محتويات
- تاريخ اكتشاف الفيتامينات
- الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء
- الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون
- مخاطر الإفراط في الفيتامينات
اكتشاف الفيتامينات: رحلةٌ عبر الزمن
لم يلقَ مفهوم الفيتامينات الاهتمام الكافي حتى أوائل القرن التاسع عشر. قبل ذلك، ركز العلماء على الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون باعتبارها مكونات غذائية رئيسية، معتقدين أنها كافية للحفاظ على الصحة. فقد كان الاعتقاد السائد أن هذه العناصر الثلاثة تكفي لتزويد الجسم بالطاقة اللازمة، وأن نقصها يؤدي إلى فقدان الوزن، والوهن، وصولاً إلى الوفاة.
لكن، لاحظ بعض الأطباء ظهور أعراض مرضية مختلفة حتى مع تناول كميات كافية من هذه المكونات الأساسية. كان من بين هذه الأمراض الإسقربوط، الذي كان يصيب البحارة في رحلاتهم البحرية الطويلة، حيث كانوا يتناولون الخبز والأسماك بشكل أساسي، مما أدى إلى نقص حاد في الفيتامينات الموجودة في الفواكه والخضروات، وكانوا يشفون فور وصولهم إلى البر وتناولهم لأغذية متنوعة.
مثال آخر هو مرض البري بري الذي أصاب الجنود البريطانيين في المستعمرات الآسيوية، نتيجة لاعتمادهم على الأرز الأبيض كمصدر غذائي رئيسي. وقد أظهرت هذه الحالات أن هناك مكونات غذائية أخرى، بكميات ضئيلة، ضرورية للصحة، وأن نقصها يُحدث أمراضاً خطيرة. وبعد أبحاثٍ مكثفة، تم تحديد هذه المكونات وتسميتها بـ”الفيتامينات”.
أدى هذا الاكتشاف إلى فهمٍ أعمق لأهمية التنوع الغذائي وتناول الفواكه والخضروات للحفاظ على الصحة، بعدما كانت فكرة العلاج بالفواكه فكرة غريبة في الأوساط الطبية.
الفيتامينات التي تذوب في الماء
تنقسم الفيتامينات إلى مجموعتين رئيسيتين: قابلة للذوبان في الماء وقابلة للذوبان في الدهون. تختلف هاتان المجموعتان في طريقة تخزينهما في الجسم. الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، مثل فيتامينات ب المختلفة وفيتامين ج، لا يتم تخزينها في الجسم بكميات كبيرة، ويجب تناولها بانتظام. أما الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، فيتم تخزينها في أنسجة الجسم الدهنية، مما يقلل من خطر نقصها.
من أهم الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء:
- فيتامين ب1 (ثيامين): ضروري لصحة الجهاز العصبي والقلب والعضلات. نقصه يؤدي إلى البري بري وفقدان الشهية.
- فيتامين ب2 (رايبوفلافين): يساهم في صحة الجلد والأغشية المخاطية. نقصه يتسبب في تقرحات حول الفم وتغيرات في لون اللسان.
- فيتامين ب3 (نياسين): هام للوظائف العصبية وسلامة الجهاز الهضمي. نقصه يؤدي إلى اضطرابات هضمية وضعف الذاكرة.
- فيتامين ب5 (حمض البانتوثينيك): يدخل في تكوين العديد من الإنزيمات. نقصه يسبب التعب والتشنجات العضلية.
- فيتامين ب6: ضروري لصنع خلايا الدم الحمراء ويساعد في تنظيم وظائف المخ. نقصه يسبب الأنيميا.
- فيتامين ب7 (بيوتين): هام لصحة الشعر والجلد والأظافر. نقصه يؤدي إلى تساقط الشعر وضعف الأظافر.
- فيتامين ب12: ضروري لصنع خلايا الدم الحمراء. نقصه يسبب الأنيميا.
- فيتامين ج: هام لصحة العظام والجلد واللثة. نقصه يؤدي إلى الإسقربوط.
الفيتامينات التي تذوب في الدهون
أما الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون فتخزن في الجسم، لذلك لا تظهر أعراض نقصها بسرعة، ولكن الإفراط في تناولها قد يكون ضاراً. من أهم هذه الفيتامينات:
- فيتامين أ: ضروري للرؤية وصحة الجلد. نقصه يؤدي إلى العمى الليلي.
- فيتامين د: هام لصحة العظام والأسنان. نقصه يؤدي إلى لين العظام وهشاشتها.
- فيتامين هـ: يحمي خلايا الجسم من التلف. نقصه قد يتسبب في مشاكل في الأعصاب.
- فيتامين ك: ضروري لتجلط الدم. نقصه يؤدي إلى نزيف مستمر.
مخاطر الإفراط في تناول الفيتامينات
تحتوي الأغذية بشكل طبيعي على الكميات اللازمة من الفيتامينات. اتباع نظام غذائي متوازن يكفي لتلبية احتياجات الجسم. تناول مكملات غذائية بجرعات عالية قد يكون ضاراً، خاصةً الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، لأنّ الفائض منها يتراكم في الجسم. لذلك، يجب استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل تناول أي مكملات غذائية.
