رأي الشريعة في أكل لحوم الأفيال

الرأي الشرعي في أكل لحوم الأفيال

يرى غالبية علماء المسلمين، بمن فيهم الإمام أحمد بن حنبل والشافعي، أن تناول لحم الفيل محرم شرعًا. بينما ذهب بعض العلماء، كالشعبي وابن حزم، إلى عدم وجود بأس في أكله، فيما رأى المالكية فيه كراهة. يستند الجمهور في تحريمهم على عدة أدلة منها:

• كون الفيل مستخبثًا في طبيعته. وقد ورد في القرآن الكريم:
  “(وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ)”.[٥]
• امتلاك الفيل نابًا. استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف:
  “(نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ)”.[٦]

قائمة المحرمات من لحوم الحيوانات

توجد عدة ضوابط في الشريعة الإسلامية تتعلق بأكل لحوم الحيوانات، وتشمل ما يلي:

• حرمة أكل لحوم ذوات الأنياب من السباع: والناب هو السن القوي الذي تستخدمه الحيوانات المفترسة في الافتراس والعض. وقد ورد تحريمها في الحديث الشريف: “(نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ)”.[٦] ومن أمثلة هذه الحيوانات:
  • الأسود والنمور وجميع ما يشبه القطط المفترسة.
  • الذئاب والثعالب وما يماثلها من الكلاب المفترسة.
• لحوم الحمير الأهلية: وهي الحمير التي يستخدمها الإنسان في حمل الأمتعة. وقد ورد النهي عن أكلها في الحديث الصحيح: “(نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن أكْلِ الحِمارِ الأهْلِيِّ يَومَ خَيْبَرَ، وكانَ النَّاسُ احْتاجُوا إلَيْها)”.[٨] وتختلف الحمير الأهلية عن الحمير الوحشية، فالأخيرة مباحة للأكل.
• حرمة أكل ذوات المخالب من الطيور: والمخلب هو كالأظفر الحاد الذي تستخدمه الطيور الجارحة في الصيد. وقد ورد في الحديث السابق: “(وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ)”.[٦] ومن أمثلة هذه الطيور: الصقور والعقبان والنسور.
• حرمة أكل المستخبثات: وهي كل ما تستقبحه النفس البشرية وتعافه، مثل:
  • الفئران والجرذان.
  • الحشرات.
  • الروث والبول.
• حرمة أكل لحوم الحيوانات المنهي عن صيدها: ومنها الهدهد والصرد.[١٠]
• حرمة أكل الحيوانات التي تأكل الجيف والمقذورات: لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “(خَمْسٌ فَوَاسِقُ، يُقْتَلْنَ في الحِلِّ وَالْحَرَمِ: الحَيَّةُ، وَالْغُرَابُ الأبْقَعُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ العَقُورُ، والحدأة)”.[١١][١٠]
• حرمة أكل الميتة والدم ولحم الخنزير: لقوله تعالى: “(قُل لا أَجِدُ في ما أوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلى طاعِمٍ يَطعَمُهُ إِلّا أَن يَكونَ مَيتَةً أَو دَمًا مَسفوحًا أَو لَحمَ خِنزيرٍ فَإِنَّهُ رِجسٌ أَو فِسقًا)”.[١٢]
• حرمة أكل الحيوانات المباحة التي يغلب على أكلها وشربها النجاسات: لأنها تصبح خبيثة.[١٣]

الاستثناءات من المحظورات في الحيوانات

وردت بعض الاستثناءات عن القاعدة العامة في تحريم بعض أنواع الحيوانات، ومنها:

• لحم الخيل: حيث ذكر العلماء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما حرم لحوم الحمير الأهلية، أجاز أكل لحوم الخيل.[٧]
• الجراد من الحشرات: للحديث الصحيح عن أحد الصحابة قال: “(غَزَوْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ الجَرَادَ)”.[١٤]
• المخلوقات البحرية: يباح أكل جميع أنواع المخلوقات التي تعيش في البحر، حتى المفترسة منها.[١٥]

المصادر والمراجع

1. أحمد بن حنبل ،مسائل الإمام أحمد رواية ابنه عبد الله، صفحة 269-270. بتصرّف.
2. ابن المنذر ،الإشراف على مذاهب العلماء، صفحة 151. بتصرّف.
3. عائض القرني،دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 33. بتصرّف.
4. مجموعة من المؤلفين،فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 221. بتصرّف.
5. سورة الأعراف، آية:157
6. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عبد الله بن. عباس، الصفحة أو الرقم:1934، صحيح.
7. عبد القادر شيبه الحمد،فقه الإسلام شرح بلوغ المرام، صفحة 223-229. بتصرّف.
8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عيد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:561، صحيح.
9. حمد الحمد،دروس الشيخ حمد الحمد، صفحة 4. بتصرّف.
10. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء،فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الأولى، صفحة 294-295. بتصرّف.
11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1198، صحيح.
12. سورة الأنعام، آية:145
13. عبد الله الطيار،وبل الغمامة في شرح عمدة الفقه لابن قدامة، صفحة 147. بتصرّف.
14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن أبي أوفى ، الصفحة أو الرقم:1952، صحيح.
15. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء،فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الأولى، صفحة 315. بتصرّف.