دور الحديد الحيوي في جسم الإنسان

أهمية الحديد للجسم

يُعدّ الحديد عنصراً غذائياً أساسياً في جسم الإنسان، حيث يلعب دوراً حيوياً في نقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم عبر الهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء. يشكل الحديد حوالي ثلثي محتوى الحديد في الجسم، لذا فإنّ نقصه يؤثر سلباً على وظائف الجسم الحيوية، بدءاً من القدرات الإدراكية ووصولاً إلى جهاز المناعة وقدرته على مقاومة الأمراض. [1][2]

الحديد ونعومة الشعر

يُعتبر الحديد من العناصر الغذائية الضرورية لنمو الشعر الصحي. فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يُعدّ من الأسباب الرئيسية لتساقط الشعر، خاصة عند النساء. [3] مع العلم أنّ نقص الحديد هو أكثر أنواع نقص المغذيات شيوعاً عالمياً، إلا أنّ تأثيره الدقيق على تساقط الشعر لا يزال قيد البحث. [4] لا تُعتبر مكملات الحديد علاجاً للصلع، لكنها قد تُفيد كجزء من خطة غذائية متكاملة. النظام الغذائي الغني بالحديد مفيد للشعر، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات حديد. [5]

مصادر الحديد الغذائية

يُستمد الحديد من مصدرين رئيسيين: مصادر حيوانية (حديد هيمي) مثل اللحوم الحمراء، والسمك، والدواجن، وصفار البيض، والكبد. ومصادر نباتية (حديد غير هيمي) يصعب امتصاصه أكثر، مثل الفواكه المجففة، والخضراوات الورقية (السبانخ، البروكلي، الملفوف)، والبقوليات، والفاصولياء، والحبوب. بعض الأطعمة تساعد على امتصاص الحديد، مثل تلك الغنية بفيتامين ج (الحمضيات، الطماطم، الفراولة)، واللحوم عند تناولها مع الخضراوات الورقية. [6][7]

يُلاحظ أنّ بعض الأطعمة تُقلل من امتصاص الحديد، مثل الشاي والحليب، خاصة عند الأطفال بين عام واحد وأربعة أعوام الذين يعتمدون على الحليب بدلاً من حليب الأم. يُنصح باستخدام حليب الأطفال المدعم بالحديد في هذه الحالة، مع التركيز على تعزيز نظامهم الغذائي بمصادر حديد إضافية أو مكملات، نظراً لسرعة نموهم واحتياجهم العالي للحديد. [6]

الجرعات الموصى بها من الحديد

تختلف حاجة الجسم للحديد حسب العمر، الجنس، والحالة الصحية. يحتاج الأطفال والمراهقون لكميات أكبر من البالغين بسبب نموهم السريع. تتساوى حاجة الذكور والإناث في الطفولة، بينما تزيد حاجة الإناث بعد المراهقة بسبب فقدان الدم خلال الدورة الشهرية، لتعود وتتساوى مع الذكور بعد انقطاع الطمث. يوضح الجدول التالي الكمية الموصى بها يومياً:

الجنس والمرحلة العمرية الكمية الموصى بها يومياً (مجم)
الأطفال الذكور أو الإناث من عمر 4-8 سنوات 10
الأطفال الذكور أو الإناث من عمر 9-13 سنة 8
الإناث من عمر 14-18 سنة 15
الرجال البالغون 8
المرأة من عمر 19-50 عاماً 18
[1][8]

علامات نقص الحديد

يؤدي نقص الحديد إلى انخفاض مستويات الهيموغلوبين وخلايا الدم الحمراء، ما يُسبب فقر الدم. هذا يؤثر سلباً على وظائف العضلات والأنسجة بسبب نقص الأكسجين. من أعراض نقص الحديد: التعب، الإرهاق، قلة الطاقة، صعوبة التركيز، شحوب الوجه أو الأظافر، ضيق التنفس، عدم انتظام ضربات القلب، الصداع، الدوار، جفاف الجلد، تلف الشعر، تنمل الساقين، برودة اليدين والقدمين، القلق، والتهابات متكررة بسبب ضعف جهاز المناعة. [9]

أسباب نقص الحديد وطرق تشخيصه

يُشخص نقص الحديد عادةً من خلال تحليل الدم الشامل (CBC)، وهو فحص روتيني لمعرفة صحة الدم. يُمكن من خلاله قياس نسبة الهيموغلوبين وحجم كريات الدم الحمراء، وغيرها من المؤشرات. في بعض الحالات، قد يلزم إجراء تنظير داخلي للكشف عن نزيف داخلي. من أسباب نقص الحديد: عدم الحصول على كمية كافية من الحديد من الطعام، فقدان الدم خلال دورة شهرية غزيرة، عدم تلبية احتياجات الجسم المتزايدة للحديد أثناء الحمل، وبعض الأمراض التي تؤثر على امتصاص الحديد، مثل أمراض الأمعاء. [9]

مكملات الحديد: متى ولماذا؟

في بعض الحالات، قد يحتاج الجسم إلى مكملات حديد، إما على شكل كبسولات أو حقن وريدي في حالات نقص الحديد الشديد. يجب تناولها على معدة فارغة لتحسين الامتصاص. يُحدد الطبيب الجرعة المناسبة، حيث إنّ زيادة الجرعة قد تُسبب تسمماً، خاصة عند الأطفال. تزداد الحاجة لمكملات الحديد في حالات الحمل (تصل إلى 27 مجم يومياً حسب معاهد الصحة الوطنية الأمريكية)، والرضاعة، وأمراض الكلى، وتناول بعض الأدوية التي تُقلل من امتصاص الحديد، مثل أدوية خفض الكوليسترول، ومنحيات حمض الصفراء، وأدوية القرحة. [10]

نظرة عامة على الحديد

الحديد من المغذيات الدقيقة الضرورية للجسم بكميات قليلة، وله دور هام في النمو، الشفاء، والوقاية من الأمراض. لا يستطيع الجسم إنتاج الحديد، لذا يجب الحصول عليه من الغذاء. يُسبب نقصه مشاكل صحية خطيرة، وتكون النساء الحوامل والأطفال أكثر عرضة لذلك. [11]

Exit mobile version