المحتويات |
---|
مقدمة عن الإسراء والمعراج
اختص الله سبحانه وتعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بفضائل عديدة وميزه عن سائر الأنبياء والمرسلين. ومن بين هذه الفضائل العظيمة، كانت رحلة الإسراء والمعراج، التي تعتبر علامة فارقة في تاريخ الرسالة الإسلامية، ودلالة واضحة على مكانة النبي الرفيعة عند الله.
توضيح مفهوم الإسراء والمعراج
لفهم أبعاد هذه الرحلة المباركة، يجب التفريق بين مفهومي الإسراء والمعراج:
- الإسراء: يعني لغةً السير ليلاً. أما شرعاً، فهو الرحلة التي قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، وذلك في ليلة واحدة.
- المعراج: يعني لغةً المصعد أو السلم. أما شرعاً، فهو صعود النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى إلى السموات العليا وما فوقها، ثم عودته إلى المسجد الأقصى في نفس الليلة.
تفاصيل حادثة الإسراء
بعد أن تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لأذى شديد من قريش، خاصة بعد وفاة زوجته خديجة وعمه أبي طالب، ومنعه من دخول مكة بعد عودته من الطائف، أرسل الله إليه جبريل عليه السلام، ليخبره بأن الله يستضيفه في سمائه تكريماً له وتثبيتاً. فأتى جبريل ومعه البراق، وهي دابة تشبه الحصان في سرعتها، وأُسري بالرسول من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. وعند وصوله، رأى النبي الأنبياء مصطفين للصلاة، فتقدم وصلى بهم إماماً.
رحلة المعراج إلى السموات العلا
بعد الإسراء إلى المسجد الأقصى، عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء. وفي كل سماء، التقى بنبي من الأنبياء:
- في السماء الأولى: التقى بآدم عليه السلام.
- في السماء الثانية: رأى عيسى بن مريم ويحيى عليهما السلام.
- في السماء الثالثة: رأى يوسف عليه السلام.
- في السماء الرابعة: رأى إدريس عليه السلام.
- في السماء الخامسة: رأى هارون بن عمران.
- في السماء السادسة: رأى موسى عليه السلام.
- في السماء السابعة: رأى إبراهيم عليه السلام.
وجميعهم سلموا عليه وأقروا بنبوته.
تجاوز النبي السماء السابعة
بعد صعوده إلى السماء السابعة، صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى، وهي شجرة عظيمة وصفها النبي بأن ثمارها كجرار الفخار وأوراقها كآذان الفيلة. ثم تقدم النبي دون جبريل، فألهمه الله قول:
“التحيات لله والصلوات الطيبات”
فرد عليه الله عز وجل وقال:
“السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته”
فرد الرسول وقال:
“السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”
فقالت ملائكة السماء والأرض:
“أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله”
ثم فُرضت الصلاة وكانت خمسين صلاة، ثم خُففت إلى خمس صلوات. ورأى الرسول الجنة والنار، ورأى أصنافاً من الناس يفعلون الخير وأصنافاً يفعلون الشر، مثل آكلة أموال اليتامى وآكلي الربا والنمامين والمغتابين.
الدلالات العميقة لرحلة الإسراء والمعراج
تحمل حادثة الإسراء والمعراج دلالات عظيمة وحكم بالغة، منها:
- تجلي عظمة الله وقدرته المطلقة، حيث قال تعالى:
- تجسيد رحمة الله بعباده وعطفه عليهم، حيث جاءت هذه الرحلة كتسلية للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ما لاقاه من أذى.
- بيان أن الأنبياء هم الأكثر ابتلاءً، وأن الإيمان الحق يقتضي الثبات والصبر على الشدائد.
(سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ)[الإسراء:1]