دليل شامل لأعراض التهاب البنكرياس

فهم أعراض التهاب البنكرياس

يُعتبر التهاب البنكرياس حالة طبية تتضمن التورم والالتهاب في البنكرياس، وهي غدة تقع خلف المعدة. تتنوع أعراضه بشكل كبير بناءً على نوع الالتهاب، حاد أم مزمن، وشدته. فيما يلي شرح مفصل للأعراض:

الالتهاب الحاد: علامات الإنذار المبكرة

يبدأ التهاب البنكرياس الحاد بشكل مفاجئ، وقد تستمر أعراضه لفترة قصيرة. تتراوح حدة الأعراض من عدم الراحة البسيطة إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة. معظم المصابين بالتهاب البنكرياس الحاد يتعافون بشكل كامل مع العلاج المناسب. من المهم التنويه إلى أن بعض الحالات قد لا تُظهر أي ألم، وهو ما يُلاحظ غالباً في حالات مرض السكري أو أمراض الكلى. لكن الألم الشديد هو العَرَض الرئيسي، عادةً ما يكون حادًا ومستمرًا في الجزء العلوي من البطن، وقد ينتشر إلى الظهر. تخفيف الألم عند الانحناء إلى الأمام يُعدّ من العلامات الدالة على التهاب البنكرياس الحاد.

أسباب التهاب البنكرياس الحاد متعددة، منها حصوات المرارة التي قد تسبب ألماً مرارياً قبل ظهور أعراض التهاب البنكرياس. أما في حالات الإفراط في شرب الكحول، فغالبًا ما تظهر الأعراض بعد يوم إلى ثلاثة أيام من الشرب، أو حتى بعد التوقف عنه. يرافق الألم عادةً غثيان وتقيؤ، وفي الحالات الشديدة، قد يحدث صدمة أو غيبوبة.

إلى جانب الألم، قد تظهر أعراض أخرى تستلزم عناية طبية فورية، مثل:

• الإسهال
• فقدان الشهية
• ألم عند لمس البطن
• ارتفاع درجة الحرارة (38 درجة مئوية أو أكثر)
• اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين)
• زيادة التعرق، شحوب البشرة، أو فقدان النشاط
• زيادة معدل ضربات القلب، انتفاخ البطن، وضيق التنفس
• الجفاف أو انخفاض ضغط الدم (في الحالات الشديدة)

الالتهاب المزمن: تحديات طويلة الأمد

على عكس الالتهاب الحاد، يمتد التهاب البنكرياس المزمن لفترة طويلة، غالباً ما يتطور بعد نوبات من الالتهاب الحاد. تتنوع شدة أعراضه، فبعض المرضى يعانون من أعراض خفيفة متقطعة، بينما يعاني آخرون من ألم مستمر وضعف، قد يستدعي دخول المستشفى بشكل متكرر.

أكثر أعراض التهاب البنكرياس المزمن شيوعاً هو نوبات الألم الشديد والمتكرر في البطن، غالباً في المنتصف أو الجانب الأيسر، وقد تمتد إلى الظهر. يصف المصابون الألم بأنه حارق ومتقطع، وقد لا يرتبط بتناول الطعام، على عكس الالتهاب الحاد. قد يرافق الألم غثيان وتقيؤ بعد الأكل. قد يستمر الألم لساعات أو أيام، ومع تقدم الحالة، يزداد تكراره وشدته.

مع تقدم الالتهاب المزمن، قد يتضرر إنتاج الإنزيمات الهضمية، ما يؤدي إلى قصور البنكرياس. هذا يؤثر على قدرة الجسم على هضم الطعام، مما يسبب براز دهني، ذو رائحة كريهة، فاتح اللون، وقد يحتوي على قطرات زيتية وألياف عضلية غير مهضومة. هذا يؤدي إلى سوء امتصاص، وفقدان الوزن، وسوء التغذية. الدراسات تُشير إلى أن حوالي 90% من المصابين بالتهاب البنكرياس المزمن يعانون من الألم.

متى يجب استشارة الطبيب؟

يجب مراجعة الطبيب فوراً في حالة التهاب البنكرياس الحاد لتجنب المضاعفات. بعض الأعراض التي تستدعي زيارة طبية عاجلة تتضمن:

• استمرار فقدان الوزن بعد العلاج.
• تسارع ضربات القلب، شحوب أو برودة الجلد، أو فرط التعرق، أو زيادة سرعة التنفس (علامات الصدمة).
• ألم مزمن أو إسهال بعد العلاج (قد يشير إلى التهاب مزمن أو مضاعفات).
• أعراض شديدة قد تدل على عدوى، التهاب، أو انسداد: ضيق التنفس، اليرقان، الغثيان، التقيؤ، القشعريرة، الحمى، ألم شديد في البطن يزداد سوءاً.

يُرجى ملاحظة أن الكيس الكاذب البنكرياسي، وهو عبارة عن كيس مملوء بالسوائل في البطن يحتوي على إنزيمات البنكرياس، والدم، وأنسجة ميتة، يُعدّ من مضاعفات التهاب البنكرياس.

جدول ملخص لأعراض التهاب البنكرياس

ملاحظة: هذه المعلومات للتثقيف فقط، ولا تغني عن استشارة الطبيب لتشخيص وعلاج أي حالة طبية.