دور المسجد الحاسم في حياة المسلم والمجتمع

فهرس المحتويات

الموضوع الرابط
الأهمية الروحية للمسجد الفقرة الأولى
المسجد: مركز للتواصل الاجتماعي الفقرة الثانية
دور المسجد في التعليم والتثقيف الفقرة الثالثة
المراجع المراجع

المكانة الروحية للمسجد في الإسلام

يُعتبر المسجد مكانًا مقدسًا للمسلمين، حيث تُقام فيه العبادات لله -سبحانه وتعالى- وحده، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا﴾ [١]. من المساجد انطلقت تعاليم الإسلام، وكان مركزًا لتعلم كتاب الله -تعالى-، وهو من أفضل الأماكن عند الله -تعالى-، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ﴿أَحَبُّ البِلَادِ إلى اللهِ مَسَاجِدُهَا﴾ [٣]. وقد خص الله -تعالى- عُمّار المساجد بأجر عظيم، حسياً ومعنوياً [٤]. كان المسجد أول بيت وضع للناس، ليتلقوا فيه دينهم، ويُمارسوه، ويُصلّوا فيه، كما ورد في قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾ [٥].

يمثل المسجد مكانًا خاصًا لأداء الصلوات المفروضة والعبادات المتعددة، وصلاة الجماعة، وصلاة الجمعة، وصلوات النوافل، كصلاتي العيدين، وصلاة الكسوف والخسوف وغيرها [٧]. يُلاحظ أن الله -تعالى- اختص عُمّار المساجد وجعلهم من صفوة خلقه، من الأنبياء ومن تبعهم من المؤمنين، كما جاء في قوله تعالى: ﴿إِنَّما يَعمُرُ مَساجِدَ اللَّـهِ مَن آمَنَ بِاللَّـهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَم يَخشَ إِلَّا اللَّـهَ فَعَسى أُولـئِكَ أَن يَكونوا مِنَ المُهتَدينَ﴾ [٨].

إنّ فضل الصلاة في المسجد عظيمة، كما جاء في حديث النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: ﴿صَلاةٌ في مَسْجِدِي هذا خَيْرٌ مِن ألْفِ صَلاةٍ فِيما سِواهُ، إلَّا المَسْجِدَ الحَرامَ﴾ [١١]. فالمسجد بيت لله، فيه يُذكر اسمه، وقد حثّ الإسلام على إعماره والالتزام به.

المسجد: ملتقى المسلمين وتلاحمهم

يُعدّ المسجد مكانًا يلتقي فيه جميع أفراد المسلمين من مختلف الطبقات الاجتماعية، فيُصلّون معًا، فتنعدم الفوارق المادية، وتتوحد الأهداف، وتظهر معاني المساواة الإنسانية [١٤]. تُوحد صلاتهم صفوفهم، وهذا دليل قويّ على توحّد قلوبهم وكلمتهم وتعاونهم [١٥]. كما يُعتبر ساحة للتّعارف، يتبادل فيها المسلمون الأسئلة والأحاديث والثقافات [١٦]. وهو منطلق للتنشئة الاجتماعية الواعية، وبناء شخصيات قوية ذات أخلاق عالية تؤثر إيجابًا في المجتمع [١٧].

كان المسجد في الإسلام بداية لانطلاق كل أمر مهم، فيه تُعقد الاجتماعات، ويستقبل الوفود، وينطلق منه البعث والجيوش [١٨]. وكان أول عمل قام به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هو بناء المسجد، فقد أقام في قباء أربعة أيام، وبنى فيه مسجد قباء [١٥].

المسجد: منارة للعلم والمعرفة

يُعتبر المسجد من أوائل المؤسسات التي انطلقت منها المعرفة والعلم منذ نشأته [١٩]. كان مركزًا لتربية الصغار، ومكانًا مميزًا يجد فيه الكبار ضالتهم [٢٠]. بدأ فيه التعليم منذ أن أنشأه النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وهو المكان الذي تخرّج منه علماء كبار، وإليه يلجأ المتعلمون [٢١]. يتعلّمون فيه أمور دينهم، لذا كان المسجد مكانًا لخروج القادة والمفكرين [٢٢]. فيه يتعلم المسلم المبادئ والقيم والتعاليم والأحكام، بالإضافة إلى حلقات الذكر وحفظ القرآن الكريم [٢٣].

المراجع

[١] سورة الجن، آية: ١٨. [٣] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، صحيح. [٥] سورة البقرة، آية: ٩٦. [٨] سورة التوبة، آية: ١٨. [١١] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، صحيح.

(المراجع الأخرى يمكن اضافة تفاصيلها هنا بذكر الكتاب والكاتب والصفحة كما في النص الأصلي)

Exit mobile version