فهرس المحتوى
- مفهوم عمل المرأة
- نبذة تاريخية عن عمل المرأة
- دوافع عمل المرأة
- فوائد عمل المرأة
- طرق لتحفيز عمل المرأة
- مهن تبدع فيها المرأة
- العمل عن بعد للمرأة
- نصائح للمرأة العاملة
- المراجع
مفهوم عمل المرأة
يُعرّف العمل بشكل عام على أنه المهنة أو القيام بفعل معيّن، بينما عمل المرأة يشير إلى الجهد العقلي والجسمي الذي تبذله المرأة في مكان عملها من أجل تحقيق مصلحة ومنفعة لها وللمجتمع. [1] في الوقت الحالي، انتشرت ظاهرة عمل المرأة في مختلف مناطق العالم، فالمرأة تُعتبر نصف المجتمع وهي من تُنشئ وتربي النصف الآخر، وعليه ينبغي الاهتمام بالوضع الاجتماعي لها في هذا العصر. [2]
نبذة تاريخية عن عمل المرأة
يشير التاريخ إلى أنّ مهنة الزراعة كانت مهنة رئيسية سائدة قديماً، وأن الأعمال الشاقة لم تقتصر فقط على الرجال؛ حيث كانت للنساء مشاركة في مختلف الأعمال الجسدية مثل طحن الحبوب باستخدام الأدوات الحجرية، وجمع الأخشاب، وجلب المياه من أماكن تواجدها، وتوفير الطعام وغيرها. ثمّ عملت الثورة الصناعية على تغيير حالة العمل لكلٍ من الرجال والنساء، وتحويل مكان العمل من المنزل إلى المصانع. وقد بدأ العمل في تلك المصانع كفرقٍ مكوّنة من العائلات وبدأ دور المرأة كقوى عاملة أسريّة يتغيّر تدريجيّاً. [3]
برز دور الرجال في منتصف القرن التاسع عشر في العمل المصانع باعتبارهم المعيل الأول للأسر، وعادت النساء إلى العمل في المنازل. يعود السبب في ذلك إلى الاحتجاجات المتزايدة ضد سوء المعاملة التي كانت تتعرض لها النساء والأطفال في المصانع. وقد ساعدت تلك الاحتجاجات على تحديد ساعات عمل النساء والأطفال وحمايتهم من العمل في الأعمال الخطيرة. واستمرّ دور المرأة في عملها المنزلي خلال القرن التاسع عشر وحتى القرن العشرين، إلا أنه في نهاية القرن التاسع عشر ظهرت الطاقة الكهربائية وبدأ استخدام الآلات الكهربائية كالغسالات والمكانس الكهربائية وغيرها، ممّا قلّل من الوقت الذي تقضيه المرأة في العمل المنزلي وحقق بعض الراحة لها. [3]
كان للتطور الاقتصادي والاجتماعي دورٌ رئيسي في تغيير طبيعة عمل المرأة؛ فقد زادت الحاجة لوجود موظفين للعمل في مختلف المجالات كالتعليم والمبيعات، وفي المكاتب وغيرها من الأعمال. وأصبح أصحاب العمل يوظفون النساء بسبب تقاضيهن أجوراً أقل من الرجال لنفس العمل؛ إذ إنّ النساء غير مسؤولات عن إعالة الأسر، وخصوصاً أنّ معظم العاملات في ذلك الوقت هنّ من النساء العازبات. وفي تلك الفترة بدأت النساء العمل بأعمال ترتبط بالأعمال المنزلية المألوفة لديهنّ كخياطة الملابس. [3]
