ذكرى رحيل الشيخ الشعراوي

رحيل الشيخ الشعراوي: نبذة عن حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي، إسهاماته في تفسير القرآن الكريم، وأهم مؤلفاته.

مقدمة

الشيخ محمد متولي الشعراوي، قامة شامخة في سماء الدعوة الإسلامية، وعالم جليل أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته وتفسيراته. يعتبر الشيخ الشعراوي من أبرز علماء الدين الإسلامي في العصر الحديث، اشتهر بأسلوبه البسيط والميسر في تفسير معاني القرآن الكريم، مما جعله قريباً من قلوب المسلمين في كل مكان.

هو بحق عَلَم من أعلام الدعوة الإسلامية، ترك بصمة واضحة في مجال تفسير القرآن الكريم. كان له دور بارز في تبسيط الفهم لمعاني القرآن الكريم لعامة الناس، باستخدام اللغة العامية المصرية، مما جعله مفسراً فريداً من نوعه.

سيرة الشيخ الشعراوي الذاتية وإسهاماته

وُلِد الشيخ محمد متولي الشعراوي في قرية دقادوس بمحافظة الدقهلية في جمهورية مصر العربية عام 1911م. نشأ في أسرة متدينة، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة.

تلقى تعليمه الأولي في المعهد الأزهري الابتدائي عام 1923م، ثم التحق بالمعهد الثانوي، حيث أظهر تفوقاً ملحوظاً، وانتُخب رئيساً لاتحاد الطلبة ورئيساً لجمعية الأدباء بالزقازيق. أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو في الحادية عشرة من عمره.

في عام 1937م، التحق بكلية اللغة العربية، وتخرج منها عام 1947م. عمل مدرساً في المعاهد الدينية في طنطا والزقازيق والإسكندرية. شارك بفاعلية في الحركة الوطنية التي انطلقت من الأزهر، معبراً عن رفض الشعب المصري للاحتلال الإنجليزي، مما أدى إلى اعتقاله عدة مرات بسبب خطبه المؤثرة.

في عام 1950م، انتقل للعمل مدرساً للشريعة في جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية، ثم عاد إلى مصر ليتولى منصب مدير مكتب شيخ الأزهر الشريف. وفي عام 1976م، تم اختياره وزيراً للأوقاف وشؤون الأزهر. وفي عام 1987م، نال عضوية مجمع اللغة العربية.

كذلك، كان عضواً في الهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.

رحل الشيخ الشعراوي عن عالمنا في عام 1998م، تاركاً وراءه إرثاً عظيماً من العلم والمعرفة، وشغفاً كبيراً بتفسير القرآن الكريم وتبسيطه للناس. كان لرحيله أثر بالغ في مجالات الدعوة الإسلامية، والنصيحة الصادقة لأبناء هذا الجيل، خاصةً بعد أن غلب الجانب المادي على الحياة، وتم إهمال غذاء الأرواح وتصفية النفوس بالقرآن الكريم، الذي يحمل معاني تصلح لكل زمان ومكان.

ويستذكر العديد من المصريين والعرب ذكرى وفاته كل عام.

من منهجه في الدعوة قوله: “إننا نحب ربنا محبة تملأ قلوبنا، فإذا أطعناه فيما أمر، فذلك هو الإيمان الحق، وإذا ابتعدنا عما نهى عنه، فذلك هو الإخلاص، وإذا صبرنا على ما أصابنا، فذلك هو التسليم الكامل، وإذا شكرناه على نعمه، فذلك هو الرضا، وإذا تركنا الدنيا وراء ظهورنا، فذلك هو الزهد”.

قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 162].

وقد ورد في الحديث الشريف: “إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”.

أبرز مصنفات الشيخ الشعراوي

حظي الشيخ الشعراوي بتقدير واحترام واسع النطاق؛ نظراً لأسلوبه المتميز في الحديث، والذي يجمع بين المتعة والصدق. قام محبوه بجمع مؤلفاته وإعدادها للنشر. من بين أشهر هذه المؤلفات:

  • الإسراء والمعراج.
  • أسرار بسم الله الرحمن الرحيم.
  • الإسلام والفكر المعاصر.
  • الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج.
  • الشورى والتشريع في الإسلام.
  • الصلاة وأركان الإسلام.
  • الطريق إلى الله.
  • الفتاوي.
  • المرأة كما أرادها الله.
  • معجزة القرآن الكريم.
  • نظرات في القرآن الكريم.
  • على مائدة الفكر الإسلامي.
  • القضاء والقدر.
  • المنتخب في تفسير القرآن الكريم.

المصادر

Total
0
Shares
المقال السابق

السيدة زينب بنت الرسول: نبذة عن حياتها ووفاتها

المقال التالي

ذكرى رحيل الشيخ الشعراوي: مسيرة عطاء وإسهامات جليلة

مقالات مشابهة

الطاقة الكهربائية: مصادرها، استخداماتها، وتأثيرها

استكشاف شامل للطاقة الكهربائية، بدءًا من تعريفها وصولًا إلى مصادرها المتجددة وغير المتجددة، واستخداماتها المتنوعة، بالإضافة إلى مناقشة إيجابياتها وسلبياتها على البيئة والمجتمع.
إقرأ المزيد