مقدمة
يعتبر الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود شخصية بارزة في تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث. فقد شهدت فترة حكمه تحولات كبيرة وإنجازات هامة على مختلف الأصعدة. يهدف هذا المقال إلى إلقاء الضوء على تاريخ رحيله، واستعراض موجز لحياته ومسيرته، بالإضافة إلى أبرز الإنجازات التي تحققت في عهده.
تاريخ الرحيل
انتقل إلى رحمة الله تعالى الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود (Faisal bin AbdulAziz Al Saud) في يوم الثلاثاء الموافق للخامس والعشرين من شهر مارس عام 1975 ميلادي، والذي يوافقه بالتاريخ الهجري الثالث عشر من شهر ربيع الأول عام 1395 هجري. وقد خلفه في الحكم أخوه الملك خالد بن عبد العزيز.
نشأته وسنواته الأولى
ولد الملك فيصل بن عبد العزيز في مدينة الرياض في شهر أبريل من عام 1906م، وهو أحد أبناء الملك عبد العزيز بن سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية. تلقى تعليمه على يد جده لأمه، الذي اهتم بتعليمه القرآن الكريم ومبادئ الدين الإسلامي والعلوم المختلفة.
تميز الملك فيصل بنشاطه الكبير في المجالات الاقتصادية والتعليمية، ومثل المملكة العربية السعودية في مؤتمر الأمم المتحدة الذي عقد في عام 1945م. وقد شارك في السياسة لمدة أربعين عامًا، واكتسب خبرة واسعة في مجال المسؤوليات الحكومية والإدارية المتنوعة خلال فترة حكم والده الملك عبد العزيز.
تولى الملك فيصل حكم المملكة العربية السعودية في الفترة ما بين عامي (1964-1975). وقد تدرج في المسؤوليات بشكل تدريجي، حيث بدأ كجندي في جيش والده في عمر الثالثة عشرة، ثم أصبح قائدًا للجيش السعودي في عسير، وهي منطقة تقع في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، في سن الثامنة عشرة. اختاره والده في سن الخامسة عشرة للقيام بمهام دبلوماسية في الخارج، ثم أصبح أول وزير خارجية سعودي في عام 1930م. كما عمل على تطبيق سياسات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وشجع التعليم العام من خلال وسائل الإعلام المختلفة، مع إبقائها تحت الرقابة، وقدم مشاريع تنموية مهمة في قطاعات الزراعة والصناعة وتحسين البنية التحتية للبلاد.
أبرز الأعمال والإنجازات
اهتم الملك فيصل بالعديد من المجالات الحيوية، ووجه جهوده نحو تطوير القطاعات الاقتصادية والمالية والصناعية والزراعية. وشملت المشاريع الزراعية مشروع الري والصرف، ومشروع الرمال في منطقة الإحساء، الواقعة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. وقد ازدادت مساحة الأراضي الزراعية بشكل كبير خلال فترة حكمه، وشجع على البحث عن مصادر المياه والمعادن في مختلف أنحاء المملكة. كما قام بتوسيع نطاق التعليم العام والعالي، وأبدى اهتمامًا خاصًا بتعليم الفتيات السعوديات، وزاد عدد الطلاب الذين حصلوا على المنح الجامعية والدراسات العليا أثناء فترة حكمه، وكان يقدم الدعم المالي للطلاب ويوزع الكتب المدرسية مجانًا.