دور الفنون في بناء الحضارة

الفنون ودورها في تقوية الروابط الاجتماعية، تعزيز قيم الجمال والإبداع، تنمية الاعتزاز بالهوية الثقافية، وتحسين المستوى المعيشي للمجتمع.

تدعيم النسيج الاجتماعي

تمثل الفنون عاملًا مهمًا في إنشاء بيئة اجتماعية إيجابية يسودها التعاون والتآلف. فالبرامج والأنشطة الفنية المختلفة تتيح فرصًا لتكوين صداقات جديدة وتعزيز علاقات المحبة والثقة بين أفراد المجتمع، سواء كانوا مشاركين فاعلين في هذه الفعاليات أو مجرد مشاهدين. هذه المشاركة أو المشاهدة تغرس لديهم شعورًا بالفخر والانتماء لمجتمعهم.

تُعد الفعاليات الفنية بمختلف أنواعها تجسيدًا حيًا لتجربة الشراكة المجتمعية البنّاءة، وما تتطلبه من مهارات تخطيط وتنسيق على المستويين الفني والتقني. كما أن لهذه الأنشطة دورًا كبيرًا في تطوير مهارات التعاون بين المؤسسة المنظمة للحدث، ومؤسسات القطاع الخاص، والجهات الحكومية المختلفة. فالتعاون بين هذه الجهات المختلفة يثمر نتائج إيجابية تعود بالنفع على المجتمع ككل.

تنمية قيم الجمال والابتكار

إن الاستمتاع بمشاهدة الأعمال الفنية والمشاركة في البرامج التي تهتم بعرض الجانب الإبداعي للفنون يغرس لدى أفراد المجتمع تقديرًا لقيم الجمال والإبداع، وينمي لديهم حسًا فنيًا رفيعًا وتذوقًا لكل ما هو جميل. وينعكس هذا الإحساس على تعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه الحفاظ على مصادر جمال المكان من معالم ومبانٍ، وإدراك أهمية إثراء البيئة المحيطة بمساحات رائعة وجذابة، مثل الحدائق والساحات الخضراء.

كما أن الفنون تشجع على التفكير النقدي والإبداعي، وتفتح الآفاق أمام الأفراد للتعبير عن أنفسهم بطرق جديدة ومبتكرة. وهذا بدوره يعزز الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة التحديات.

توطيد مشاعر الفخر بالهوية

تبرز أهمية الفن في بناء مجتمعات أفضل من خلال دوره في تعزيز مشاعر الفخر والاعتزاز لدى الأفراد بتاريخ أمتهم، وعمق ثقافتهم، وعلو مكانة إرثهم الحضاري الذي يعبر عنهم. فالفن وسيلة فعالة للتثقيف بالتاريخ ومنتجات الحضارات المختلفة. وعندما تتضح للإنسان الرؤية الشاملة حول هذه الجوانب، يصبح أكثر إحساسًا بعظمة ثقافته وأكثر ارتباطًا بماضيه، ويصبح المجتمع قويًا متماسكًا لا يتزعزع بسهولة أمام الصعاب، ولا تضعف وحدته بسبب أي محاولة لتقويضها وتفكيكها.

الارتقاء بمستوى الحياة

تساهم الفنون في تنشيط الاقتصاد الوطني، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، من خلال خلق فرص عمل جديدة، والحد من انتشار البطالة في المجتمع، بالإضافة إلى دعم قطاع السياحة واستقطاب السياح المهتمين بالفنون، والذين عادة ما يقضون فترات أطول ويكونون أكثر استعدادًا للإنفاق مقارنة بغيرهم من السياح.

تعتبر الفنون دعامة أساسية من دعائم الاقتصادات القوية المتقدمة، وعنصرًا مؤثرًا في ميزانيات الدول ومعدلات نموها الاقتصادي. ويظهر ذلك بوضوح في التقارير السنوية الصادرة عن العديد من الدول المهتمة بالفن والفنانين على اختلاف أنواعهم، حيث تشير هذه التقارير إلى أن إجمالي الأرباح السنوية الناتجة عن هذا القطاع مرتفعة وتساهم في دعم اقتصاد الدولة والدخل المعيشي للأفراد. فالفن ليس مجرد ترفيه، بل هو استثمار استراتيجي يعود بالنفع على المجتمع بأكمله.

المراجع

  1. “How Art Works”, page 29 and 30,www.arts.gov,2012-9، Retrieved 2019-5-19. Edited.
  2. Patrick Lawlor,”The economic impact of art on a country’s economy”،Investec, Retrieved 18-7-2022. Edited.
Total
0
Shares
المقال السابق

الفنون في العصور القديمة

المقال التالي

نبذة عن الفنان صباح فخري

مقالات مشابهة

التركيب الجغرافي لدول مجلس التعاون الخليجي

استكشف التكوينات الجغرافية المتنوعة لدول مجلس التعاون الخليجي: المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، البحرين، قطر، وسلطنة عمان. تعرف على الجبال والسهول والصحاري والواحات التي تشكل المنطقة.
إقرأ المزيد