موقع بروناي الجغرافي
تقع سلطنة بروناي دار السلام، وهي دولة صغيرة، على الساحل الشمالي لجزيرة بورنيو في جنوب شرق آسيا. تحدها ولاية سراوك الماليزية من جميع الجهات تقريباً، فيما يحدها بحر الصين الجنوبي من الشمال. تبلغ مساحتها الإجمالية 5,765 كيلومتر مربع، منها 500 كيلومتر مربع من المياه، مما يجعلها الدولة رقم 174 من حيث المساحة عالمياً. عاصمتها هي مدينة بندر سري بكاوان، التي تقع على خط طول 114.95 وخط عرض 4.94. [١]
يبلغ عدد سكان بروناي حوالي 415,717 نسمة. [٢] ويتمركز معظم السكان في المنطقة الغربية والجنوبية من البلاد، بالقرب من ولاية سراوك الماليزية. وتنقسم البلاد إلى منطقتين رئيسيتين، تتباين تضاريسهما بشكل ملحوظ.
الملامح الجغرافية لبروناي
تغطي الغابات الاستوائية الكثيفة 75% من مساحة بروناي، في حين تُخصص نسبة 86% للأراضي الحرجية، و 1% للرعي، و 1% للزراعة، و 12% للاستخدامات الأخرى. تُعدّ بندر سري بكاوان، العاصمة، أكبر مدنها، ويبلغ عدد سكانها حوالي 46 ألف نسمة. ومن المدن الرئيسية الأخرى كوالا بيليت وسيريا. [٣] بالإضافة للعاصمة، تُعتبر بلعيت مركزاً اقتصادياً مهماً، بفضل صناعات النفط والغاز التي تُشكل العمود الفقري للاقتصاد البرونايوي. [٢]
تتميز تضاريس بروناي بتنوعها، حيث تضمّ جبالاً شاهقة، ومستنقعات، وشواطئ رملية ممتدة على طول السواحل. ومن أبرز المعالم الجغرافية، حديقة أولو تمبورونج الوطنية، وهي أول حديقة وطنية في بروناي، وتُعرف بجمالها الطبيعي الخلاب، وتُشكل وجهة سياحية بيئية متنامية، مدعومة من الحكومة لتشجيع السياحة المستدامة.
مناخ بروناي
يتميز مناخ بروناي بأنه حار ورطب على مدار العام، وذلك لوقوعها شمال خط الاستواء. تبلغ درجات الحرارة متوسط 30 درجة مئوية نهاراً و 20 درجة مئوية ليلاً. وتتراوح الرطوبة بين 70% و 90%. تُعتبر المناطق الساحلية هي الأكثر حرارة، خاصةً خلال شهري مارس وأبريل. يتسم الطقس بصفاء السماء معظم أيام السنة، مع فرص لهطول أمطار غزيرة في أي وقت من اليوم. [٤]
تكثر الأمطار في بروناي خلال الفترة من أكتوبر إلى يناير ومن مايو إلى يوليو. يختلف معدل هطول الأمطار من منطقة إلى أخرى؛ ففي تمبورونج، يصل معدل هطول الأمطار إلى حوالي 400 سم، بينما في المناطق الساحلية حوالي 275 سم. يؤثر موسم الأمطار على حركة التنقل، خاصةً في المناطق الريفية. نادراً ما تُعاني بروناي من الأعاصير، لوقوعها جنوب حزام الأعاصير.
ثروات بروناي الطبيعية
اشتق اسم بروناي من كلمة سنسكريتية تعني “شعب البحر”. رغم صغر مساحتها، إلا أنها تُعتبر من أغنى دول العالم بفضل ثرواتها النفطية والغازية الهائلة، مما جعلها تتمتع بواحدة من أعلى معدلات دخل الفرد في العالم النامي. يُقدر إنتاج بروناي من النفط بحوالي 163 ألف برميل يومياً، كما تحتل المرتبة الرابعة عالمياً في إنتاج الغاز الطبيعي المسال. [٥]
بدأ إنتاج النفط في بروناي في أوائل القرن العشرين، ابتداءً من منطقة سيريا وكوالا بيليت. تولّت شركة البترول البريطانية الماليزية، ثم شركة رويال داتش شل، استخراج النفط الخام. وقد ساهم ذلك في تحسين مستوى المعيشة لمعظم سكان بروناي. إلى جانب النفط والغاز، تولي الحكومة اهتماماً بالزراعة، وتُخصص مبالغ ضخمة لدعم إنتاج الأرز، الفاكهة، المواشي، والأسماك.
العائلة المالكة في بروناي
تولّى السلطان حسن البلقية مقاليد الحكم في عام 1967، ليصبح السلطان التاسع والعشرين لبروناي. يُعتبر السلطان حسن من أغنى أفراد العالم، حيث تُقدّر ثروته بملايين الدولارات، ويُقال أنه يكسب حوالي 100 دولار في الدقيقة من عائدات النفط. [٥] يمتلك السلطان مجموعة ضخمة من السيارات (حوالي 7000 سيارة) تقدر قيمتها بأربعة مليارات دولار أمريكي، بالإضافة إلى طائرة خاصة من طراز بوينغ 747 مطلية بالذهب، وقصور فخمة، أبرزها القصر الملكي في بندر سري بكاوان المكوّن من 1800 غرفة. [٦]
لم يقتصر اهتمام السلطان حسن على جمع الثروة الشخصية، بل ساهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين، حيث خلق مجتمعاً معفىً من الضرائب، ووفر التعليم والصحة مجاناً، ويُقدم مكافآت شهرية للمواطنين. ومن الشخصيات البارزة في العائلة المالكة الأمير عبد المتين، الابن الرابع للسلطان، الذي يتمتع بشعبية واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويتميز باهتمامه بالرياضة، وخاصةً الطيران.
السياحة في بروناي
تُعتبر بروناي وجهة سياحية رائعة، وتقع بالقرب من دول سياحية شهيرة مثل ماليزيا وإندونيسيا، مما يُتيح الفرصة لزيارة عدة دول في رحلة واحدة. تتميز بروناي بمعالمها السياحية الجميلة، مثل المساجد الضخمة والمنظمة، والتي تُعدّ من أجمل مساجد آسيا، ومعالم أخرى كالمسجد السلطاني، ومتحف العلوم والمعلومات. وتُشجع الحكومة السياحة الداخلية والخارجية.
خاتمة
تُعتبر بروناي دولة فريدة، تجمع بين صغر مساحتها وثرواتها الطبيعية الهائلة، ونظامها الملكي الوراثي، وثقافتها الإسلامية الممزوجة بتقاليد جنوب شرق آسيا. يمثل الإسلام الديانة السائدة (78% من السكان)، إلى جانب ديانات أخرى كالبوذية والمسيحية. وتُعدّ اللغة الملاوية اللغة الرسمية، مع انتشار اللغة الإنجليزية والصينية.