دلالات رؤية الخبز في المنام

تفسير رؤيا الخبز عند النابلسي

يفسر الإمام النابلسي رؤية الخبز في المنام بتفسيرات متعددة. فالخبز الأبيض يرمز إلى الرزق الحلال الطيب، وقد يدل على مبلغ من المال يختلف قدره حسب حالة الرائي ومقامه. أما الخبز المر فيدل على عيشة قاسية، والخبز الحلو يشير إلى ارتفاع الأسعار إذا كان يحمل طعم العسل أو السكر. وأفضل أنواع الخبز هو الخبز الأبيض المصنوع من القمح الجيد.

ويرى النابلسي أن الخبز يمثل العلم والدين الإسلامي، فهو أساس الدين وقوام الروح، وقد يرمز إلى الحياة نفسها أو المال الذي يحافظ على الروح. الرغيف قد يدل على المساءلة والمطالبة أو على عقدة مالية تختلف باختلاف الناس. كما يمكن أن يرمز الرغيف إلى الأم الحنون التي تربي وتغذي، والتي تحافظ على الدين وتحصن المرأة، والخبز النقي يدل على العيشة الصافية والعلم الخالص والمرأة البيضاء الجميلة.

إذا رأى شخص في منامه أنه يوزع الخبز على الناس أو الفقراء، فإنه إن كان من طلاب العلم فسينال علماً نافعاً، وإن كان واعظاً فستكون له مواعظ ووصايا. أما إذا كان هؤلاء الأشخاص الذين يأخذون الخبز من صدقته فهم في حاجة إليه، فقد يكون ذلك ديناً عليه تجاههم. وإذا رأى شخص ميتاً يعطيه خبزاً، فإنه رزق أو مال سيأتيه من مكان غير متوقع. وإذا رأى الخبز معلقاً في السماء أو فوق الأسطح أو في أعالي النخيل، فذلك يدل على غلاء الأسعار. وإذا رأى الخبز ملقى على الأرض ويداس بالأقدام، فذلك يشير إلى وفرة ورخاء قد يؤدي إلى البطر.

وإذا رأى شخص ميتاً يأخذ منه رغيفاً أو سقط منه في النار أو في مكان قذر، فإن كان عاطلاً أو في وقت فتنة وبدعة، فالرغيف يمثل دينه الذي قد يفقده أو يفسده. وإن كانت امرأة مريضة، فقد يدل ذلك على موتها إذا كانت ضعيفة الدين. ومن بال في خبز فإنه يتزوج من محارمه.

تفسيرات ابن شاهين لحلم الخبز

يذكر ابن شاهين أن رؤية رغيف أو رغيفين أو نصف رغيف تدل على زوال الهموم. أما رؤية نصف رغيف في مكان مجهول مع عدم القدرة على أكله، فتشير إلى قرب الأجل. وإذا وجد نصف رغيف في مكان ما، فإن ذلك يدل على أن نصف العمر قد مضى، خاصة إذا كان النصف في يده.

ومن رأى أن لديه خبزاً كثيراً ولا يأكل منه، فإنه قد يسبب ضرراً لأقاربه. أما إذا أكل منه، فالأمر يختلف. وأكل الخبز الحار جداً يدل على الهم والغم. بينما يرى الكرماني أن أكل الخبز الساخن يدل على عيشة طيبة. وأكل الخبز النقب يدل على عدل الملك وإنصافه لرعيته. وأكل الخبز الخشكار يدل على ضيق العيش وصلاح الدين. وأكل خبز الدخن يؤول بنفس تأويل الخشكار. وأكل خبز الشعير يدل على الزهد والقناعة. وأكل خبز الأرز يدل على المشقة وتعطيل الأمور. وأكل خبز العدس أو الفول يدل على الحزن والفقر.

وقال جابر المغربي أن أكل الخبز الرقيق يدل على سعة العيش وقد يدل على قصر العمر. ومن رأى رغيفاً معلقاً بجبهته فإنه يحتاج ويفتقر. ويؤول إسماعيل بن الأشعث الخبز على مراتب الإنسان؛ فرؤيا الرغيف للملك تؤول بمدينة، وللرئيس بولاية، وللتاجر والغني بألف درهم، وللعوام بمائة درهم، ولدون ذلك درهم واحد إلى عشرة. والرغيف المغشوش ليس محموداً، والأرغفة الكثيرة تدل على المال الكثير والإخوان والأصحاب والعمر. ويقول دانيال أن رؤيا الرغيف النظيف اللين هي الأفضل؛ لأنه مال حلال ونعمة كثيرة بغير مشقة. ومن وهب شيئاً من ذلك لأحد فإنه يدل على رخص في ذلك المكان في تلك السنة. ومن سعى في طلب خبز فإنه يدل على السفر وحصول المال، خاصة إذا وجده. وقال أبو سعيد الواعظ أن أكل الخبز الرقاق يدل على سعة الرزق، وأكل الخبز بلا إدام يدل على المرض والوحدة والموت.

تأويل ابن سيرين لرؤية الخبز

يفسر ابن سيرين رؤية الشخص وهو يخبز بأنه يسعى في طلب المعيشة والرزق الدائم. فإن خبز بسرعة حتى لا يبرد التنور، فإنه سينال دولة ويحصل على مال بقدر ما خرج من الخبز من التنور. ومن وجد رغيفاً فإنه عمر، فالرغيف يمثل أربعين سنة، وأي نقص فيه هو نقص في العمر، وصفاؤه صفاء الدنيا. وقيل الرغيف الواحد ألف درهم وخصب وبركة ورزق حاضر قد سعى له غيره وذهب عنه حزنه، لقوله عز وجل: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ﴾، قال المفسرون الحزن الخزي.

ومن رأى أنه يأكل الخبز بلا إدام فإنه يمرض وحيداً ويموت وحيداً. وقيل الخبز الذي لم ينضج يدل على حمى شديدة، لأنه يعاد إلى النار ليستوي. وقيل الخبز الحواري الحار يدل على الولد وأكل الخبز الرقاق سعة رزق. وقيل إن رقة الخبز قصر العمر، وقيل إن الرقاق من الخبز ربح قليل يتراءى كثيراً. وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن في يدي رقاقتين آكل من هذه ومن هذه فقال أنترجلتجمع بين الأختين، والقرص ربح قليل، والرغيف ربح كثير.

المصادر

• أبو عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تعبير المنام، بيروت: دار الفكر، صفحة 104.
• أبو خليل بن شاهين الظاهري، الإشارات في علم العبارات، بيروت: دار الفكر، صفحة 750.
• سورة فاطر، آية: 34.
• محمد بن سيرين ( 1359هـ – 1940م)، تفسير الأحلام – منتخب الكلام في تفسير الأحلام، مصر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، صفحة 221، جزء الأول.
• محمد بن سيرين (1359هـ – 1940م)، تفسير الأحلام – منتخب الكلام في تفسير الأحلام، مصر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، صفحة 222، جزء الأول.