فهرس المحتويات
شباب الأمة وعماد قوتها |
الشباب في نور السنة النبوية |
الشباب ركيزة المجتمع المزدهر |
المراجع |
قيمة الشباب في بناء الحضارة الإسلامية
يُعدّ الشباب قلب الأمة الإسلامية النابض، ومنبع قوتها، وحجر الزاوية في بناء حضارتها المشرقة. لقد كرّم الإسلام الشباب، وأولاهم عنايةً خاصةً، فقد حظيَ بمكانةٍ ساميةٍ في تعاليم الدين الحنيف. وقد كان النبي – عليه الصلاة والسلام – محاطاً بصحابةٍ شبابٍ حملوا رسالة الإسلام إلى أرجاء العالم، نشرُوا نورَها في كل مكان.
ويُثني القرآن الكريم على الشباب الذين آمنوا بربهم، مُكافئاً إياهم بزيادةٍ في الهداية، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ فَتَىٰةٌ آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَٰهُمْ هُدًىٰ﴾ [الكهف: ١٣].
التوجيهات النبوية للشباب
تتجلى أهمية الشباب في التوجيهات النبوية الشريفة، حيث وردت أحاديثٌ كثيرةٌ تُبرز اهتمام النبي – صلى الله عليه وسلم – بهذه الفئة الكريمة. فقد حثّهم على الزواج للحفاظ على أنفسهم، قائلاً: “يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء” [صحيح البخاري].
كما حثّهم النبي – صلى الله عليه وسلم – على اغتنام الفرص لبناء شخصياتهم، قائلاً: “اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك” [صحيح البخاري].
وقد أثنى النبي – صلى الله عليه وسلم – على الشباب البارّ بآبائه، مُبشّراً إياهم بالجنة، كما في الحديث الذي رواه أبو هريرة – رضي الله عنه -: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. وشاب نشأ في طاعة الله” [صحيح البخاري].
وكلف النبي – صلى الله عليه وسلم – العديد من الشباب بمهامّ هامة، منها تكليف مصعب بن عمير بأول سفارة إسلاميةٍ إلى المدينة المنورة، وتكليف أسامة بن زيد بقيادة جيشٍ في عمره الناشئ، إلى جانب مشاركة زيد بن ثابت وعمرو بن أبي وقاص في غزوة بدر في سن مبكرة.
الشباب ودورهم المحوري في نهضة المجتمع
يُشكّل الشباب عمود المجتمع الأساسي، و أساس نهضته وتقدّمه. فبهم تنبض الحياة بالحيوية، وبهم تُبنى الحضارات وتُقام الأمم. فهم يُمثّلون الطاقة والحماس والقدرة على البناء والتطوير. بينما يُقدم الكبار الحكمة والخبرة، يُقدّم الشباب الجهد والعمل والإبداع، مُكمّلين بعضهم بعضاً في بناء مجتمعٍ متماسكٍ ومتكامل.
وقد حدّد العلماء مرحلة الشباب بفتراتٍ مُختلفة، تتراوح بين سن البلوغ إلى ما بعد الأربعين أو الخمسين، مُستندين في ذلك إلى قوله تعالى: ﴿حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً﴾ [الأحقاف: ١٥]. وقد بعث الله كثيرًا من الأنبياء في سن الأربعين، ومنهم نبينا محمد – عليه الصلاة والسلام -.