أهمية البحث الأكاديمي
تعتبر البحوث الأكاديمية إحدى الوسائل الهامة التي يعتمد عليها الأساتذة والمشرفون لتقييم مستوى الطلاب في موادهم الدراسية. هذه البحوث تتيح للطلاب فرصة استكشاف المادة الدراسية بشكل أعمق والاطلاع على مصادر متنوعة، مما يساهم في تعزيز خبراتهم في مجالات البحث والاستقصاء. بالإضافة إلى ذلك، تساعد البحوث الطلاب على تحسين أدائهم الأكاديمي وزيادة فرصهم في الحصول على تقديرات أفضل في نهاية الفصل الدراسي.
خطوات أساسية في البحث الأكاديمي
خلال سنوات الدراسة، يُطلب من الطالب إعداد بحوث علمية في مواضيع مختلفة. هذا الطلب يعكس رغبة الأستاذ في التأكد من أن الطالب قد استوعب المادة الدراسية بشكل كامل، وفهمها، وحللها بشكل متعمق، بالإضافة إلى الإلمام بأفكار الكتاب والباحثين الذين ساهموا في إثراء هذه المادة وإضافة حقائق وقيم علمية مهمة. يجب على الطالب الباحث أن يتحلى بالدقة والموضوعية والصدق في دراسته، وتجنب أي تحيزات قد تؤثر على مسار البحث. هناك خطوات أساسية يجب اتباعها لإعداد البحث العلمي، وهي:
انتقاء فكرة البحث
في الغالب، يقوم أستاذ المادة بتحديد فكرة البحث الأكاديمي لطلابه، ويطلب منهم دراسة فكرة أو قضية معينة. قد يشعر الطالب بالإرهاق الذهني نتيجة لهذا التحديد، وقد يضطر إلى البحث عن نفس المصادر التي يستخدمها زملاؤه في كتابة البحث. هذا الأمر قد يؤدي إلى إنتاج بحث جامد ومكرر، ويفتقر إلى الابتكار. ولكن، إذا منح الأستاذ الطالب الحرية الكاملة في اختيار فكرة يكتب عنها ضمن إطار المادة الدراسية، فإن ذلك يفتح له آفاقاً واسعة في البحث عن المصادر والكتب التي تخدم عملية بحثه، ويشجعه على تنظيم أفكاره وتحديد المدة الزمنية التي يحتاجها لإنجاز البحث.
عند اختيار فكرة البحث، يجب على الطالب الباحث مراعاة النصائح التالية:
- أن تكون فكرة البحث واضحة ومبتكرة، وغير مكررة من قبل طلاب آخرين يدرسون نفس المادة.
- أن يحدد أفكاره وينظمها، وأن يتحرى الدقة والموضوعية في كتابتها.
- أن يتجرد من التحيزات الشخصية أو النزاعات عند كتابة البحث، لأنها قد تكون غير بناءة.
- أن تكون الفكرة قابلة للتجديد وذات صلة بالواقع، وأن تقدم أسلوباً وطرحاً جديداً.
المرحلة التمهيدية
في فقرة التمهيد، يقدم الطالب نبذة عامة عن الفكرة من خلال ذكر الآتي:
- الأسباب التي دفعته إلى اختيار هذه الفكرة.
- مدى الفائدة التي يمكن أن يجنيها الطلاب من دراسة هذه الفكرة، أو الفائدة العلمية التي تعود على العلم والمجتمع من خلال تحليلها ودراستها.
- ذكر بعض الخطوط العريضة التي يرغب في شرحها من خلال هذا البحث، وهي بمثابة ذكر العناوين التي تعمق بها أثناء البحث.
صياغة المقدمة
تعتبر المقدمة بمثابة ملخص أولي للبحث الأكاديمي. يمهد الطالب فيها للقارئ محتويات بحثه، وأهم الأفكار التي تناولها فيه، والمنهجية التي اتبعها للوصول إلى المعلومات، وتصوره الخاص بشأنها.
تطوير محتوى البحث
في هذا الجزء، يبدأ الطالب في التفصيل والشرح حول الفكرة أو الظاهرة التي اختارها للدراسة، مع ذكر أسبابها ونتائجها وتأثيرها في المجتمع، أو في مجال البحث العلمي بشكل عام. يجب أن يتم كل ذلك بأسلوب علمي وموضوعي ومنطقي، وبعيداً عن أي اعتبارات أخرى.
كتابة الاستنتاج
في هذا الجزء، يستخلص الطالب النتائج التي توصل إليها من خلال بحثه، ويشرحها بالتفصيل، مع ذكر الأدوات والمصادر التي استعان بها حتى توصل لتلك النتائج. يجب أن تتم هذه الخطوة بعد الانتهاء من البحث.
توثيق المصادر
يجب على الطالب أن يذكر المصادر والمراجع التي اعتمد عليها في بحثه، مع الحرص على الدقة والمصداقية. ويراعي الآتي:
- أن تكون المراجع صحيحة ومعترفاً بها علمياً.
- أن يكتب اسم المرجع، واسم الناشر أو المؤلف، وسنة النشر.
- أن يشير إلى المصطلحات أو معاني الكلمات الغامضة في البحث برمز معين، ثم يضع معناها في هامش الصفحة، مع كتابة رقم الصفحة، واسم المؤلف مثل: (تاريخ النقد الأدبي، الطبعة القديمة، ص١٨، إحسان عباس).
تحضير الفهرس
يأتي الفهرس في نهاية البحث، ويتضمن العناوين المطروحة في البحث وأرقام الصفحات بشكل مرتب ومتسلسل؛ لتسهيل وصول القارئ إلى المعلومة التي يريدها بسرعة واستعراض عناوين البحث.