رحلة إبراهيم بن أدهم: من قصور الملوك إلى سبل التصوف

سيرة العالم الصوفي إبراهيم بن أدهم، حياته، أقواله، ورحلته الروحية من حياة الترف إلى الزهد والتصوف.

فهرس المحتويات

نبذة عن حياة إبراهيم بن أدهم
سمات شخصية إبراهيم بن أدهم
رحيل إبراهيم بن أدهم
مختارات من حكم إبراهيم بن أدهم

من قصور الملوك إلى درب التصوف: حياة إبراهيم بن أدهم

كان إبراهيم بن منصور بن جابر العجلي التميمي، المعروف بأبي إسحاق، من أبرز رموز التصوف السني في القرن الثاني الهجري. ولد في مدينة بلخ لعائلة ملكية، إلا أنه اختار درب الزهد والتقوى على حياة البذخ والترف. تروي الروايات أنه كان يصطاد الثعالب، لكنه أدرك ذات يوم عبثية حياته السابقة، فترك كل شيء خلفه، تخلى عن ثيابه وقدمها لرعيان في طريقه إلى مكة المكرمة، حيث التقى بعلماء أجلاء أمثال سفيان الثوري والفضيل بن عياض.

صفات عالم زاهد: أخلاق إبراهيم بن أدهم

تميز إبراهيم بن أدهم بزهدٍ عميق ورفضٍ قاطعٍ للدنيا وملذاتها. تجاهل ثروة أبيه الضخمة، واختار الحياة البسيطة، وكسب رزقه بأعماله في الحقول والبساتين، مخصصاً ما يكسبه لإعانة الفقراء والمحتاجين. كان معروفاً بصمته وقلة كلامه، وكان يتجنب مجالسة الناس خشية التأثر بجهل بعضهم أو الحسد من آخرين. عندما سئل عن ذلك، أجاب بأنه يخاف من تأثير الجهل إن جلس مع من هم دونه، ومن التكبر إن جلس مع من هم فوقه، ومن الحسد إن جلس مع من هم مثله. كما عارض ارتفاع الأسعار بقوله: “إذا غلا اللحم فلا تشترِه”. وقد عبّر عن حبه لوطنه بالقول: “ما قاسيت، فيما تركت، شيئاً أشد علي من مفارقة الأوطان”.

رحيل الزاهد الكبير: وفاة إبراهيم بن أدهم

توفي إبراهيم بن أدهم سنة 162هـ، في إحدى جزر البحر الأبيض المتوسط. وتشير بعض الروايات إلى وفاته أثناء مشاركته في القتال ضد البيزنطيين. ودفن في مدينة جبلة السورية، حيث أصبح قبره مزاراً يُزار حتى اليوم. وتذكر بعض المصادر التاريخية أنه توفي في حصن سوقين في بلاد الروم، حيث بُني مسجدٌ في المكان الذي توفي فيه، أُطلق عليه اسم جامع السلطان إبراهيم.

حكم وأقوال إبراهيم بن أدهم

ترك إبراهيم بن أدهم إرثاً من الأقوال والحكم التي تُعدّ كنزاً من الحكم العملية، منها:

  • الفقر مخزون في السماء، يعدل الشهادة عند الله، لا يعطيه إلا لمن أحبّه.
  • قلّة الحرص والطمع تورث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تكثر الهم والجزع.
  • على القلب ثلاثة أغطية: الفرح، والحزن، والسرور، فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص، الحريص محروم، وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط، والساخط معذب، وإذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب يحبط العمل.

تبقى حياة إبراهيم بن أدهم مثالاً يُحتذى به في التضحية والزهد والسعي نحو الكمال الروحي.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

إبراهيم باشا الفرنجي: حياة أمير عثماني غامضة

المقال التالي

إبراهيم بن الأغلب: مؤسس دولة الأغالبة

مقالات مشابهة

العوامل المؤثرة على السلوك الاجتماعي في البيئة الدراسية

دراسة شاملة للعوامل الأسرية، والاقتصادية، والسياسية، والتعليمية، والإعلامية التي تساهم في ظهور المشكلات الاجتماعية داخل المدارس، بالإضافة إلى استراتيجيات للحد من هذه الظواهر.
إقرأ المزيد