رحلة إلى عالم الزئبق: أين يوجد هذا المعدن السائل؟

العنصر الكيميائي: أساس تكوين المادة

تُشكل العناصر الكيميائية لبنات بناء كل المواد الموجودة في الكون. كل عنصر يتميز بعدد ذري فريد، وهو عدد البروتونات في نواة ذرته. يُرتب العلماء هذه العناصر في الجدول الدوري، والذي يُظهر خصائصها وتفاعلاتها الكيميائية. يُعد الزئبق أحد هذه العناصر المهمة، وسنستعرض خصائصه و استخداماته في هذا المقال.

الزئبق: خصائص هذا المعدن الفريد

يحتل الزئبق المرتبة 80 في الجدول الدوري، ويتميز بكونه سائلاً فضياً ذا كثافة عالية تبلغ 13.54 غ/سم3. تتجمد هذه المادة عند درجة حرارة -38.9 درجة مئوية، ليصبح لونها فضياً مائلاً للزرقة، بينما يغلي عند 356.9 درجة مئوية. قدرته على البقاء سائلاً عبر مدى واسع من درجات الحرارة جعلته مادة أساسية في صناعة موازين الحرارة. كما أن بخاره يُصدر وميضاً رائعاً وأشعة فوق بنفسجية عند إمرار شرارة كهربائية فيه، مما أدى إلى استخدامه في صناعة المصابيح المتوهجة. يُستخدم الزئبق أيضاً في بعض المفاتيح الكهربائية نظرًا لقدرته على توصيل الكهرباء.

يُعرف الزئبق منذ العصور القديمة لدى الحضارات المصرية، الصينية، الهندية، اليونانية، والرومانية. يُذكر في الأساطير الرومانية القديمة باسم “ساعي الآلهة السريع”، كما خصص له البيروني جزءًا خاصًا في كتابه “الجماهر في معرفة الجواهر”. كلمة “زئبق” كلمة معربة من الكلمة الفارسية “زيوه”.

يدخل الزئبق في تكوين العديد من السبائك التي تُعرف باسم “المملغمات”. أشهرها مملغم الفضة، الذي يستخدمه أطباء الأسنان في حشوات الأسنان، بالإضافة إلى مملغم الخارصين والكادميوم المستخدم في البطاريات لمنع الشوائب من تقليل عمرها الافتراضي.

مواقع تواجد الزئبق في الطبيعة

يوجد الزئبق بكميات قليلة في القشرة الأرضية، إلا أن وجوده في رواسب معينة بكميات كبيرة جعله متوفرًا. يُستخرج الزئبق عادةً من خام الزنجفر، حيث يتم تسخينه للحصول على الزئبق النقي.

الزئبق الأحمر: حقيقة أم خيال؟

يُثار الكثير من الجدل حول ما يُعرف بالزئبق الأحمر، وطبيعته، وكيفية تكوينه. يُرجى البحث عن إجابات مُفصلة عبر المصادر الموثوقة لتحديد حقيقة هذا الأمر.