.edu, Retrieved 9-4-2019. Edited.

[8] “Short Bowel Syndrome”, www.rarediseases.org, Retrieved 9-4-2019. Edited.

[9] “Liver disease”, www.mayoclinic.org, Retrieved 9-4-2019. Edited.

[10] “An Overview of Cystic Fibrosis”, www.verywellhealth.com, Retrieved 9-4-2019. Edited.

[11] “Lipid Metabolism Disorders”, www.medlineplus.gov, Retrieved 9-4-2019. Edited.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

رحلة البروتين عبر الجهاز الهضمي: من الفم إلى الخلية

المقال التالي

رحلة الفيتامينات داخل الجسم: من الطعام إلى الخلايا

مقالات مشابهة