عملت النساء مكان الرجال خلال الحرب العالمية الثانية في المصانع بسبب انشغال الرجال بتأدية الخدمة العسكرية. ثمّ عادت بعدها إلى المهن الأسهل كالعمل في المكاتب والتمريض والتدبير المنزلي. كما بدأت النساء المتزوجات بالعمل في سبعينيّات القرن الماضي، وبدأن يعملن في المهن التقليديّة كالرجال. ثمّ جاءت التكنولوجيا لتحسّن وتُسهِّل من عمل المرأة؛ حيث إنّ الأعمال التي كانت تحتاج لمجهودٍ بدنيٍّ أصبحت تُنفّذ بسهولة كبيرة من خلال التكنولوجيا. [3]
دوافع عمل المرأة
يوجد العديد من الأسباب التي تدفع المرأة للعمل وإلى أن تكون مستقلة ماليّاً سواءً كانت متزوجة أو غير متزوجة. من تلك الدوافع ما يأتي: [4]
* **مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة:** ارتفع معدّل التضخم في العقود الأخيرة ممّا أدّى إلى ارتفاع الأسعار. كما أنّ كل أسرة تسعى إلى الحصول على مستوى معيشة أعلى من المتوسط للعديد من الأسباب والتي يمكن أن تتمثل بامتلاك منزلٍ جيد، وإرسال الأطفال لمدارسٍ جيدة وغيرها من الأمور. وتستطيع الأسر ذات الدخلين تحقيق ذلك بشكلٍ أفضل. فالمرأة العاملة تستطيع المساعدة على تحقيق الأهداف المالية.
* **مواجهة المشاكل الطارئة:** تحاول كل أسرة الاستعداد لأي مشكلةٍ طارئةٍ. فعندما يكون الرجل هو المعيل الوحيد للأُسرة، يُظهر قلقاً شديداً عند حدوث أيّ مشكلة وخصوصاً عند التعرّض لترك العمل. لذا من المهم وجود عمل للمرأة لمواجهة مثل تلك المشاكل.
* **الشعور بالمسؤولية وتعزيز الروح المعنوية:** إنّ الأشخاص المستقلين ماليّاً يكونون أكثر قدرةً على الاعتماد على أنفسهم واتخاذ قراراتهم بأنفسهم، ويزيد ذلك من قدرتهم على مواجهة مشاكل وضغوطات الحياة بثقةٍ عاليةٍ. وتعتمد كثير من النساء غير العاملات على الوالدين، أو الزوج، أو الأخ، لتحقيق تلك الأمور. أمّا المرأة العاملة فإنّها تستطيع تحقيق رغباتها وشراء ما تريده دون الاعتماد على ذويها كونها مستقلة ماليّاً.
* **الحد من الشعور بالعجز:** قد يتعرض البعض للإساءة نتيجة الاعتماد على الغير في الحصول على المال وتلبية الاحتياجات. لذا من المهم أن تكون المرأة مستقلة ماليّاً لأنّ ذلك يساعدها في عدم الاعتماد على غيرها وبالتالي عدم شعورها بالعجز.
* **اعتبار المرأة العاملة نموذجاً يُحتذى به:** يمكن اعتبار المرأة القادرة على دعم احتياجات أسرتها من مختلف النواحي المالية والعاطفية والاجتماعية نموذجاً يُحتذى به وقدوةً جيدة لأطفالها. كما أنها مصدر إلهامٍ للفتيات الأصغر سناً؛ حيث يحفّز ذلك طموحهن بالعمل وسعيهن للوصول إلى الاكتفاء الذاتي عندما يكبرن.
فوائد عمل المرأة
يحقق عمل المرأة العديد من الفوائد التي تعود على مجتمعها وعلى مكان عملها بالنفع. من تلك الفوائد ما يأتي: [5]
* **التنمية المستدامة:** يتحقق ذلك من خلال عمل المرأة ومشاركتها في دعم الاقتصاد وسد الفجوة بين الجنسين في العمل. ومن أهم أهداف التنمية المستدامة المُراد تحقيقها خلال عمل المرأة: إنهاء الفقر، وتحقيق الأمن الغذائي والرعاية الصحية، وتوفير فرص العمل الجيد واللائق للجميع.
