المسجد وقوة الترابط الاجتماعي
يمثل المسجد ركيزة أساسية في المجتمع الإسلامي، فهو أكثر من مجرد مكان للعبادة. إنه قلب المجتمع النابض، حيث يتجلى التلاحم والترابط بين أفراده. ففي المسجد يتطهّر الفرد من الأنانية، ويتحول إلى فردٍ محبٍّ للخير، يسعى إلى بناء مجتمعٍ متماسك. يُعد المسجد المكان الأمثل للتشاور والحوار البناء، بعيداً عن نزغات الشيطان وأهواء النفس. وقد أولى النبي صلى الله عليه وسلم أهمية بالغة لبناء المسجد منذ هجرته إلى المدينة المنورة، فجعله مركزًا للفتوى، ولقاء الوفود، وانطلاق غزوات المسلمين، ومحلاً للقضاء، ومكاناً آمناً للجميع، بل ومكاناً لعقد النكاح، وملجأً للفقراء والمساكين. يُظهر هذا الدور المتعدد للمسجد أهميته البالغة في نهضة الأمة الإسلامية، واستعادة مكانتها الرفيعة بين الأمم.
آداب المسجد والسلوك الحسن
يُشترط على كل مسلمٍ أن يتحلى بآدابٍ معينة عند دخول المسجد وخروجه، منها قراءة دعاء الدخول والخروج، وأداء صلاة تحية المسجد، والمشي إليه بخشوعٍ ووقارٍ، وإظهار الزينة في المناسبات الخاصة كعيد الفطر والأضحى، وصلاة الجمعة. كما يجب عليه تقديم الرجل اليمنى عند الدخول واليسرى عند الخروج، وترك البيع والشراء، والبحث عن الأشياء المفقودة داخل المسجد، والحرص على التبكير للصلاة.
فضل الصلاة الجماعية في بيت الله
تتميز الصلاة جماعة في المسجد بمجموعة من الفوائد العظيمة، منها نشر المحبة والتآلف بين المسلمين من خلال اللقاء والتجمع، وإظهار شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وتعليم الجاهل، فكثير من الناس يتعلمون الصلاة وقراءة القرآن من خلال حضورهم للصلاة الجماعية. كما تُعدّ فرصة لتفقّد أحوال الفقراء والمرضى، ومساعدة المحتاجين، والتعرف على المسلمين، وتعويد الأمة على الاجتماع والتكاتف، ونبذ التفرق والانقسام. كل هذا بالإضافة إلى طلب الثواب والأجر من الله تعالى.
المراجع
- السيد عسكر (2014-10-27)،”دور المسجد في المجتمع”،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-25. بتصرّف.
- “آداب حضور المساجد “،www.ar.islamway.net، 2004-10-16، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-25. بتصرّف.
- د. أحمد عرفة،”فضل صلاة الجماعة”،www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-25. بتصرّف.