دلالات رؤية الصلاة في الحلم وتفسيرها

تفسير رؤية الصلوات المفروضة في الحلم

لرؤية كل صلاة من الصلوات الخمس دلالة خاصة. يوضح ابن سيرين أنه إذا رأى الشخص كأنه يصلي فريضة الظهر في يوم مشمس، فإن ذلك يدل على توسطه في أمر يجلب له العزة والكرامة. أما إذا كان اليوم غائماً، فقد يشير ذلك إلى حمله للهموم والأحزان. ورؤية صلاة العصر تدل على قرب انتهاء العمل الذي يقوم به الرائي. وإذا رأى أنه يصلي الظهر في وقت العصر، فإنه سيقضي دينه. وإذا انقطعت عليه إحدى الصلاتين، فإنه سيقضي نصف الدين أو نصف المهر، لقوله تعالى: (فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ). [9]

أما صلاة المغرب فتشير إلى قيام الرائي بمسؤولياته تجاه أسرته. وصلاة العشاء تدل على معاملته لأهله بما يسعدهم ويريحهم. وصلاة الفجر تعني بداية أمر جديد يسعى من خلاله إلى تحسين معيشته ومعيشة أسرته. ورؤية صلاة الظهر أو العصر أو العشاء ركعتين فقط قد تشير إلى السفر.[1]

ويضيف ابن شاهين أن رؤية صلاة الظهر تدل على صفاء الوقت وتحقيق الأهداف وزيادة الخيرات. وصلاة العصر تعني تحقيق المراد بعد المشقة. وصلاة المغرب تدل على إتمام الأمر الذي يسعى إليه الرائي سواء كان خيراً أو شراً، وقد تشير أيضاً إلى أداء صداق الزوجة. وصلاة العشاء تعني معاملة الأقارب بلطف وسرور، وقد تدل أيضاً على المكر والبكاء، لقوله تعالى: (وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ). [11] أما صلاة الصبح فتدل على الحصول على المال والكسب الحلال، وقد تشير إلى وعد قريب بخير أو شر حسب ما هو متوقع، لقوله تعالى: (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ). [12] ويشترط في هذه التفسيرات أن تكون الصلاة كاملة وفي وقتها، وأي نقص أو زيادة فيها قد يغير المعنى.[4]

معنى رؤية السنن والنوافل في الحلم

تعتبر رؤية السنن والنوافل في المنام علامة على الخير والبركة. يشير ابن شاهين إلى أن رؤية السنة تدل على النظافة والصبر والشهرة الحسنة والشفقة على الخلق. أما التطوع فيدل على التوسع على الأهل والقيام بمهمات الأصدقاء والجيران وإظهار الشهامة مع الجميع.[4]

ويوضح ابن سيرين أن السنة تدل على طهارة صاحبها وصبره على المكاره وظهور اسم حسن له، لقوله تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ). [13] كما تدل على الشفقة على خلق الله وإكرام الأهل والإحسان إليهم فوق الواجب، والسعي في أمور الأصدقاء، مما يجلب العزة والتقدير. والتطوع يدل على كمال الشهامة وزوال الهموم.[1]

ويفسر ابن غنام رؤية صلاة الاستسقاء بطلب الولد، لأن الماء من السماء يحيي الأرض. ومن صلى بلا وضوء فإنه يتقرب إلى السلطان. وصلاة الكسوف تدل على هموم بسبب امرأة أو أمير أو وزير أو ملك، وربما دلت على موت عالم أو قحط، وإذا زال الكسوف زال الهم.[14]

ويقول النابلسي أن من رأى أنه يصلي التراويح مع الناس فإنهم يقومون بمروءة أهاليهم وتزول وحشتهم وتنشرح صدورهم. وصلاة الاستسقاء تدل على الخوف والتقتير وغلاء الأسعار وكساد المعيشة، وقد تدل على حادث في ذلك المكان من حاكم أو سلطان. وصلاة الكسوف للشمس والخسوف للقمر تدل على السعي في إيصال الراحة لمن دلت الشمس أو القمر عليه، وربما دل ذلك على توبة الفاسق وإسلام الكافر أو على موت عالم. ومن رأى أنه يصلي النافلة أو التطوع فإنها تدل على صلاح دينه وتمسكه بالسنة أو قيامه بأمر الآخرة، وصلاة النافلة دالة على التودد والتقرب إلى قلوب الناس بالخدمة أو بالمال. وإن كان الرائي عازباً تزوج، وإن كان متزوجاً رزق بولدين ذكرين، لقوله تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً). [15] وإن صلى تطوعاً لله تعالى وكان فقيراً استغنى ونال خيراً أو تقرب إلى الله تعالى، وربما ألف بين قوم لتشتت أهوائهم. وصلاة الرغائب في المنام دالة على المواسم.[2]

تأويل رؤية صلاة الجماعة في المنام

رؤية صلاة الجماعة في المنام تحمل دلالات إيجابية. يذكر ابن سيرين أنه إذا رأى الشخص كأنه يصلي في جماعة مستوية الصفوف، فإن ذلك يدل على كثرة التسبيح والتهليل، لقوله تعالى: (وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون). وإذا رأى الوالي أنه يؤم بالناس عزل، ومن صلى بالرجال والنساء نال القضاء بين الناس إن كان أهلاً لذلك، وإلا نال التوسط والإصلاح بين الناس. ومن رأى أنه أتم الصلاة بالناس تمت ولايته، فإن انقطعت عليه الصلاة انقطعت ولايته ولم تنفذ أحكامه ولا كلامه. فإن صلى وحده والقوم يصلون فرادى، فإنهم خوارج. فإن صلى بالناس صلاة نافلة دخل في ضمان لا يضره. فإن كان القوم جعلوه إماماً، فإنه يرث ميراثاً، لقوله تعالى: (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ). [16] وإذا رأى كأنه أم بالناس ولا يحسن أن يقرأ، فإنه يطلب شيئاً لا يجده. وإذا رأى أنه صلى بقوم فوق سطح، فإنه يحسن إلى أقوام يكون له بذلك صيت حسن من جهة فرض أو صدقة.[1]

