مقدمة إلى الشهر الثامن
الشهر الثامن من الحمل يمثل جزءاً هاماً من الثلث الأخير، حيث يمتد من الأسبوع 32 إلى نهاية الأسبوع 36. خلال هذه الفترة، يصبح الاهتمام بصحة الأم والجنين أمراً بالغ الأهمية. من الضروري الالتزام بالمواعيد الدورية مع الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامة نمو الجنين وصحة الأم. يعتبر هذا الشهر فترة تحضيرية للولادة، حيث تحدث تغيرات كبيرة في جسم الأم والجنين استعداداً لهذه المرحلة الحاسمة.
الأحاسيس والتغيرات في الشهر الثامن
مع الاقتراب من نهاية الحمل، قد تشعر الحامل ببعض التغيرات الجسدية والنفسية. هذه التغيرات طبيعية وتحدث نتيجة لزيادة حجم الجنين والتغيرات الهرمونية. من بين هذه التغيرات:
- صعوبة في التنفس: قد تشعرين بضيق في التنفس نتيجة لضغط الرحم على الرئتين.
- تسرب الحليب (اللبأ): قد يبدأ الثدي في إنتاج وتسريب اللبأ، وهو الحليب الأولي الغني بالعناصر الغذائية الهامة للمولود الجديد.
- آلام الظهر: يزداد الضغط على الظهر نتيجة لزيادة الوزن، مما قد يسبب آلاماً مزمنة. يمكن تخفيف هذه الآلام بممارسة تمارين تقوية الظهر وتجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
- تقلصات براكستون هيكس: هي تقلصات وهمية تحدث كتدريب للرحم استعداداً للولادة. يجب استشارة الطبيب إذا كانت هذه التقلصات مستمرة أو مؤلمة.
- زيادة التبول: يزداد الضغط على المثانة، مما يؤدي إلى زيادة الحاجة للتبول بشكل متكرر، وقد يحدث تسرب للبول عند العطس أو الضحك.
- دوالي الأوردة: قد تظهر أوردة منتفخة في الساقين أو الشرج، مما قد يسبب ألماً أو حكة.
- تغيرات في الشعر والجلد: قد تظهر علامات التمدد على الجلد، وقد يصبح الشعر أكثر كثافة بسبب التغيرات الهرمونية.
نمو الجنين في الشهر الثامن
يشهد الجنين تطوراً كبيراً خلال الشهر الثامن. يزداد طوله ووزنه بشكل ملحوظ.
- يبدأ طول الجنين بحوالي 28 سم ويصل إلى 45 سم تقريباً.
- يزن الجنين حوالي 2 كجم عند الأسبوع 34.
- يبدأ الزغب (الشعر الناعم) الذي يغطي جسم الجنين بالتساقط.
- تتطور حاسة السمع بشكل كبير.
- تزداد حركة الجنين، وقد تشعر الأم بانتفاخات على البطن نتيجة لحركته وركله.
من المهم متابعة حركة الجنين والتأكد من عدم وجود أي نقص في حركته. عادةً ما يتحرك الجنين إلى منطقة الحوض في نهاية هذا الشهر استعداداً للولادة.
وفي هذا السياق، يجب على الأم أن تكون على دراية بأهمية متابعة حركة الجنين. ففي حديث نبوي شريف رواه البخاري ومسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إِذَا مَرَّ بِكُمْ أَحَدٌ يَحْمِلُ جَنَازَةً فَقُومُوا حَتَّى يُخَلِّفَكُمْ، أَوْ يَضَعَهَا”. هذا الحديث يدل على أهمية احترام الجسد والحياة، وهو ما ينعكس في حرص الأم على متابعة صحة جنينها.
التغذية الضرورية للحامل في الشهر الثامن
التغذية السليمة خلال فترة الحمل أمر حيوي لصحة الأم ونمو الجنين. يجب اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن للوقاية من المشاكل الصحية مثل سكري الحمل، فقر الدم، والولادة المبكرة.
- الكربوهيدرات: يجب تناول 9-11 حصة من الكربوهيدرات يومياً لتوفير الطاقة.
- الخضروات والفواكه: يجب تناول 3-4 حصص من الفواكه و4-5 حصص من الخضروات للحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية.
- مشتقات الحليب: يجب تناول 3 حصص من الحليب ومشتقاته لتزويد الجسم بالكالسيوم والبروتين.
- الدهون والزيوت الصحية: يجب تناول كميات معتدلة من الدهون الصحية لتوفير الطاقة ودعم النمو الدماغي للجنين.
أمر الله تعالى في القرآن الكريم بالحفاظ على الصحة والتغذية السليمة. قال تعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” (الأعراف: 31). هذه الآية تؤكد على أهمية الاعتدال في الأكل والشرب وعدم الإسراف، وهو ما ينطبق على فترة الحمل.