* **دعم اقتصاد الوطن ونمائه:** يساعد عمل النساء على زيادة كلٍّ من الناتج المحلي والتنوُّع الاقتصادي، كما يؤدي للوصول إلى المساواة في الدخل بين الرجل والمرأة والعديد من النتائج الإنمائية الإيجابيّة الأخرى.
* **دعم الأعمال التجارية:** يحدث ذلك من خلال تحسين الأداء التنظيمي؛ حيث يُمكن للشركات التجارية أن تستفيد من مبدأ المساواة الاقتصادية للمرأة وبالتالي زيادة فرص العمل لها وإعطائها مناصب قيادية. وهذا بدوره ينعكس على زيادة النمو الاقتصادي وزيادة الفعالية التنظيمية. وقد بيّنت التقديرات أنّ المؤسسات التي تضم ثلاث نساءٍ أو أكثر ممن يشغلن مناصب عليا في إدارة المؤسسة تكون أفضل من باقي المؤسسات في جميع جوانب الأداء التنظيمي.
طرق لتحفيز عمل المرأة
يوجد العديد من الطرق الفعّالة التي من شأنها تعزيز عمل المرأة. وبحسب مستشارة التدريب النسائي توماسينا تافور (بالإنجليزية: Thomasina Tafur) يمكن أن تتلخص هذه الطرق بالآتي: [6]
* **التوجيه المستمر:** يعدّ توفير الفرص من مدير المؤسسة أو الشركة أمراً مهماً لتوجيه النساء العاملات فيها مهنيّاً وتدريبهن باستمرار.
* **الرعاية والدعم من المسؤول المباشر:** تحتاج المرأة إلى الاهتمام والرعاية في العمل خصوصاً عندما تكون قادرة على إثبات نفسها، لكنّها بحاجة إلى من يدعمها لتخطي المشكلات التي تتعرّض لها.
* **التنويع في نظام المكافآت:** تعدّ المكافئة المالية لمكافئة إنجاز المرأة المتفوّقة أمراً مهماً، إلّا أنّ هناك مكافآت وحوافز أخرى مفيدة للمرأة، كإعطائها يوم إجازة مدفوعة الراتب، ممّا يُمكّنها من متابعة أمورها الشخصية أو الحصول على قسطٍ من الراحة.
* **إتاحة فرصة للمرأة لقيادة المشاريع:** تساعد إتاحة الفرصة للنساء من أجل تولّي مهام مشروع معيّن أو عدّة مشاريع على تطوير ذاتها والتفوّق مستقبلاً.
* **تطوير مهارات النساء:** يُمكن الاستفادة من مبدأ أنّ استمرار التعلّم يُعدّ استثماراً. وقد لا تتاح الفرصة للنساء لتطوير مهاراتهنّ خارج نطاق العمل بسبب المسؤوليات الواقعة عليهنّ. لذا من المفيد لأيّ شركة أو مؤسسة تطوير وصقل المهارات الوظيفية للعاملات لديها من خلال تنفيذ برامج مخصصة لذلك في أوقات الدوام.
* **إلقاء الضوء على النساء المتميّزات:** تُشغل العديد من النساء مهام السكرتارية ومهاماً في الإدارة وكمساعدٍ تنفيذيٍّ في المؤسسة وغيرها. وتوصف تلك الوظائف بأنّها شريان الحياة في أيّ مؤسسة لأهميتها في استمرار العمل، ولأنّها تحتاج لنشاطٍ مستمرٍ من العاملات. لذا من المهم تخصيص وقت لتكريم تلك العاملات بشكلٍ رسميٍّ أمام الزملاء في العمل.
* **التعبير عن التقدير:** تحاول النساء غالباً أداء وظائفها بشكلٍ جيدٍ من أجل الحصول على التقدير. ومن المهم تقدير النساء في كلّ مرحلة من مراحل العمل.
* **العدل في توزيع المكافآت:** يعدّ من المهم في أيّ مؤسسة وضع معايير واضحة من أجل تقييم موظفيها بناءً عليها وبالتالي توزيع المكافآت بين مستحقيها من الموظفين بشكلٍ عادلٍ ودون إحساس الموظف رجلاً كان أم امرأة بوقوع أي ظلم عليه.
