جدول المحتويات
ما هي ظروف الزمان والمكان؟
تُعرّف ظروف الزمان والمكان في علم النحو بأنها أسماء منصوبة تُبيّن زمان أو مكان حدوث الفعل. وإذا لم يكن تقديره “في” فلا يُعتَبَر ظرفًا. فمثلاً، في الجملة “وصلتُ إلى المنزل ظهرًا”، كلمة “ظهرًا” تُحدد زمان وصولي، وهي ظرف زمان. بينما في الجملة “سأقابلك عندَ المتجر”، كلمة “عندَ” مع ما يتبعها تُحدد مكان اللقاء، وهي ظرف مكان.
تصنيف ظروف الزمان والمكان
تنقسم ظروف الزمان والمكان إلى نوعين رئيسيين بحسب دلالتهما:
الظروف المحددة
تشير هذه الظروف إلى زمان أو مكان محدد بدقة. أمثلة على ظروف الزمان المحددة: “ساعة، يوم، ليلة، أسبوع، شهر، سنة، عام، الربيع، الصيف…” أما ظروف المكان المحددة فتتضمن: “دار، مدرسة، مكتب، مسجد، مدينة…” وتجدر الإشارة إلى أن الظرف المبهم يصبح محددًا عند إضافة ما يُزيل إِبهامه، كقولنا “وقت الربيع”.
الظروف المبهمة
تُشير هذه الظروف إلى زمان أو مكان غير محدد بدقة. من أمثلة ظروف الزمان المبهمة: “أبدًا، أمدًا، حينًا، وقتًا، زمانًا”. أما ظروف المكان المبهمة، فتتضمن: “أمام، خلف، يمين، يسار، فوق، تحت، ميل، فرسخ، بريد، كيلومتر، جانب، مكان، ناحية”. بعض هذه الظروف مبهمة في المسافة والمكان معًا، كـ”جهة، ناحية”، وبعضها مبهم في المكان فقط، كأسماء المقادير المكانية.
إعراب ظروف الزمان والمكان
ينصب ظرف الزمان نصبًا مطلقًا، ويعرب مفعولًا فيه ظرف زمان منصوب، سواء كان محدودًا أم مبهمًا، بشرط أن يتضمن معنى “في”. مثال: “ذهبتُ حينًا” ، “سافرتُ ليلةً”.
أما ظرف المكان، فلا ينصب منه إلا نوعان:
- الظرف المبهم أو ما يُشبهه، ومتضمن معنى “في”. مثال: “وقفتُ تحتَ الشجرة”، “مشيتُ فرسخًا”.
- الظرف المشتق، سواء كان مبهمًا أو غير مبهم، بشرط أن ينصب بفعله الذي اشتُقّ منه. مثال: “جلستُ مجلسَ العلمِ”. أما إذا نُصب الاسم المشتقّ بغير فعله، فيجب جره بحرف جر. مثال: “أقيمتُ في مجلسك”.
الظرف المحدود غير المشتقّ يُجر بحرف جرّ “في”. مثال: “جلستُ في الدار”. هناك أيضًا ظروف مبنية، أي أن حركتها ثابتة، لا تتغير بتغير موقعها في الإعراب. منها: “إذا، متى، أيّان، إذ، أمس، الآنَ، مُذ، مُنذُ، قطُّ، عَوضُ، بينا، بينما، ريث، ريثما، كيفَ، كيفما” للزمان، و”حيثُ، هنا، ثمَّ، أينَ” للمكان، و “أنّى، لدى، لدن” و”قبلُ وبعدُ” في بعض الحالات لكل من الزمان والمكان.
ما الذي ينوب عن الظرف؟
يمكن أن تنوب عن الظروف عدة كلمات تُعرب مفعولًا فيه:
- اللفظ الذي يُضاف إليه الظرف، إذا دلّ على الكلّية أو البعضية، كـ”كلّ، بعض، جميع”. مثال: “سافرتُ كلَّ الليل”.
- صفة المفعول فيه، إذا جاءت قبله. مثال: “صبرتُ كثيرًا من الوقتِ”.
- اسم الإشارة، إذا أشار إلى الظرف. مثال: “مشيتُ هذا المساء”.
- العدد، إذا تميّز بظرف أو أضيف إليه ظرف. مثال: “سافرتُ ثلاثينَ شهرًا”، “مشيتُ أربعةَ فراسخٍ”.
- المصدر، إذا تضمّن معنى الظرف، وحُذف الظرف. مثال: “جئتُ صلاةَ الظّهر”، “انتظرتُك ذهابك إلى المدرسة ورجوعك منها”.
- بعض الألفاظ التي تُضمر معنى “في”، كـ”حقًا، جهد، غير”.
إعراب ما يلي الظرف
يُعرب ما يأتي بعد ظرف الزمان أو المكان مضافًا إليه، سواء كان اسمًا مفردًا أو جملة. مثال: “سأراك بعدَ المدرسةِ”. هناك ظروف تدخل على الجمل، وفي هذه الحالة تُعرب الجملة بعد الظرف في محل جر بالإضافة، كـ”إذ، وإذا، وحيث”. مثال: “جئتُ حيثُ بدأتُ دراستي”. وتُعرف القاعدة: “بعد الظروف ضيوف”.
تمارين تطبيقية
مثال ١: استخراج الظرف وتحديد نوعه
الجملة: وقفتُ تحتَ الشجرة. ذهبتُ إلى صديقي وقتَ العصر.
| الظرف | نوعه |
|---|---|
| تحت | ظرف مكان |
| وقت | ظرف زمان |
مثال ٢: إعراب الظرف
- ﴿ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ﴾ (فوق: مفعول فيه ظرف مكان منصوب)
- ﴿وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا﴾ (وراء: مفعول فيه ظرف مكان منصوب، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه)
- الجنّة تحت أقدام الأمّهات. (تحت: مفعول فيه ظرف مكان منصوب)
- ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ (بعد: مفعول فيه ظرف زمان منصوب)