ويقول ابن شاهين أن من رأى أنه يصلي قائماً والناس يصلون خلفه قاعدين فإنه يلي أمراً لا ينقاد إليه من ينسب لذلك الأمر، ومن رأى أنه يصلي جالساً والناس يصلون خلفه قياماً فتعبيره ضد ما تقدم. ومن رأى أنه يؤم رجالاً ونساء فإنه يكون واسطة خير في الإصلاح بين الناس، وإن كان أهلاً للقضاء فإنه يتولاه. ومن رأى أنه يصلي بالناس نافلة دخل في ضمان لا يضره. وقيل من رأى أنه صار إماماً فإنه يرث ميراثاً لقوله تعالى: (ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).[4] ويقول ابن غنام أن من رأى كأنه يصلي إماماً وهو جالس والناس من ورائه قيام فإنه إن كان والياً ضعف في الولاية، وإن كان إماماً لمسجد ضعف عن أمور المسجد.[17]

دلالة رؤية السجود في المنام

السجود في الحلم يحمل معاني الشكر والتقرب إلى الله. يذكر ابن شاهين أن من رأى أنه يسجد لله تعالى فإنه شكر لله وطول حياة له، ورؤيا السجود أيضاً على خمسة أوجه: حصول مقصود دولة ونصر وظفر والامتثال لأمر الله، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ). [18] وقيل إن الصلاة على الميت دعاء مستجاب وقيل شفاعة تقبل، وقيل الصلاة من حيث الجملة محمودة على كل حال في الدين والدنيا، وتدل على إدراك رياسة وبلوغ الأمل ونيل الولاية وقضاء دين أو أداء أمانة أو إقامة فرائض الله تعالى.[4] ويقول ابن سيرين أن من رأى كأنه سجد لله تعالى على جبل، فإنه يظفر برجل منيع، وإن رأى أنه سجد لغير الله تعالى لم تقض حاجته وقهر إن كان في حرب وخسر إن كان تاجراً.[1]

تفسير رؤية الركوع في المنام

الركوع في المنام له دلالات خاصة. يوضح ابن شاهين أن من رأى أنه ركع وأطال فيه ولم يسجد فإنه بعيد التوبة، وربما كان قصير العمر فليبادر إلى التوبة.[4] ويقول ابن سيرين أن من رأى كأنه قائم في الصلاة فلم يركع حتى ذهب وقتها، فإنه يمنع الزكاة المفروضة فلا يؤديها. وإن رأى في صلاتهم نقصاناً أو زيادة أو تغيراً جار في ولايته وأصابه فقر ونكبة من جهة اللصوص. فإن صلى بهم قائماً وهم جلوس، فإنه لا يقصر في حقوقهم ويقصرون في حقه أو تدل رؤياه أنه يتعهد قوماً مرضى. فإن صلى بقوم قاعداً وهم قيام، فإنه يقصر في أمر يتولاه. فإن صلى بقوم قيام وقوم قعود، فإنه يلي أمر الأغنياء وأمر الفقراء. فإن صلى بهم قاعداً وهم قعود، فإنهم يبتلون بغرق أو سرقة ثياب أو افتقار.[1]

معنى الدعاء بعد الصلاة في الحلم

الدعاء بعد الصلاة في المنام يحمل دلالات طيبة. يذكر ابن سيرين أنه إذا رأى أنه يدعو دعاء معروفاً، فإنه يصلي فريضة، فإن دعا دعاء ليس فيه اسم الله، فإنه يصلي صلاة رياء، وإذا رأى كأنه يدعو لنفسه خاصية رزق ولداً لقوله تعالى: (إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا). [19] فإن كان يدعو ربه في ظلمة ينجو من غم، لقوله تعالى: (فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ). [20] وحسن الدعاء دليل على حسن الدين والقنوت دليل على الطاعة وكثرة ذكر الله تعالى دليل على النصر لقوله تعالى: (وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا). [21] ومن رأى كأنه يستغفر الله تعالى رزق حلال وولد لقوله تعالى: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا). [22] وإن رأى كأنه فرغ من الصلاة واستغفر الله تعالى ووجهه إلى القبلة، فإنه يستجاب دعاؤه، وإن كان وجهه إلى غير القبلة، فإنه يذنب ذنباً ويموت منه، فإن سكت عن الإستغفار دل على نفاقه لقوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ). [23] وإن رأت امرأة كأنه يقال لها استغفري لذنبك، فإنها تتهم بذنب وفاحشة لقصة زليخا، وإن رأى أنه يقول سبحان الله فرج عنه همومه من حيث لا يحتسب، وإن رأى كأنه نسي التسبيح أصابه حبس أو غم لقوله تعالى: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ). [24] وإن رأى كأنه قال لا إله إلا الله، أتاه الفرج من غم هو فيه وختم له بالشهادة، وإن رأى كأنه يكبر الله، أتى مناه ورزق الظفر بمن عاداه، وإن رأى كأنه يحمد الله، نال نوراً وهدى في دينه، ومن رأى كأنه يشكر الله تعالى نال قوة وزيادة نعمة، وإن كان صاحب هذه الرؤيا والياً ولي بلدة عامرة لقوله تعالى: (وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ). [25] وقيل من رأى كأنه يحمد الله رزق ولداً لقوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ). [26].[1]