دليل شامل عن هشاشة العظام: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

تعرّف على هشاشة العظام: الأسباب والعوامل المؤثرة، الأعراض التي تدل على الإصابة، طرق تشخيصها، خيارات العلاج المتاحة، وكيفية الوقاية منها.

فهرس المحتويات

ما هي هشاشة العظام؟

هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis)، أو تخلخل العظام أو مرض الهشاشة، هو مرض يصيب العظام مما يجعلها ضعيفة وهشة للغاية، مما يجعلها عرضة للكسر بسهولة. يتميز هذا المرض بوجود عيب في بنية العظم ونقص في كثافته. عادةً ما يكون هذا المرض صامتًا ولا يُظهر أي أعراض واضحة في البداية، وعادة ما يتم اكتشافه بعد وقوع كسر في العظم. تتأثر عظام الرسغين والوركين والعمود الفقري بشكل كبير بهذا المرض.

تُعدّ العظام نسيجًا حيًا، وبالتالي فهي تخضع لعملية تجديد مستمرة، حيث يتم تحطيم العظام القديمة واستبدالها بعظام جديدة. ومع تقدم العمر، تتباطأ عملية بناء العظام بشكل كبير، مما يؤدي إلى زيادة معدل هدم العظام. [١][٢]

يشير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) إلى انتشار هشاشة العظام في الولايات المتحدة الأمريكية. تُقدر نسبة انتشار هشاشة عظام عنق الفخذ والفقرات القطنية (بالإنجليزية: Lumbar vertebrae)‏ بنحو 5.1% بين الرجال الذين تجاوزوا سن 65 عامًا، بينما تصل هذه النسبة إلى 24.5% عند النساء في نفس الفئة العمرية. [٣]

أعراض هشاشة العظام

لا تظهر أعراض هشاشة العظام في المراحل المبكرة. ولكن، عند ضعف العظام بشكل كبير، قد يعاني الشخص من الأعراض التالية: [٤]

  • ألم الظهر: قد يحدث بسبب كسور في العمود الفقري أو انهياره.
  • فقدان في الطول: بسبب ضغط الفقرات على بعضها البعض.
  • انحناء في الظهر:
  • زيادة سهولة التعرض للكسور:

أسباب هشاشة العظام

تمر العظام بدورة حياة مستمرة، حيث يتم تحطيم العظام القديمة واستبدالها بعظام جديدة. تختلف سرعة بناء العظام الجديدة مع تقدم العمر. في مرحلة الطفولة، تكون سرعة بناء العظام أعلى بكثير من سرعة هدمها، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في كثافة العظام. عند بلوغ سن العشرين، تصبح عملية بناء العظام وهدمها أبطأ. وتصل كثافة العظام إلى ذروتها في العادة عند سن الثلاثين. بعد ذلك، تتباطأ عملية بناء العظام بشكل أكبر، بينما تستمر عملية هدم العظام، مما يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام. [٥]

العلاقة بين ما سبق ومرض هشاشة العظام واضحة للغاية. فكلما كانت كثافة العظام أعلى في سنوات الشباب، قلّت فرصة الإصابة بهشاشة العظام. العوامل الوراثية والعرق تلعب دورًا هامًا في تحديد كثافة العظام القصوى لدى الفرد. [٥]

عوامل خطر هشاشة العظام

على الرغم من أن انخفاض كثافة العظام مع تقدم العمر أمر طبيعي، إلا أن بعض الأشخاص يفقدون كثافة العظام بمعدل أسرع من غيرهم، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور. تتضمن بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام ما يلي: [٦]

  • سن اليأس: تُعدّ النساء اللاتي بلغن سنّ اليأس أكثر عُرضة للإصابة بهشاشة العظام، خاصةً إذا دخلن مرحلة سنّ اليأس مبكرًا (قبل سن 45 عامًا) أو إذا تم استئصال المبايض لديهن.
  • الستيرويدات: استخدام جرعة عالية من الستيرويدات لفترة طويلة (أكثر من ثلاثة أشهر) قد يزيد من خطر هشاشة العظام.
  • المشاكل الصحية: الإصابة بمشاكل صحية أخرى، مثل بعض الحالات الالتهابية أو مشاكل الهرمونات أو مشاكل سوء الامتصاص، قد تزيد من خطر هشاشة العظام.
  • التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بهشاشة العظام، خاصةً إذا كان أحد الوالدين قد تعرض لكسر في الورك، قد يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
  • بعض الأدوية: بعض أنواع الأدوية التي تؤثر على مستوى الهرمونات أو قوة العظام، مثل الأدوية المضادة لهرمون الإستروجين، قد تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. يجب عليك استشارة الطبيب قبل استخدام أي أدوية جديدة أو التوقف عن استخدام أي دواء.
  • النهام العصبي أو فقدان الشهية: الإصابة بالنهام العصبي (بالإنجليزية: Bulimia) أو فقدان الشهية (بالإنجليزية: Anorexia) قد تزيد من خطر هشاشة العظام.
  • مؤشر كتلة الجسم المنخفض: امتلاك مؤشر كتلة جسم منخفض قد يزيد من خطر هشاشة العظام.
  • عدم ممارسة الرياضة: عدم ممارسة الرياضة بانتظام، خاصةً التمارين التي تُقوي العظام، قد يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
  • التدخين وشرب الكحول: يُعدّ التدخين وشرب الكحول من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.