مهن تبدع فيها المرأة
تُبدع المرأة في العديد من المهن، من أهمّها ما يأتي: [7]
* ريادة الأعمال.
* تكنولوجيا المعلومات.
* الطب.
* التعليم.
* إدارة الموارد البشرية.
* اختصاص علم النفس.
* التصميم الداخلي.
* الإعلام.
العمل عن بعد للمرأة
تتجه العديد من الشركات نحو منح موظفيها إمكانية العمل عن بعد، وخاصةً شركات تكنولوجيا المعلومات. وقد شكّل ذلك فرصةً للمرأة لتحقيق مساعيها في إيجاد توازن بين أعمالها المنزلية ومهامّها المهنية، وتسهيل عودتهن لأعمالهنّ بعد فترات الانقطاع بسبب الإنجاب أو رعاية الأطفال. وفي دراسة أُجريت عن العاملات عن بعد أظهرت جميع النساء في الدراسة رضا عن نمط حياتهن في العمل عن بعد وشعوراً بالثقة بالنفس والاستقلالية. [8]
نصائح للمرأة العاملة
يُمكن للمرأة العاملة اتباع مجموعة من النصائح لتحقيق نجاحها في جميع جوانب حياتها. من أهمّ هذه النصائح ما يأتي: [9]
* أخذ استراحة قصيرة يومياً للمشي تحت أشعة الشمس والاستماع للمدونات الصوتية.
* المثابرة والعزيمة لإيجاد المهنة التي تُفضّلها المرأة مهما رُفضت طلبات توظيفها من شركات أو مؤسسات، إلى جانب إظهار الثقة بالنفس وبالمهارات التي تمتلكها لتشغل أدواراً قياديةً في مجال عملها.
* تقديم حلول للأخطاء المرتكبة بدلاً من الاعتذار عنها، وتقديم الاعتذار فقط في حال وقوع أخطاء كان بالإمكان تجنّبها.
* المرونة وتقبّل التغيّرات التي تطرأ في الحياة العملية، والتعلم من التجارب السيئة لتطوير الذات والمهارات.
* تخصيص خمس دقائق يومياً للجلوس فى جوّ هادئ، حيث ثبت أنّ ذلك يُساعد الدماغ على إعادة التركيز وإيجاد حلول إبداعية للمشكلات التي يواجهها.
* الاهتمام بالصحة النفسية وجعلها من الأولويات في حياة المرأة.
المراجع
- “عمل المرأة”. www.cia.gov. Retrieved 18-2-2020. Modified.
- أبتمليكة بن زيان. (2014). “عمل الزوجــة وانعكاساته على العلاقات الأسريــة”. جامعــة منتــوري قسنطینــة. Page 4, 6, 7. Modified.
- Michael Hannan, Melvin Kranzberg. (2-6-2017). “History of the organization of work”. www.britannica.com. Retrieved 18-2-2020. Edited.
- “5 reasons why women need to be financially independent”. www.monsterindia.com. Retrieved 18-2-2020. Edited.
- “Facts and Figures: Economic Empowerment”. www.unwomen.org. 7-2018. Retrieved 18-2-2020. Edited.
- Roy Saunderson. (20-5-2011). “Top 10 Ways to Motivate Women in Your Workforce”. www.incentivemag.com. Retrieved 18-2-2020. Edited.
- Jenna Arcand and Brian Zeng. (2020-3-3). “Top 8 Career Choices For Women”. www.workitdaily.com. Retrieved 2020-7-9. Edited.
- “العمل عن بعد”. www.kau.edu.sa. Retrieved 2020-7-9. Modified.
- Cara Hutto. (2018-10-10). “7 Career Tips (and One Tech Must-Have) From Working Women”. www.inhersight.com. Retrieved 2020-7-9. Edited.