رحلات القارات عبر الزمن: نظرية الانجراف القاري وتأثيراتها

استكشاف نظرية الانجراف القاري، أدلتها، معارضتها، تطورها إلى نظرية الصفائح التكتونية، وأهميتها الجيولوجية والبيئية.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
نظرية انجراف القارات: البداياتالفقرة الأولى
البراهين التي دعمت النظريةالفقرة الثانية
التحديات التي واجهت النظريةالفقرة الثالثة
من الانجراف القاري إلى الصفائح التكتونيةالفقرة الرابعة
أثر حركة القارات على كوكبناالفقرة الخامسة
المجال المغناطيسي ودوره في فهم حركة القاراتالفقرة السادسة

نظرية انجراف القارات: البدايات

تُعرف نظرية الانجراف القاري، أو ما يُعرف علميًا بـ “Continental drift”، بأنها حركة القارات الأفقية على نطاق واسع بالنسبة لبعضها البعض وبالنسبة للمحيطات عبر حقب جيولوجية متعاقبة. وقد وضعها العالم الألماني ألفريد فيجنر في عام 1912م، مُفسراً بذلك مواقع القارات الحالية على سطح الأرض. رأى فيجنر أن جميع القارات كانت كتلة يابسة واحدة ضخمة قبل حوالي 240 مليون سنة، أطلق عليها اسم بانجيا (Pangaea)، مشتقة من اليونانية وتعني “كل الأراضي”. ثم انقسمت هذه الكتلة خلال العصر الجوراسي إلى قسمين رئيسيين: لوراسيا وغندوانا، قبل أن تتجزأ وتتحرك إلى مواقعها الحالية في نهاية العصر الطباشيري. استند فيجنر في نظريته إلى ملاحظات علمية سابقة، بالإضافة إلى ملاحظاته الخاصة، مثل تشابه الأحافير النباتية والحيوانية والتكوينات الصخرية في قارات متباعدة.

البراهين التي دعمت النظرية

اعتمد فيجنر على أدلة متعددة لدعم نظريته، بما في ذلك دراسة الأحافير النباتية والصخرية في قارات مختلفة. فقد وجد أحافير لنباتات استوائية في القطب الشمالي، تحديداً في سفالبارد النرويجية، مما يدل على مناخ مداري سابق في تلك المنطقة. كما لاحظ تشابهاً بين سلاسل جبلية منفصلة حاليًا، مثل جبال الأبالاش في شرق الولايات المتحدة وجبال كالدونيان في اسكتلندا، بالإضافة إلى التطابق الملحوظ بين الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية والساحل الغربي لأفريقيا، مما يشير إلى ترابطهما السابق.

التحديات التي واجهت النظرية

واجهت نظرية فيجنر معارضة شديدة لأسباب عدة. أولها، أنها خالفت المفاهيم الجيولوجية السائدة آنذاك. كما افتقرت إلى تفسير مقنع للقوى التي تحرك القارات. فقد اقترح فيجنر تفسيرين: جاذبية المد والجزر للشمس والقمر، وقوة الطرد المركزي لدوران الأرض، لكن كليهما دُحض لاحقاً. كما ظهرت تناقضات، مثل اكتشاف بعض الحفريات في آسيا خارج منطقة غندوانا، مما يتعارض مع النظرية. ظهرت نظريات بديلة تفسر الحركة، مثل وجود جسور برية غرقت في البحر، أو نقل الأحافير بواسطة التيارات المائية، لكنها أيضًا تم دحضها.

من الانجراف القاري إلى الصفائح التكتونية

في عام 1912، كانت معرفة قيعان المحيطات محدودة. لكن خلال الحرب العالمية الثانية، تطورت تقنيات رسم الخرائط البحرية، والسبر المائي، وغيرها، مما سمح بدراسة التصدعات، والهضاب المحيطية، والرواسب، والمجالات المغناطيسية، والأنشطة الجيولوجية. في عام 1963، اقترح هاري هيس نظرية تكون قشرة المحيطات في سلاسل جبلية وسط المحيطات، ثم عودتها إلى الستار الأرضي نتيجة تمدد قيعان المحيطات، مدعوماً بحركة تيارات الحمل في الستار. أكدت الأبحاث في الستينيات نظرية تمدد قاع البحر. وقد جمع العلماء بين نظريتي زحزحة القارات وتمدد قاع البحر، لتظهر نظرية الصفائح التكتونية، التي فسرت حركة القشرة الأرضية، وتكوين الصخور، والأنشطة الجيولوجية. وقد نالت هذه النظرية قبولاً واسعاً، مع الاعتراف بأهمية مساهمة فيجنر في فهم حركة القارات.

أثر حركة القارات على كوكبنا

لنظريات زحزحة القارات أهمية بالغة، لأنها تفسر العديد من الظواهر، من ضمنها: تغير المناخ العالمي نتيجة حركة القارات، مما أثر على التطور البشري؛ عزل أشكال الحياة المختلفة بفعل الحواجز المائية؛ تبريد سطح الأرض من خلال حركة القارات فوق الأقطاب، أو تشكل الجبال، وتساقط الثلوج التي تعكس حرارة الشمس؛ تقليل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من خلال تحرير الجليد للمعادن من الصخور، وحملها إلى البحار، وتفاعلها مع ثاني أكسيد الكربون؛ التأثير على الرياح نتيجة تشكل الجبال؛ وإعادة توزيع المياه بين المحيطات.

المجال المغناطيسي ودوره في فهم حركة القارات

الأرض تمتلك مجالاً مغناطيسياً يتكون من خطوط قوة توجه إبرة البوصلة نحو القطب الشمالي. تتقاطع هذه الخطوط مع سطح الأرض بزوايا ميل مغناطيسي مختلفة، حسب الموقع. اكتشف العلماء في الخمسينات أن المعادن المغناطيسية داخل الصخور تحتفظ باتجاه المجال المغناطيسي الخارجي عند تبريدها تحت درجة حرارة كوري. دراسة المغناطيسية القديمة في الصخور كشفت عن تغير موقع القطب المغناطيسي عبر الزمن. وهذا يؤيد نظرية زحزحة القارات، حيث أن اختلاف المواقع المغناطيسية في صخور بأعمار مختلفة يفسر بتغير موقع القارات بالنسبة لبعضها البعض عبر الزمن.

Total
0
Shares
المقال السابق

فهم زاوية ميل الأرض

المقال التالي

فهم مفهوم زخم الحركة

مقالات مشابهة

استخدامات الصخور البركانية في الحياة اليومية

اكتشف الاستخدامات المتنوعة للصخور البركانية مثل البازلت والأنديسايت والجرانيت في مجالات البناء والديكور والصناعة. تعرف على خصائص كل نوع من الصخور البركانية وكيفية استخدامها في الحياة اليومية.
إقرأ المزيد