تشخيص هشاشة العظام

يتم تشخيص هشاشة العظام بناءً على مجموعة من الفحوصات. يبدأ الطبيب بمعرفة التاريخ الصحي للشخص، ثمّ يُجري فحصًا بدنيًا، وصور الأشعة السينية للهيكل العظمي، بالإضافة إلى فحوصات مخبرية متخصصة. من أهم الفحوصات التي تستخدم لتشخيص هشاشة العظام: [٧][٨]

  • قياس الكثافة (بالإنجليزية: Densitometry): يقيس هذا الفحص كثافة العظام باستخدام الأشعة السينية. يشتهر هذا الفحص باسم “مقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث” (بالإنجليزية: Dual-energy X-ray absorptiometry)، واختصارًا DEXA. يتم إجراء الفحص باستخدام جرعة منخفضة جدًا من الأشعة السينية، لا تُكافئ سوى قضاء يوم تحت أشعة الشمس الطبيعية.

يتم تفسير نتائج فحص قياس الكثافة كما يلي: [٧][٨]

  • النتيجة الطبيعية: تعني أن خطر حدوث كسور في العظام نتيجة التعرض لحادث بسيط يكون قليلًا للغاية.
  • ضعف العظام وترققها (بالإنجليزية: Osteopenia): تعني أن العظام ضعيفة للغاية، لكن خطر الإصابة بكسور نتيجة التعرض لحادث بسيط لا يزال ضئيلًا، لكنه وارد. يُنصح بمراجعة الطبيب لتقديم النصائح والطرق الوقائية التي تقلل من خطر الإصابة بالكسور.
  • هشاشة العظام: تعني أن الشخص معرض للإصابة بكسور العظام في حال تعرضه لحوادث بسيطة.

يصف الطبيب العلاج المناسب بناءً على نتائج فحص قياس الكثافة والعوامل الأخرى.

علاج هشاشة العظام

يمكن وصف العلاجات الدوائية قبل تطور هشاشة العظام، وذلك للوقاية من تطورها أو إبطاء انتشارها على الأقل. تُعدّ الحفاظ على كثافة العظام قدر الإمكان، تجنب الإصابة بالكسور، وزيادة قدرة الشخص على ممارسة أنشطته اليومية من أهم أهداف العلاج. يهدف العلاج أيضًا إلى تخفيف الألم المصاحب لهشاشة العظام. [٩]

بالإضافة إلى العلاج الدوائي المخصص، يوصي الطبيب باستهلاك كميات كافية من الكالسيوم عن طريق الغذاء أو المكملات الغذائية في بعض الحالات، بالإضافة إلى أخذ فيتامين د الذي يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم. يُنصح مرضى هشاشة العظام بممارسة التمارين الرياضية المناسبة، خاصةً التمارين التي تعتمد على تحمل الأثقال، مثل المشي. [١٠]

في حالة تأكيد تشخيص هشاشة العظام، يصف الطبيب أدوية مناسبة لمنع فقدان المزيد من كثافة العظام، وربما لبناء الكثافة العظمية من جديد. تُعدّ الأدوية التابعة لمجموعة البيسفوسفونات (بالإنجليزية: Bisphosphonate) من أكثر الأدوية استخدامًا في علاج هشاشة العظام والوقاية منها. تُساعد هذه الأدوية على علاج فقدان كثافة العظام، وبعضها قد يُساعد في بناء الكثافة العظمية من جديد. [١١]

تتضمن بعض الأمثلة على الأدوية التابعة لهذه المجموعة: حمض الزوليدرونك (بالإنجليزية: Zoledronic acid)، وريسيدرونات (بالإنجليزية: Risedronate)، وايباندرونات (بالإنجليزية: ibandronate)، وأليندرونات (بالإنجليزية: Alendronate). [١١]

يمكن أيضًا استخدام بعض الأدوية الأخرى لعلاج هشاشة العظام، مثل: [١١][١٢]

  • معدلات مستقبلات الإستروجين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective estrogen receptor modulators)، واختصارًا SERMs: تعمل هذه الأدوية بطريقة مماثلة لهرمون الإستروجين، لكن بآثار جانبية أقل، وتُساعد على إبطاء معدل فقدان كثافة العظام بعد سنّ اليأس.
  • دينوسوماب (بالإنجليزية: Denosumab): يُعطى هذا الدواء عن طريق الحقن، ويساعد على تقليل فقدان كثافة العظام وتحسين قوة العظام بشكل عام.
  • كالسيتونين (بالإنجليزية: Calcitonin): يُشبه هذا الدواء عمل الهرمون الذي تُفرزه الغدة الدرقية بشكل طبيعي، ويساعد على تنظيم مستويات الكالسيوم في الجسم، وتحسين بناء العظام، ويُساعد على إبطاء فقدان كثافة العظام.
  • تيريباراتيد (بالإنجليزية: Teriparatide): يُشبه هذا الدواء عمل هرمون الغدد جارات الدرقية في الجسم، ويساعد الجسم على بناء العظام بسرعة تفوق هدمها.

الوقاية من هشاشة العظام

في حالة وجود عوامل خطر للإصابة بهشاشة العظام، يُنصح باتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية للتقليل من خطر الإصابة بهذا المرض: [١٣]

  • ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
  • تناول طعام صحي غني بالكالسيوم وفيتامين د.
  • تعديل نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين والامتناع عن شرب الكحول.
Total
0
Shares
المقال السابق

هجمات شمال قسنطينة: تحول تاريخي في مسيرة تحرير الجزائر

المقال التالي

دراسة شاملة عن همزة الوصل

مقالات مشابهة