فهرس المحتويات
برهان أول: تحليل آيات الصفات الكونية |
برهان ثاني: تفسير آية التكوير |
برهان ثالث: تعاقب الليل والنهار |
برهان رابع: سباحة الكواكب في فلكها |
المراجع |
برهان أول: تحليل آيات الصفات الكونية
يُشير بعض الباحثين إلى إمكانية استنتاج دوران الأرض من خلال فهم بعض الآيات القرآنية، بناءً على معاني الكلمات والعبارات. ففي قوله تعالى: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾ [النمل: 88]، يرى بعضهم أن وصف الجبال بأنها تمرّ كالسحاب يشير إلى حركة الأرض حول نفسها، على عكس التفسير الشائع الذي يربط هذه الآية بيوم القيامة. ويستند هذا الرأي إلى أن رؤية الجبال وتصورها جامدة هو أمر واقع في حياتنا الدنيا، بينما يوم القيامة ستكون المشاهدة مختلفة تماماً كما ورد في قوله تعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ [ق: 22]. كما أن التعبير بـ “ما تفعلون” بصيغة المضارع يشير إلى استمرار الحركة في الدنيا، على عكس ما هو متوقع بيوم القيامة.
ويُلاحظ أن ربط هذه الآية بقوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ﴾ [النمل: 87] ليس مباشراً. بل يمكن ربطها بالسياق السابق الذي يتحدث عن النوم والاستيقاظ، وهو ما يُشير إلى دورة الحياة والموت، والله أعلم.
برهان ثاني: تفسير آية التكوير
يُبرز بعض الباحثين علاقة قوله تعالى: ﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ﴾ [الزمر: 5] بحركة دوران الأرض. فالتعبير بـ “يكوّر” يدل على حركة دائرية مستمرة، تُشكل الليل والنهار باستمرار. وهذا التعبير دقيق جداً في وصف الدوران الأرضي.
برهان ثالث: تعاقب الليل والنهار
يُفسر بعض المفسرين، مثل الشيخ الشعراوي، قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً﴾ [الفرقان: 62] على أنه دليل على دوران الأرض. فالتعاقب المستمر للليل والنهار يُفسر بأن الأرض تدور حول نفسها، مما يُسبب تعاقب الليل والنهار على سطحها.
برهان رابع: سباحة الكواكب في فلكها
يرى بعض العلماء صلة بين قوله تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا… وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا… وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ…﴾ [يس: 33-39] وقوله تعالى: ﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [يس: 40]. فكلمة “كل” تشمل الأرض والشمس والقمر، وهذا يُشير إلى حركة كل هذه الأجرام السماوية في مداراتها. وإن كان بعض المفسرين قد حصر معنى “كل” في الشمس والقمر، إلا أن توسيع المعنى ليشمل الأرض لا يخلو من إمكانية.
المراجع
القاسمي، محاسن التأويل. مسلم، مباحث في إعجاز القرآن. الشعراوي، تفسير الشعراوي. الألباني، موسوعة الألباني في العقيدة.