دليل شامل حول عنصر الزئبق

كل شيء عن الزئبق: تركيبه، صفاته، واستخداماته المختلفة وتأثيراته على البيئة والصحة. معلومات شاملة وموثوقة.

نظرة عامة على الزئبق

الزئبق هو أحد العناصر الكيميائية المعروفة منذ القدم، حيث يعود اكتشافه إلى القرن الخامس عشر الميلادي. يحتل الرقم الذري 80 في الجدول الدوري للعناصر، ويُرمز له بالحرفين (Hg). تشير الدراسات التاريخية إلى أن تحديد المكتشف الفعلي للزئبق أمر غير مؤكد، إلا أنه كان معروفًا لدى الحضارات القديمة في مصر، والصين، والهند، واليونان، وروما. في الأساطير الرومانية القديمة، أُطلق عليه لقب “رسول الآلهة السريع” نظرًا لخصائصه الفريدة.

يعتبر الزئبق من العناصر النادرة نسبيًا في الطبيعة، حيث لا يوجد غالبًا في حالته الحرة. بدلاً من ذلك، يوجد عادةً على شكل كبريتيد الزئبق، المعروف أيضًا باسم الزنجفر، وهو المادة الخام الرئيسية للزئبق. تتواجد رواسب الزنجفر في مناطق مختلفة حول العالم، بما في ذلك إسبانيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة، والجزائر، وأوكرانيا.

السمات المميزة للزئبق

يمتلك الزئبق مجموعة من الخصائص الفيزيائية والكيميائية المميزة التي تجعله فريدًا بين العناصر. من أبرز هذه الخصائص:

  • يعتبر معدنًا كيميائيًا يتبع فصيلة الزنك، ويحمل الرقم الذري 80، وتبلغ كثافته 13.54 جرام/سم مكعب.
  • يتواجد في الحالة السائلة في الظروف العادية، ويتميز بلونه الفضي اللامع. عند تجمده، يتحول لونه إلى فضي مائل للزرقة.
  • يعتبر موصلاً جيدًا للتيار الكهربائي.
  • يمكنه توليد مجالات مغناطيسية دون الحاجة إلى استخدام ملفات ذات قلوب حديدية.
  • يستخدم لجمع الغازات القابلة للذوبان في الماء، وذلك لعدم تفاعله مع الهواء أو الغازات الأخرى في درجات الحرارة العادية.
  • يوجد له عشرة نظائر، منها سبعة مستقرة، ونظير واحد غير مستقر، ونظيران ينتجان أشعة بيتا السالبة.
  • يتبخر وينتشر بسرعة كبيرة.
  • يعتبر شديد السمية، حيث يؤدي تراكمه في الدماغ إلى تدمير الجهاز العصبي.
  • يعتبر من الملوثات المائية، حيث تتواجد المادة الخام للزئبق في الطبيعة نتيجة لعوامل مختلفة، مثل البراكين، والنحت الطبيعي للصخور، والمخلفات الصناعية. تزيد هذه المخلفات من وجوده، خاصة أثناء حرق القمامة، واستعمال الفحم الحجري، وصناعة الأسمنت. يتبخر الزئبق وينتشر في البحار والمحيطات، مما يؤدي إلى تسمم الكائنات الحية، مثل النباتات، والحيوانات، والإنسان في سلسلة غذائية دورية.

الاستعمالات المتعددة للزئبق

على الرغم من سمية الزئبق، إلا أنه يستخدم في العديد من التطبيقات الصناعية والطبية. لم تؤكد الدراسات الحديثة حاجة الجسم إلى أي كمية من الزئبق، إلا أنها أجمعت على الضرر الكبير الذي يلحقه هذا العنصر بالإنسان، والكائنات الحية الأخرى، والبيئة المحيطة، وذلك نتيجة لاستخدامه المتكرر. يدخل الزئبق ومركباته في مجالات الصناعة المختلفة، مثل:

  • صناعة الكلور.
  • صناعة الغاز.
  • الصناعات الكهربائية، مثل صناعة البطاريات.
  • الصناعات الطبية، مثل حشوات الأسنان.
  • يدخل في صناعة الملغمة، وهي سبيكة تتكون من الزئبق والذهب.

المصادر

Total
0
Shares
المقال السابق

سمات الكتابة الروائية العربية

المقال التالي

جوهرة الزمرد: سمات وخصائص

مقالات مشابهة